تواجه مدينة الموصل تحدياً كبيراً بوجود كميات هائلة من الأنقاض الناتجة عن تدمير
واسع النطاق للبنية التحتية والمنازل ، ومشكلة كيفية التعامل معها ، خاصة وان هذه
الانقاض غالباً ما تكون مختلطة مع المواد غير المنفجرة والمفخخات والمواد الخطرة
الأخرى المحتملة ، بالاضافة للجثث التي تركت تحت هذه الانقاض ولم يتم رفعها حتى
الآن ، وذلك بعد أشهر من انتهاء العمليات العسكرية التي حولت المدينة لركام .
واكدت مصادر صحفية مطلعة في تصريح لها ان ” التقديرات تشير إلى وجود حوالي 8
ملايين طن من الأنقاض التي خلفتها العمليات العسكرية في الموصل والتي تعادل ثلاثة
أضعاف حجم الهرم الأكبر في الجيزة بمصر ، وذلك اعتماداً على تقييم الأضرار من تحليل
صور الأقمار الصناعية التي قام بها برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية
وبرنامج البيئة”.
وقال “حسن بارتو” مدير برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة في ورشة عمل أقيمت
لتقييم الاضرار انه ” وبعد نحو تسعة أشهر من تحرير الموصل، نعتقد أن الوقت قد حان
الآن للتخطيط لإزالة الأنقاض بطريقة منظمة لضمان القيام بذلك بشكل صحيح. هذا ليس
فقط من الناحية الاقتصادية ولكن كون التخلص من الأنقاض، دونما تخطيط مسبق، يمكن أن
يخلق مخاطر صحية وبيئية خطيرة ومسؤوليات اقتصادية مرهقة في المستقبل”.
من جانبه قال المنسق الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية
“مازن طلعت “، بأن ” وضع خطة شاملة لإدارة الأنقاض تعتمد على الأدلة وتمكن من
التخلص من الأنقاض وإعادة تدويرها بطريقة بيئية أمر أساسي لضمان عودة سكان الموصل
إلى المدينة وإعادة بناء منازلهم واستعادة سبل العيش بطريقة مستدامة “.
واوضحت المصادر ايضا ان ” ورشة العمل جمعت بين الإدارات الحكومية الرئيسة في
الموصل لتنفيذ جهود إزالة الأنقاض مع خبراء في إزالة الألغام والمتفجرات، موضوع
المباني التاريخية، والمسائل القانونية، والبيئة، وممثلين من المجتمعات المحلية
والقطاع الخاص، كما شاركت منظمات الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية الأخرى ، وقدم
خبراء متخصصون في مجال إدارة الأنقاض النتائج التي توصلوا إليها من التقييم
الميداني الشامل في الموصل ونظام النمذجة لوضع سيناريوهات لإزالة الأنقاض على أساس
منهجيات تشغيلية مختلفة ،كما قد قام المشاركون في حلقة العمل بمراجعة السيناريوهات
استناداً إلى أولوياتهم، وسيساعد ذلك على إكمال عملية تخطيط إدارة الأنقاض”.
وبينت المصادر انه ” وفي نهاية ورشة العمل، اتفق المشاركون على ضرورة وضع خطة
توجيهية لإدارة الأنقاض في المدينة تضم كافة المعنيين وتوفر خارطة طريق لتوجيه جميع
الجهات الفاعلة ، وتم الاتفاق على إنشاء لجنة لتطوير خطة تشاركية لإدارة الأنقاض
بقيادة بلدية الموصل وبمشاركة المعنيين”.
الاثنين ٩ رجــب ١٤٣٩هـ - الموافق ٢٦ / أذار / ٢٠١٨ م