شبكة ذي قار
عـاجـل










المنصة الشبابية

 

انطلاقا من حقيقة ان الشباب هم صناع الحاضر العربي وجوهر قوته وحيويته وهم قادة مستقبله، فقد تم تأسيس هذه المنصة الشبابية لتكون باباً جديداً من ابواب النشر لمكتب الثقافة والاعلام القومي لتطل على الشباب العربي من خلال مناقشة شؤونه وطرح قضاياه الراهنة والتعبير عن تطلعاته المستقبلية. وهي مخصصة حصرياً لنشر كتابات الشباب وابداعاتهم في المجالات الفكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والاعلامية وذلك لتعميق مساهمتهم في الدفاع عن قضايا امتنا العربية وصناعة مستقبلها. كذلك فان المنصة تعنى بمتابعه ما يصدر من موضوعات ثقافية واعلاميه وفنية في وسائل الاعلام العربية ودول المهجر والتي لها علاقة بقضايا الشباب في الوطن العربي، وترجمة ونشر ما يخدم منها في مواجهة تحديات الامة وتحقيق نهضتها الحضارية الشاملة.

 

حرب المصطلحات التفتيتية

للهوية العربية والقضية الفلسطينية

(الجزء الرابع)

مشروع الشرق الأوسط (الأمريكي) الكبير

يحيى محمد سيف - اليمن

 

لا شك إن غزو العراق واحتلاله مثلا أول خطوة في سبيل تنفيذ خطة الإدارة الأمريكية لإجراء عملية تغيير واسع وإحداث واقع سياسي جديد في الوطن العربي وتقسيم العالم إلى أقاليم من بينها (الشرق الأوسط الأكبر) الذي يتكون وفقا لهذا المشروع التفكيكي، من الوطن العربي، تركيا، إيران، أفغانستان، باكستان، والكيان الصهيوني.  أي الدول التي تصدر وتدعم الإرهاب وفقا ً للمغالطة الأمريكية، وطبعاً باستثناء الكيان الصهيوني.  ولهذا طرحت مشروعها الجديد الذي ركز ظاهرياً على الإصلاح وتوسيع الفرص الاقتصادية، فوفق رأي واضعي المشروع، فأن أولويات الإصلاح هذه تمثل السبيل إلى تنمية المنطقة.

 

🔸المشروع الأوروبي

وعلى خلفية المشروع الأمريكي طرحت فرنسا وألمانيا، باسم المجموعة الأوروبية، مشروعاً أكد على " تجنب مخاطر المقاربة الشديدة العمومية التي تغيب الخصوصيات الوطنية وتصف الإسلام باعتباره غير قابل للحداثة، وبانه يغفل تشكيل مجتمع مدني "، و " دعم انبثاق مجتمعات مدنية وتطوير تعبيرها وتطلعاتها " و " الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية الإعلامية والحكم الجديد والإصلاحات الهيكلية في الاقتصاد والتطوير الاجتماعي والتعليم والمساواة بين الجنسين ".

بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وفي ظل النظام احادي القطب ، لم تعد الولايات المتحدة تعير بالاً لأي من الدول العربية والإسلامية حيث لا مكان للصداقات ، كل هذا شجع القوى الساعية وراء مطامعها على طرح المشاريع لملء الفراغ ومنها مشروع الشرق الأوسط الأكبر الأمريكي الذي طرح  على مجموعة الدول الثمانية  أثناء اجتماعهم في (سي آيلاند بولاية جورجيا) لإشراكهم في إدارته، ومتجاهلاً ومستخفاً بالشعب العربي والشعوب الإسلامية،  ومعبراً عن عقلية التعالي الأمريكية تجاه بقية العالم، وعن تصرفها من منطق الاستبداد بمصائر الدول والشعوب ، أي أنها طرحت مشروعا وصف بأنه شراكة من دون شريك ، إنه مشروع يحقق الاهداف التالية:

يستجيب لمتطلبات اميركا ووليد مصالحها الحيوية والاستراتيجية في الظرف الدولي الجديد.

يتجاهل خصوصية البلدان والشعوب المشمولة به ويغير هوياتها وبنيتها سواء على مستوى الأنظمة السياسية أو الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

يطرح رؤى استراتيجية للمنطقة بدمجها في النظام الرأسمالي العالمي الذي يتمتع فيه الكيان الصهيوني بمكانة متميزة.

