أكد خبراء اقتصاديون أن العراق مرشح للتعرض إلى أزمة اقتصادية بسبب تفسي فيروس كورونا في الصين، نظرا للترابط الاقتصادي الكبير بين البلدين واعتبار العراق من المصدرين الرئيسيين للنفط إلى الصين.
يقول أستاذ علم الاقتصاد مجيد الحمداني في تصريح : إن ” الاقتصاد العالمي مرتبط ارتباطا شبكيا مع بعضه البعض، وخاصة في الدول المتقدمة التي يعد اقتصادها رأسمالي بامتياز”.
ويضيف الحمداني : أن “التبعات الاقتصادية على الصين بلغت ذروتها حتى الآن في خسارة الاقتصاد الصيني ما يقرب من ٥٠٠ مليار دولار، إضافة إلى إغلاق آلاف المصانع في محاولة السلطات الصينية الحد من الانتشار الكبير للفيروس.
وتابع الخبير الاقتصادي “ليس من المستبعد أن تلجأ الصين إلى تقليض صادراتها من النفط العالمي، خاصة أن الفائض في المعروض النفطي وصل إلى مليون برميل يوميا”.
وفيما يتعلق بالاقتصاد العراقي وتأثره من فيروس كورونا، يكشف الحمداني عن أن الصين تعد أكبر مستورد للنفط الخام عالميا، إذ تستورد كل عام ما تصل قيمته إلى ٢٤٠ مليار دولار أمريكي من مختلف المصادر.
ويشير إلى أن العراق يعد رابع أكبر موردي النفط إلى الصين، إذ وفي عام ٢٠١٨ فقط وصلت قيمة الصادرات النفطية العراقية إلى الصين لما يقرب من ٢٢.٦ مليار دولار، وهو ما يعادل أكثر من ٢٣% من قيمة الموازنة العامة الاتحادية للعراق.
وبالتالي، يشير الحمداني إلى أنه وبسبب توقف المصانع الصينية واحتمالية انتشار الفيروس إلى بقية المدن الصناعية الصينية، فإنه ليس من المستبعد أن تلجأ الصين إلى تقليض صادراتها من النفط العالمي، خاصة أن الفائض في المعروض النفطي وصل إلى مليون برميل يوميا، وهذا ما سيؤدي إلى لجوء أوبك إلى تقليص حصص الدول من التصدير النفطي وهذا ما سيؤثر دوره على العراق.
وأعلنت لجنة الصحة الوطنية الصينية الاثنين الـ ١٧ من شباط / فبراير الجاري عن ارتفاع حصيلة الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا في الصين، إذ بلغت أكثر من ١٧٥٠ وفاة مع ارتفاع أعداد المصابين إلى أكثر من ٧٠ ألف مصاب.
وفي ظل الانشار السريع للفيروس وتسجيل قرابة الألفي حالة خلال ٢٤ ساعة الماضية، يدق المجتمع الدولي ناقوس الخطر من مغبة تفشي الفيروس على مستوى العالم مع التأثيرات الاقتصادية الكبيرة التي بدأت تشهدها الصين والاقتصاد الدولي بصورة عامة.