شبكة ذي قار
عـاجـل










معركة رفح - الفصل الأخير

مهند أبو فلاح

 

الهجوم على رفح الذي يهدد ويتوعد به منذ حين حُكام تل أبيب في محاولة لإجبار قوى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة على تقديم تنازلات للعدو الصهيوني في خضم المفاوضات الرامية إلى التوصل لوقف لإطلاق النار بعد قرابة خمسة أشهر من القتال الضاري يبدو أنه الفصل الأخير في عملية مدروسة بعناية فائقة لقتل أكبر عدد ممكن من أهلنا في غزة الصمود والتحدي.

اليوم ونحن في النصف الثاني من شهر شباط / فبراير من العام 2024 ميلادي وبعد انقضاء أكثر من 130 يوماً على انطلاق عملية طوفان الأقصى بلغت حصيلة الشهداء من أبناء شعبنا العربي الفلسطيني قرابة 29 ألف شهيد ناهيك عن 70 ألف جريح ومازال العدو الغاشم يرتكب المذابح الجماعية على مدار الساعة بذريعة القضاء على معاقل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة الباسل دونما جدوى.

المقاومة الباسلة تتواصل في جميع أنحاء القطاع الصامد و تسطر ملاحم بطولية في كل شبر توغلت فيه العصابات الصهيونية وتكبد شراذم العدو وفلوله النازية المجرمة خسائر بشرية فادحة عبر عمليات فدائية بطولية و تبذل الغالي والنفيس دفاعا و ذودا عن حياض أمتنا المجيدة و شعبنا الحر الأبي رغم اختلال موازين القوى النارية بينها و بين جيش الكيان الغاصب و هي تتمسك بشروطها التفاوضية التي من اجلها أطلقت عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2023 و المتمثلة في تحرير اسرانا البواسل من سجون و معتقلات العدو الصهيوني ناهيك عن انسحاب القوات الصهيونية من قطاع غزة دونما قيد أو شرط و إعادة إعمار القطاع و رفع الحصار الظالم المفروض عليه منذ سنين عديدة .

 الصهاينة بالمقابل يحاولون جاهدين انتزاع أية مكاسب سياسية من المقاومة الفلسطينية الباسلة عن طريق تأليب الرأي العام الداخلي الفلسطيني ليكون عامل ضغط عليها للقبول بتقديم تنازلات مؤلمة على مائدة المحادثات دونما ضمانات بالحصول على وقف دائم لإطلاق النار عبر تصعيد المجازر الجماعية الدموية اليومية بحق أبناء شعبنا ليكون ورقة ضغط على المقاومة بعد تجريدها من حاضنتها الشعبية التي تتعرض للتدمير بشكل منهجي منظم منذ عدة أشهر خلت دونما انقطاع أو توقف.

 أمام هذا المشهد الذي تختلط فيه الصورة بين فعل مقاوم بطولي بأبهى وأروع تجلياته الأسطورية وبين إرهاب واجرام صهيوني فاق كل حدود الوصف في بشاعته وقذارته يجري سباق محموم بين الهجوم على رفح الذي لوح به المجرمون القتلة في تل أبيب وبين الهدنة في خضم حرب نفسية لا تقل دناءة ووضاعةً عن الحرب المعلنة على قطاع العزة والفخار الذي يستحق منا كل دعم واسناد في معركته من أجل حرية شعبنا وكرامة ومجد أمتنا.






الأحد8 شعبــان ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق 18 / شبــاط / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مهند أبو فلاح نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة