سيطرح مجلس النواب الأمريكي “قانون العقوبات على التنظيمات الإرهابية الوكيلة
لإيران” الذي يدعو إلى فرض عقوبات أمريكية على اثنتين من الميليشيات العراقية
الخاضعة لسيطرة إيران، هي ميليشيا العصائب وميليشيا حركة النجباء.
وفي حال إقراره، سيتطلب التشريع أيضاً احتفاظ وزارة الخارجية الأمريكية بقائمة
علنية عن الجماعات المسلحة التي يموّلها الحرس الثوري الإيراني، أو تخضع لسيطرته،
أو نفوذه.
ويأتي مشروع القانون في أعقاب التحذير الذي وجّهه البيت الأبيض إلى طهران في 11
أيلول/سبتمبر بشأن كبح جماح مليشياتها التي تعمل بالوكالة عنها بعد أن تعرّضت
المنشآت الدبلوماسية الأمريكية في العراق لضربات صاروخية متعاقبة. ففي 7 و 8
أيلول/سبتمبر، تم إطلاق ثلاثة صواريخ من عيار 107 ملم وصاروخ آخر من عيار 122 ملم
من شرق بغداد باتجاه مجمع السفارات في بغداد بعد ساعات قليلة من قيام المتظاهرين
بإحراق القنصلية الإيرانية في البصرة.
وأشار بيان البيت الأبيض إلى أن “الولايات المتحدة ستعتبر النظام في طهران
مسؤولاً عن أي هجوم ينتج عنه وقوع إصابات بين أفرادنا أو أضرار بمرافق حكومية
أمريكية. وسوف ترد الولايات المتحدة بسرعة وحسم دفاعاً عن أرواح الأمريكيين”.
ولدى الحكومة الأمريكية سبب كاف لتصنيف كلا التنظيمَيْن كيانيْن إرهابييْن.
فمعاقبة الميليشيات المتورطة في مقتل الجنود والدبلوماسيين الأمريكيين قد أُغفلت
إغفالاً فادحاً طوال سنوات، على الرغم من قيام وزارة الخزانة الأمريكية بإدراج ابو
جعفر الكعبي احد قادة حزب الدعوة، شخصياً على قائمة الإرهاب منذ عام 2008.
وتوفّر تقارير الاستجواب التي رُفعت عنها السرّية مؤخراً أدلةً واضحةً وأساساً
منطقياً لفرض عقوبات جديدة.
وربما تعتقد واشنطن أن نزع الشرعية عن هذه التنظيمات أصبح أمراً ملحّاً بشكل خاص
في أعقاب الانتخابات النيابية الأخيرة في العراق، والتي زاد فيها عدد مقاعد ميليشيا
العصائب من مقعد واحد إلى خمسة عشرة مقعداً. ومن شأن العقوبات الجديدة أن تمنع
أعضاء الميليشيا من الظهور بدور بارز في الحكومة العراقية المقبلة.
وخلال السنوات التي أعقبت تصنيف أبو مهدي المهندس والميليشيا التابعة له «كتائب
حزب الله» على قائمة الإرهاب في عام 2009، اكتسب المهندس نفوذاً على بعض المستويات
(تعيينه لإدارة شبكة ميليشيا الحشد)، ولكن دوره السياسي تم تحديده بشكل ملحوظ.
ولم يلق تشجيعاً بالترشح للانتخابات النيابية أو تولّي منصب وزاري حيث قد يؤثّر
هذان المنصبان على قيود السفر الدولية المفروضة عليه.
وربما تأمل واشنطن أيضاً أن يؤدي تصنيف ميليشياعالصائب و ميليشيا حركة النجباء
على قائمة الإرهاب إلى تشجيع عناصرهما على تركهما لكي يبقوا مؤهلين للانضمام إلى
قوات الأمن العراقية التي تعتمد على التدريب المقدّم من الولايات المتحدة والذي
يمكن أن يتوقف بسبب انتماء العناصر إلى مثل هذه التنظيمات.
|