شبكة ذي قار
عـاجـل










دور المرأة في المجتمع

زينب علي

 

بعد ثورة 17 تموز الخالدة ومنح  المرأة حقوقها ورعايتها من قبل قيادة الحزب أثبتت النساء عن جدارة استحقاقهن مشاركة الرجال في بناء المجتمع العراقي وتطويره، ويعود سبب ذلك إلى النجاحات العديدة التي حققتها النساء في مختلف مجالات العمل، دائماً كانت المرأة تعد الكائن الأضعف والذي يحتاج إلى رعاية وحماية واهتمام كونها عاجزة اقتصادياً واجتماعياً، ولكن مع مرور الوقت ومع تمكن المرأة من الاستقلالية والريادة في أغلب المجالات، لم تُعد المرأة الكائن الأضعف، بل أصبحت ذات شخصية قوية وواثقة بنفسها وقدراتها ودخلت ميادين العمل ووفقت بين واجباتها العملية والعائلية وتربية أبنائها، ودعمت عائلتها ووفرت حياة أفضل لهم، وهذا ما يقوي شخصيتها ويجعلها تتمكن من التفوق على مخاوفها، ورغم  الضغط على المرأة في أنها لا يجوز إطلاقاً أن تتفوق في قطاع معين على حساب قطاع آخر، حيث يجب عليها الموازنة بين مختلف الأدوار التي تمثلها، واستطاعت  التوفيق بين مختلف جوانب حياتها، وذلك بترتيب أولوياتها وجدول أعمالها للتأقلم مع أي تغيير يطرأ على حياتها.

أثبتت المرأة على مر العصور قدرتها العلمية والمعرفية وإسهاماتها في مجال العلوم، ولعلنا دائماً نستذكر قول الشاعر حافظ إبراهيم في قصيدته "العلم والأخلاق":

 "الأم مدرسة إذا أعددتَها.. أعددت شعباً طيّبَ الأعراق".

ومن هذا المنطلق تكمن أهمية المرأة في بناء المجتمعات ورقيها بالأخلاق والعلم والمعرفة، وللتمعن في دور النساء في مجالات العلوم والحياة العلمية نجد أنها ليست وليدة اليوم، فمنذ بزوغ فجر الحضارة الإسلامية كانت لهن مشاركات فعالة من خلال حضورهن مجالس العلم، بل غدت بيوتهن منارة مشعة للعلم والمعرفة، وتتلمذ على أيديهن العديد من العلماء والفقهاء والأدباء  ،  إضافة إلى منحهن ألقاباً تناسبت مع تلك الإسهامات العلمية والفكرية النبيلة، منها: ستّ العلماء والفقهاء، ستّ الخطباء والقضاة، فخر النساء، وغيرها من الألقاب التي اختُصصن بها نتيجة دورهن في تطور المجتمع.

تعد المرأة إحدى أهم الأطراف المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة والسعي من أجل بيئة نظيفة خالية من أمراض الاجتماعية، ولا يقل دورها عن دور الرجل في إيجاد حلول لتحديات تغير المناخ ودعم الجهود من أجل مستقبل مستدام.

كما نلاحظ بروز العديد من النساء في مجال العلوم المختلفة  اللواتي كانت لهن بصمة واضحة في مجالات هذه العلوم .  لقد حملت المرأة رسائل في غاية الأهمية في تكوين المجتمع والنهوض به، وتمثلت هذه الرسائل في التربية والدور الاجتماعي وبناء الأسرة وإعداد الأجيال، إضافة إلى العلم والمعرفة، ومن خلال تلك الرسائل استطاعت أن توائم وتوازن بينها لكي تستكمل الصورة الموضوعية بين الأخلاقي والعلمي المعرفي التطبيقي.

ففهي في العصر الحديث، نلاحظ حضورها بشكل فعال من خلال تعدد مشاركاتها، والتي يمكن أن نطلق عليها مرحلة النضوج الفكري والعلمي للمرأة، الذي تشكل نتيجة للتطور الاجتماعي والاقتصادي والعلمي والتكنولوجي، وأصبح لها دور مباشر وحيوي في هذه المرحلة، علاوة على كونه تحديا في آنٍ، لكنها استطاعت أن تبرز هذا الدور بشكل متكامل لتواكب مسيرة البناء، الذي انعكس على تقدم المجتمع. وإذا ما أمعنا النظر في دور المرأة، لا سيما في العصر الحديث، نجد تنوع مشاركاتها في المجال العلمي والعملي والمهني، وكذلك التقني، ولم يقتصر دورها على الاجتماعي، إذ أصبحت معلمة وقاضية وأديبة ومهندسة وبرلمانية، بالإضافة إلى ممارستها المجالات العملية المهنية الصعبة، والتي كانت مقتصرة على الرجال،  حيث يأتي هنا دور قيادة الحزب والدولة في العهد الوطني بالاهتمام بدور المرأة العراقية  وإتاحة الفرص لها وتمكينها في مجالات متعددة، المرأة العراقية مبدعة ولها  طموح لا مُتناهٍ، واستمرارية للعلم وإصرارها على التحدي لتصبح عضوًا فعالًا في المجتمع، وتسهم في رقيه، لتشكل نموذجًا مشرفًا متميزًا في مجالات العلوم والفكر المتقدم كافة، وحصلت على براءات اختراع في ميادين متعددة إنسانية وتطبيقية.

إن الحزب وقيادته الحكيمة هي التي عرفت جيداً مكانة المرأة في المجتمع، وقدرة المرأة على بناء المجتمع ودورها اللامحدود في ذلك، حيث إن المجتمعات المتقدمة تستفيد بشكلٍ كبير من قدرات المرأة في شتى المجالات، وهذا يدل على أن دور المرأة في تنمية المجتمع مهم جداً،  

وبالتالي إنَّ أهمية المرأة في المُجتمع لا تقل عن أهمية الرجل، فكلاهما فرداً من أفراد الوطن بغض النظر عن اختلاف الجنس.




الثلاثاء ١٥ شعبــان ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / أذار / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زينب علي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة