محافظة ديالى المرتبطة حدوديا مع إيران، تعيش توترا أمنيا ملحوظا طوال السنوات
الماضية والفترة الحالية تحديدا ، في ظل تصاعد عمليات الأغتيال المنظمة والتي نشطت
أخيرا في عدة مناطق في المحافظة وطالت 30 مدنيا ، في وقت ينتقد الكثير ضعف
الإجراءات الأمنية والتحقيقات في تلك الأعمال ، اضافة الى تواطؤ تلك القوات مع
الميليشيات المسلحة التي ترتكب أغلب الجرائم في المحافظة .
وقال مصدر صحفي مطلع في تصريح له ، إنّه “تمّ أخيرا تسجيل عمليات اغتيال وعنف في
مناطق متفرقة من محافظة ديالى خلال الأيام الأخيرة”، مبينا أنّ “العمليات نفذت في
مناطق المخيسة، وحد مزيد، والكاطون، وأسفرت عن مقتل 14 مواطنا وإصابة أكثر من 16
آخرين”.
وأوضح أنّ “أعمال العنف ينفذها مجهولون يرتدون زيا مدنيا، ويتنقلون بسيارات
مدنية، ويحملون معهم أسلحة رشاشة ومسدسات كاتمة للصوت”، مبينا أنّ “هذه العصابات
تتحرك بحرية بين المناطق رغم حملها للسلاح، وعلى ما يبدو فإنّ لديها هويات خاصة
تمنحها فرصة حمل السلاح ، حيث أثارت تلك العمليات، حالة من التوتر الأمني والرعب
لدى الأهالي، الذين يؤكدون أنّ تلك العمليات تنفذ بدعم من قبل جهات سياسية، تحاول
جر المحافظة إلى العنف الطائفي مجددا “.
وقال عضو مجلس وجهاء محافظة ديالى “رعد العبيدي ” في تصريح صحفي ، إنّ “النشاط
الأخير لعمليات القتل والاغتيال في المحافظة، يحمل بصمات جهات سياسية”، مبينا أنّ
“تلك العمليات استهدفت مكونا بعينه، دون غيره، في وقت تغض الجهات المسؤولة الطرف
عنها، وحتى لا تتحدث بها” بحسب قوله .
وأشار إلى أنّ “أي جهة لا يمكن لها حمل السلاح والتنقل عبر الحواجز الأمنية،
إلّا بوجود ارتباطات لها بأجهزة الدولة أو مليشيات الحشد الشعبي المخولة حمل
السلاح”، مؤكدا أنّ “تلك العمليات تسببت بحالة رعب وقلق لدى الأهالي، الذين طالبوا
الجهات المسؤولة بالتحقيق بتلك الجرائم، والكشف عن المسؤولين عنها”.
وأكد أنّ “التحقيقات الجارية بتلك الجرائم لا ترقى إلى حجم خطرها، وقد تتم
تسويتها، وتعليقها على جهات مجهولة، كما هي الحال مع أغلب الجرائم التي نفذت في
المحافظة ولم يكشف عن منفذيها” ، مبينا أنه ” تحاول الجهات الأمنية في المحافظة، أن
تصف تلك العمليات بأنها، خلافات عشائرية، وأنها لا تحمل أي أبعاد سياسية ” بحسب
قوله .
وتعدّ محافظة ديالى، شمال شرق بغداد، من المحافظات غير المستقرّة أمنيا، حيث
تسجّل فيها أعمال عنف بين فترة وأخرى، وتدير مليشيات “الحشد الشعبي” الملفين الأمني
والسياسي فيها للسنوات الاربع الاخيرة .
|