اقحام ودمج هذا الكيان في النسيج الشرق أوسطي المفتعل باعتباره عنصراً أصيلاً وطبيعياً.

يهمل ويقوض مصالح الأمة العربية ويهدر حقوقها في فلسطين والعراق والسودان ولبنان وليبيا وسوريا واليمن، ولا يعطي للعرب أي دور جوهري في تحديد مسارهم مستقبلاً.

يهدف إلى طعن الصداقة القائمة بين بعض القوى والناشطين العرب من أجل الإصلاح والتغيير وبين بعض الدول الأوروبية من خلال توريطها في الإقرار بالمشروع الأمريكي.

 

ومن اللافت للانتباه، هو ظهور دعاوى تدّعي انها عربية (لكن عند التحقق من اصول عناصرها نجدها غير ذلك)، تنطلق من مسلمات وقناعات أن (الشرق أوسطية) قدر محتوم وحتمية تاريخية لا بديل لها، بل لم يكن لها بديل على مدى العصور، ففي كل العصور جرت محاولات لإنشاء تنظيم بديل، وأخرها إنشاء نظام إقليمي عربي. وامتد فكر هذه الدعوات إلى حد القول إن العرب هم وهم كبير، وأن العروبة هي وهم أكبر، وأن الاندماج في شرق أوسط يعني العودة إلى الأمر الطبيعي، دون أن يدرك عناصرها أن مشروع الشرق الأوسط الأكبر هو أحد أشكال التدخل الأمريكي المتعددة في شؤون الشعوب الأخرى، واعتداء على السيادة الوطنية بالتدخل العسكري المباشر واحتلالها بلاد الغير لتغيير بنية مجتمعاتها بشكل جوهري وتحويل اتجاهات القيم السائدة فيها قسرياً.

وتكمن خطورة مصطلح الشرق الأوسط الأكبر، والمشاريع التي طرحت بشأنه في تبدل مفهومه من مجرد منطقة جغرافية وحسب، إلى مفهوم جيو – سياسي – وظيفي، ولم تعد الجغرافيا هي ما يميزه بل غدى المشروع الجديد كيانا ينهض بدور وظيفي يخدم المطامع الأمريكية التي تريد تحويل المنطقة المقصودة في مشروعها إلى مستعمرات.

 

🔸من أهداف الشرق الأوسط الكبير

إلغاء الانتماء القومي ونفي الوحدة الجغرافية والبشرية والاقتصادية والتاريخية للوطن العربي.

تمزيق الوطن العربي وتحويله إلى أجزاء متفرقة ومبعثرة ومتعددة.

إضفاء سمة التباين للوطن العربي بدلاً من الوحدة والتكامل والتماثل.

الإقرار بوجود الكيان الصهيوني وإدخاله كدولة في المنطقة (الشرق أوسطية).

القضاء على المقاومة بكل اشكالها واينما وجدت في الوطن العربي.

🔸النظام العربي والإصلاح

 

لقد حان الوقت لتدرك الأنظمة العربية آن الإصلاح والتغيير في الوطن العربي، ليس أمراً مرغوباً في ذاته ومطلباً وطنياً فقط، بل يتعدى ذلك إلى كونه أصبح ضرورة تاريخية يتوقف عليها مستقبل الأمة وديمومتها، وأن الفكر النهضوي العربي الأصيل الذي تطرحه احزاب وقوى وشخصيات قومية ووطنية، ما زالت الأنظمة العربية تصم آذانها عنه، وقد آن الاوان ان تخطوا خطوات ايجابية نحوه من اجل بلورة مشروع قومي عربي لمواجهة المشاريع المعادية الجديدة.  كما ان هذا الفكر هو سند لها ومكمن القوة الحقيقي على المدى البعيد، لأنه يرسم معالم استراتيجية عربية للتغيير المجتمعي الشامل تحافظ الأمة من خلاله على هويتها وتميزها وعلى حقوقها في وطنها، وتعمل على اللحاق والانضمام إلى مصاف الأمم المتقدمة سياسياً واجتماعياً وثقافياً واقتصادياً (19).

 

 

يتبع لطفاً..






الاحد ٢٦ شــوال ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / أيــار / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مكتب الثقافة والإعلام القومي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة