شبكة ذي قار
عـاجـل










محمد شياع السوداني وما ينتظر حكومته في الأيام القادمات - الحلقة الأولى

 زامل عبد

 

أشرتُ سابقاً إلى الخيار الصعب الذي أصبح فيه محمد شياع السوداني الذي دفع به الإطار الإيراني - التنسيقي -  وبالتحديد نوري المالكي المتطلع إلى إعادة حزب الدعوة العميل إلى الواجهة السياسية  بالرغم من إرادة الشعب العراقي التي عبر عنها ثوار تشرين  من خلال رفضهم للسوداني أن يكون بديلا عن عدو المهدي عادل وكذلك كل وجه من الوجوه المجربة حتى وإن لم توثق بحقهم أفعال فساد مباشر، ولكن السوداني أدار وزارات تزكم الانوف ريحة الفساد فيها والسرقة المبرمجة للمال العام من خلال اللجان الاقتصادية دون ان يحرك قيد انبله لمسالة الفاسدين والمفسدين.

وهنا السؤال ماهي مآلات حكومة محمد شياع ؟ ! (( الرأي الأول محمد شياع جاء لكي ينجح -  والرجل  كما يقول المتعاطفون معه  والراغبين  الاستفادة والفائدة من فترته  وبما يملئ جيوبهم وكروشهم ينوي إعطاء تعهد بأنه لا يطلب ولاية ثانية ابدا  -  لأنه يراهن على النجاح لكي يبقى زعيم سياسي في الساحة و على رأس حزب الفراتين  - الذي هو واجهة مستتره بهذا العنوان لحزب الدعوة الذي كان احد ادواته  بعد تمرده على القائمة العراقية التي يقودها اياد علاوي  تحقيقا لتطلعاته الذاتية والحصول على ما يعزز دوره المجتمعي والسياسي وكما هو يراه ويدعيه -  أي انه وريث الإسلام السياسي المعتدل  كما يصفه، والرأي الثاني أنه  يريد رد الضربة وموجعه لعجائز الإسلام السياسي الذين تآمروا عليه إبان الانتخابات التشريعية السابقة والتي حصل على مقعده الذي تسلق به إلى الترشيح لرئاسة مجلس الوزراء  وكما وصفه  التيار الصدري  ومحللين بانه الوجه الثاني أو الظل لنوري المالكي  ،  وهنا هو أمام تحدي خطير للغاية وبالتالي ان نسبة  نجاح طموحه قليلة وسط حيتان من الفاسدين والنافذين والمولعين بالنهب والاستحواذ والتمدد وخاصة المليشيات الولائية أمثال العصائب  وحزب الله العراق  -وسيد الشهداء  -وجند الامام جماعة احمد الاسدي – الأسترالي-، وان أي قرار سيتخذه ضدهم سوف يصطدم بمافيات وأدوات هؤلاء وهي لا ترحم!،  والرأي الثالث  بنسبة   عالية جدا سيصادف السيد محمد شياع أزمات ومخاضات ومظاهرات كبيرة وقد تكون اعتصامات مدنية فأن تورط بالدم فهنا سوف يطلق على نفسه ومستقبله السياسي والاجتماعي طلقة الرحمة . وان قرر النزول للشارع والتفاوض فلن يسمحوا له الذين أتوا به لكرسي الحكومة ،  وهنا سيكون أمام اختبار خطير ومصيري وربما لا تعمّر حكومته طويلا  ،  والرأي الرابع  وتقريبا هو مرتبط بالثاني  فاذا وفى محمد شياع السوداني  بوعده  بمحاربة الفساد والفاسدين سوف يكون امام تحدي ربما سيودي بحياته أو بمنصبه  وبالتالي لن يتمكن من محاربة الفساد والفاسدين لأن الغالبية منهم هم الذين أتوا به لكرسي رئيس الحكومة  وبالتالي فحكومة محمد شياع  ستكون مكبلة منذ اليوم الأول لأنها  حكومة محاصصة وهو بشخصه سيكون مكبل تماما لأنه سوف يحاصر بأدوات هؤلاء الذين أتوا به وهم انفسهم الذين حاربوه أبان الانتخابات السابقة  ،  وكانوا سببا رئيسيًا بعدم فوز مرشحيه  - تيار الفراتين -  وكان  من ضمن الذين مارسوا هذا الدور ضده وصد مرشحيه هو اقرب المقربين منه عائليا - صهره - المعروف بعلاقته مع المالكي  وتبعيته المطلقة لمفاسده  ولم يفلح محمد شياع الا بمقعد واحد أو اثنين  وقرر مقاطعتهم تماماً  ولكن لعبة المصالح ارجعته لهم أي إلى بيته القديم حزب الدعوة.

 

يتبع بالحلقة الأخيرة






الخميس ٢٣ ربيع الثاني ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / تشرين الثاني / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة