شبكة ذي قار
عـاجـل










 

الربط الكهربائي.. جعجعة بلا طحن

سحبان فيصل محجوب/ مهندس استشاري

 

علقت آمال الكثير على ما هو معلن من مشاريع مختلفة لربط شبكة الكهرباء العراقية مع شبكات كهرباء محيطه العربي ، حيث دأبت العديد من الحكومات العربية وعلى المستوى الرسمي ومنذ سنة ٢٠٠٣م سنة الاحتلال الأمريكي للعراق على  فتح قنوات اتصال مع الحكومات العراقية المتعاقبة حيث كانت المملكة العربية السعودية وبعض من دول الخليج العربي ومصر وكذلك المملكة الأردنية الهاشمية على رأس قائمة الدول التي حاولت الحضور الفاعل إلى مجالات التعاون للمساهمة في إصلاح منظومة الطاقة الكهربائية وكان هذا بدوافع سياسية حيناً واقتصادية في أحيان أخرى إلا أن أطرافاً  مؤثرة ً تعمل على الساحة العراقية ( دولية أو محلية ) استطاعت سحب البساط من تحت معظم هذه المحاولات  فكانت ثمرتها هي الاستثمار الإعلامي الواسع فقط عن ما يجري الاتفاق عليه دون أي فعل على الأرض يذكر، فلم يشهد ترميم قطاع الكهرباء في العراق أي مساهمات عربية غير الإعلان عن الاتفاقات الخاصة بالربط الكهربائي حيث جرى التفاهم والتوقيع على الوثائق الخاصة بتنفيذ أكثر من مشروع ربط مع الشبكات الكهربائية العربية المحيطة فجرى الاتفاق مثلًا على مشروع تنفيذ الربط مع الكهرباء الأردنية وكذلك الكهرباء السعودية عبر الشبكة الخليجية كما تم الاتفاق مع جمهورية مصر العربية لتزويد الطاقة الكهربائية عبر الشبكة الأردنية.. إلا أن أي من هذه المشاريع لم ير النور لحد الآن على الرغم من مرور فترات زمنية طويلة تجاوزت عدة سنوات، علماً أن كميات الطاقة المخطط توريدها إلى العراق عبر هذه المشاريع لا تمثل حلولاً حاسمة لمشكلة النقص الكبير الحاصل نتيجة القصور في أداء منظومة انتاج الكهرباء في البلاد، في حين استطاع الجانب الإيراني من احتكار تصدير الكهرباء والغاز إلى العراق بوساطة عقود تضمن له عائدات مالية كبيرة تجاوزت ٤ مليار دولار سنوياً.

من ناحية أخرى تسعى إيران وبوساطة أذرعها الطويلة في الداخل العراقي إلى وضع العراقيل المختلفة أمام إنجاز مثل هذه الاتفاقات وكما حدث قبل سنتين من عمليات تخريب واسعة لعدد من أبراج نقل الطاقة الكهربائية حيث وجهت أصابع الاتهام إلى الفصائل المسلحة الموالية للنظام الإيراني بتدبير هذه الأعمال بهدف تعطيل مشروعات الربط العربي المعلن عنها في حينه، يوازي ذلك الفعل الإعلامي لهذه الأطراف من خلال القنوات الفضائية التابعة لها وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي لتشويه صورة الجدوى الفنية والمالية لهذه المشاريع، وعلى وفق هذا يمكننا الاستنتاج أن الجهد العربي في زاوية التضييق والتهديد ولا توجد أي نتائج واضحة له على الساحة العراقية منذ عقدين من الزمان تقريباً ولحد الآن.

 






الثلاثاء ٢٢ شعبــان ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / أذار / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سحبان فيصل محجوب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة