شبكة ذي قار
عـاجـل










في يوم المرأة ... الماجدة العراقية بين الأمس واليوم

علي العتيبي

 

      حينما نزل الوحي على النبي الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم بالقرآن الكريم فقد خصص سورة باسم النساء، وقد أعطى الإسلام حقوقاً مميزة للمرأة  بعد أن كانت  تفتقد كرامتها، وانطلاقاً من الرسالة الخالدة وضع حزبنا العظيم حزب البعث العربي الاشتراكي أهمية دور المرأة في المجتمع، وحينما تسلم الحزب السلطة في العراق من بعد ثورة 17-30 تموز المجيدة أطلق اسم الماجدة على نساء العراق وأعطيت المرأة دوراً كبيراً من خلال مشاركتها الفعلية مع أخيها الرجل في الحياة الحزبية والعملية والنشاطات المجتمعية، وتسلمت المسؤوليات الكبيرة لقيادة المجتمع بكل المواقع.

لقد كان للماجدة العراقية دوراً كبيراً ابتداء من تقديم الخدمات للمواطنين أو المساهمة الفعلية في معارك الأمة في القادسية وأم المعارك، فقد كانت مقاتلة وطبيبة وممرضة وطيارة وأستاذة ومعلمة وباحثة ومستشارة، فكانت صنواناً للرجل العراقي في كل مجالات الحياة، سواء في السلم أو الحرب، وقد كانت أم تربي وتدير البيت بغياب الزوج المدافع عن حياض الوطن، وكانت الأم التي تلهب المشاعر الوطنية لحشد الطاقات دعماً للمقاتلين.

وقد كان للاتحاد العام لنساء العراق الدور الفاعل لتنظيم الفعاليات النسوية والتي كانت لها أهمية في التثقيف ونشر الوعي والدفاع عن حقوق المرأة، بحيث كان للماجدة العراقية دوراً فاعلاً في المحافل العربية والعالمية فيما يخص المرأة، وقد لعبت المرأة دوراً مهماً في دعم عوائل الشهداء، ولهذا نجد أن أم الشهيد وزوجته وأخته تفتخر بالشهيد لأنه استشهد دفاعاً عن الوطن، وكان هذا مرتبطاً بالتشريعات الرسمية التي حفظت لعائلة الشهيد حقوقها.

حينما نستذكر يوم المرأة فإننا نقف اجلالاً لكل الماجدات اللاتي وقفن وقفة الأبطال بالتصدي للعدوان والاحتلال ودعمهن للمقاومة الوطنية فحتى في معسكرات الاعتقال لدى المحتل الأمريكي نرى ثباتهن القوي والمبدئي بحيث صار بعض ممن كاد أن يضعف يستلهم قوته من ثبات الماجدات في المعتقلات، وصار الكل داخل وخارج المعتقل يتناقل أخبار مواقفهن البطولية وثباتهن على المبادئ، ولا ننسى مواقف بطلات المقاومة في كل مجالاتها، وحتى من غادرت العراق مجبرة فكانت مواقفهن منبع فخر لأنهن لم تهتز لديهن المبادئ، ودعمهن للمجاهدات في الداخل، ولهذا فإننا نفتخر بالماجدة العراقية أينما كانت، لأن البعث وثورة تموز العظيمة والشهيد القائد صدام حسين طيب الله ثراه جعلوا الماجدة العراقية مصدر فخر لكل عراقي.

ولكن ماذا حصل للمرأة العراقية بعد الاحتلال وتسليم الحكم لشلة من العملاء والمرتزقة فاقدي الوطنية والشرف والمبادئ والدين والذين جاؤوا لتدمير العراق أرضاً وشعباً ودولة ونظاماً وموارداً وأخلاقاً، لهذا تفننوا في إهانة كرامة العراقي بشكل عام والمرأة بشكل خاص حيث أهدروا كرامتها وصاروا يتاجرون حتى بزوجات وأمهات من ضحى بدمه من أجل أن يستمر حكم العملاء، والقصص والروايات التي تنتهك حقوق المرأة وكرامتها وعفتها بحيث وصل الحد إلى اذلال حتى ممن يعملن مع العملاء، فما بالك بالمعتقلات وغيرهن، وكما يقول المثل فاقد الشيء لا يعطيه، وهؤلاء الذين تسيدوا الموقف بعد 2003 وحتى يومنا هذا هم فاقدو الشرف والوطنية فكيف لهم أن يحافظوا على الوطن والشرف.

في يوم المرأة نحيي أختنا الماجدة العراقية البطلة في أي مكان، ونخص نساء المبادئ والثبات عليها ومجاهدات القلم والبندقية في كل مكان.






الثلاثاء ٢٤ شعبــان ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / أذار / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب علي العتيبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة