شبكة ذي قار
عـاجـل










استذكار ميلاد القائد المؤسس احمد ميشيل عفلق

 ضرورة قومية ونضالية

 

د. نضال عبد المجيد


 تحل في التاسع عشر من كانون الثاني الذكرى الثالثة عشر بعد المائة لولادة القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق، وقد اعتادت قيادات الحزب الاحتفاء بذكرى وفاته في الثالث والعشرين من حزيران من كل عام، دون الاهتمام بمناسبة الميلاد، وقد دأبت العديد من الدول والأحزاب والحركات الاحتفاء بذكرى ميلاد قادتهم ومؤسسيهم ورموزهم، وفي هذا الصدد حري بنا نحن البعثيون أن نحتفل بميلاد مؤسس حزبنا ومعلمنا الأول أحمد ميشيل عفلق، من خلال إعادة التذكير بأفكاره وطروحاته الفكرية القيمة، أو إقامة الندوات الفكرية والمؤتمرات الثقافية ما أمكن ذلك.

إذ يشكل الإرث السياسي والفكري للقائد المؤسس معيناً لا ينضب في معالجة القضايا القومية، فمن عهد البطولة مقالة الأول عام ١٩٣٥ _ والذي كتبة وهو بعمر الخامسة والعشرين، مروراً بمحاضرة في ذكرى الرسول العربي والتي قال فيها إنه وضع خلاصة أفكاره فيها، مروراً بنظرته للاشتراكية وطروحاته القيمة عن الوحدة العربية التي استأثرت باهتمام وتفصيل بالغ من لدنه، إلى أحاديثه في مؤتمرات الحزب وانتهاء بمشروع العمل العربي المستقبلي وخطاب الوداع في الديمقراطية والوحدة في نيسان ١٩٨٩. 

فنظرة على الطروحات الفكرية للقائد المؤسس نلاحظ أنها مرت في العقود الستة من القرن العشرين بالمراحل التالية:

الأولى:

الثلاثينيات: التبشير بولادة الحركة التاريخية وصفات مناضليها ونظرات في الاشتراكية.

الثانية:

 الأربعينيات: تأسيس الحركة التاريخية وإبراز هويتها ونظرتها للدين والتراث.

الثالثة:

الخمسينيات: التركيز على بناء تنظيم الحزب، والوحدة العربية والقضايا السياسية.

الرابعة:

الستينيات: التركيز على الحزب وعلاقته بالسلطة والأزمات التنظيمية وحالات الانشقاق.

الخامسة:

السبعينيات: إعادة التأكيد على موقف البعث من التراث ونظرته للعروبة والإسلام باستفاضة واسعة.

السادسة:

الثمانينيات: امتداداً للسبعينيات مع طرح المشروع العربي المستقبلي وإعادة التأكيد على الديمقراطية والوحدة.

ينبغي على المعنيين في الشأن القومي والمناضلين، أن يظهروا ذلك الإبداع الثر لمؤسس البعث، الذي وضع الأساس الفكري للحركة التاريخية، التي لم تزل بعد أكثر من ثمانين عاماً تصارع التحديات، وتثبت الأيام أنها لم تزل تشكل الإجابة الفكرية والسياسية والنضالية للواقع القومي المأزوم.

لتعلم الأجيال الشابة الصاعدة في أقطار وطننا العربي، أن الفكر القومي وبالأخص منه فكر البعث، فكر متجدد مبدع، أرسى أسسه القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق، ومازال هذا الفكر النير، يشكل إجابة للكثير من الأسئلة التي شغلت بال مفكري الأمة وأبنائها، بالرغم كل محاولات التشوية والتزوير ووضع الحجب لكي لا ينسب للبعث ومؤسسه ريادتهم للفكر القومي، ألا أن الشمس لا يمكن أن تحجب بغربال. مثلما لا يمكن لكل محاولات الاجتثاث والتآمر الداخلي أو الخارجي أن تفت من عضد البعث وفكره المتجدد، وتطمس حقائق الوجود المتمثلة في الوحدة والحرية والاشتراكية.

الدعوة لإعادة قراءة التراث الفكري للقائد المؤسس ضرورة نضالية ليزداد اليقين في نفوس المناضلين بأن هذا الفكر ما برح متقداً ومتجاوباً مع التحديات القومية. ومن أجل هذا يأتي الاحتفال والاحتفاء بذكرى ميلاد مؤسس البعث، ليؤكد في نفوس المناضلين صواب المنهج والخطى.

فالقراءة الجديدة لفكر القائد المؤسس ستضع أمامنا العديد مما أغفل بحثه أو لم يأخذ حقه في حينة من الدراسة والبحث. ولتكون طروحاته عناصر إلهام للمفكرين والمثقفين العرب وقواعد أساسية في معالجة المشاكل القومية، وفي هذا الصدد لا نقصد أن يكون فكر البعث قوالب جاهزة، بل هو أبعد ما يكون عن التأطير والجمود. بل إن منهجه وفكره يستحق أن يؤسس عليه في أي عملية مراجعة وقراءة جديدتين للفكر القومي.

هذا عن الجانب الفكري، أما السيرة النضالية للقائد المؤسس، وما عاناه من ألم ومعاناة، فهي الأخرى دروس في المطاولة والصبر والثبات على المبدأ، فهو القدوة المثلى في الفكر والسلوك وعفة اليد والزهد عن كل حطام الدنيا، فأحمد ميشيل عفلق الزاهد والمتعفف عن كل ما زاد من حاجات الحياة، قدوة للبعثيين يفاخروا بها، ويقتدوا بها في نضالهم اليومي.

فالقائد المؤسس نموذج يحتذى في الاندماج بين الفكر والسلوك اليومي الذي اختطه طيلة تسع وسبعين عاماً، هي أعوام عمره المثقلة بالهم القومي والنضالي. 

تحية لك أيها المؤسس والباني.. يوم ولدت ويوم ناضلت ويوم حملت عبء أمة العرب ..

سلام لروحك الطاهرة في يوم ميلادك أيها القائد المعلم.






الثلاثاء ٢٥ جمادي الثانية ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / كانون الثاني / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ذي قار نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة