شبكة ذي قار
عـاجـل










هويتنا الثقافية والحضارية

الثائر العربي

 

لكل أمة ثقافتها تعتز بها وتحاول جاهدة لتطويرها بما يتناسب مع التطورات المتسارعة في عالمنا المشبع بمختلف الثقافات والأمة العربية كباقي الأمم لها ثقافتها العريقة بالإضافة إلى عناصر تكوينها.

ونحن الآن لسنا بصدد هذه العناصر وإنما نتحول إلى ثقافة وجودنا كأمة تعيش مع باقي الأمم لها كيانها‏

ووجودها إضافة إلى صقلها بما يتناسب مع بقية الثقافات التي تعيش في كوكبنا هذا.‏

وثقافتنا العربية تعنى بالمستقبل وتسعى جاهدة لوضع خطط تستجلي أهداف الثقافة وطرق نشرها ونموها داخل الوطن العربي وخارجه.‏

وتلعب المؤتمرات والندوات واللقاءات دوراً هاماً من خلال الفكر والثقافة والاتحادات العربية والأدباء والكتاب، لدعم التعاون الثقافي بين أقطار الأمة الواحدة وتوفير الشروط لعودة الوحدة الثقافية العربية في إطار عمل عربي مشترك باتجاهاته الرئيسية التي تعتمد على:‏

ا- نشر اللغة العربية وكتابتها داخل الوطن العربي وخارجه.‏

ب- إحياء التراث العربي الفكري والفني والمحافظة عليه والتعريف بالثقافة العربية الإسلامية

ج- رعاية الفنون وتنسيق جهود العاملين فيها وتبادل خبراتهم وتسخير جميع وسائل الإعلام المختلفة لنشرها.‏

د- التأكيد على ضرورة إسهام الثقافة العربية في بناء نظام ثقافي عالمي جديد لتكون الثقافة سلاحاً للتحرر الشامل والتغيير الاجتماعي في الوطن العربي.‏

إن الثقافة العربية كانت دائماً في عصور ازدهارها منفتحة على الثقافات العالمية أخذاً وعطاء

وهي الآن في مراحل نهضتها تنفتح على مختلف الحضارات الأخرى لتفيد وتستفيد، مستغلة الفرص المتاحة لتقديم الوجه الحضاري الإنساني إلى العالم في صورة صحيحة واقعية صادقة بغية التفاعل الإيجابي مع مختلف الثقافات الأخرى.‏

التأكيد على إن الهوية الثقافية العربية تتمتع بمقومات جلي أهمها:‏

ا- الثابت والمتغير في الثقافة العربية.‏

ب- الثقافة وتغير القيم في الوطن العربي.‏

ج- الأهمية الخاصة لدور اللغة العربية في إثبات الهوية التي تحتلها إسرائيل

وثقافتنا العربية أداة تحرر وطني وانعتاق من التبعية وأداة تقديم اجتماعي في تعاملها مع ثقافات العالم، وتصميم الأمة العربية في القضاء على جميع آثار الاستلاب الثقافي والغزو الفكري الظاهر والمستتر.‏

ويتمثل هذا الاستلاب الثقافي في فرض مظاهر الاغتراب اللغوي والفكري والثقافي، ومحاولة إغراق المجتمع العربي بمواد مناهضة للقيم الثقافية الصحيحة والعمل على تزييف التاريخ العربي والإسلامي وتغيير البناء الاجتماعي والعبث بالممتلكات الثقافية (اجتياح العراق) مؤخراً وانتهاك المقدسات الدينية (العراق وفلسطين).‏

وهذا ما يدفعنا إلى وضع سياسة ثقافية أهم دعامة للوحدة , والوعاء الصحيح لثقافة أمتنا الأصيلة , وشجب ما تقوم به سلطات الاحتلال الصهيوني في فلسطين مع العدوان على الثقافة العربية والتأكيد والحرص على الثقافة العربية في المناطق العربية المحتلة بمختلف الوسائل لتأدية رسالتها القومية والإنسانية مستندة إلى جذور الأمة العربية وتراثها بالإضافة إلى استيعاب تيارات العصر مدركة آفاقه منفتحة على بقية الحضارات من خلال إبراز الشخصية المتكاملة للإنسان العربي وتهيئته للوعي بتراثه وانتمائه لأمته وقيمها الأصيلة , وصقل فكره ووجدانه ليكون قوة فعالة في التقدم الحضاري لوطنه .‏

إضافة إلى إبراز الهوية الحضارية العربية والإسلامية والمحافظة عليها بوصف الثقافة مستودع الأصالة، ورفض التبعية والاستلاب والتشويه وإغناء شخصية المواطن العربي وتأكيد وعيه بحريته وكرامته وقدرته على مواكبة التطور الإنساني المعاصر والمشاركة فيه.‏

الأهداف الكبرى التي تستند بدورها على أسس متلازمة ومتكاملة ومن هذه الأسس.

أ- حق الإنسان العربي في الثقافة أي في اكتسابها الكامل وفي حرية التعبير عنها والتمتع بها، فالإنسان هو غاية كل تخطيط تنموي والحرية شرط من شروط الإنسانية.‏

ب- مسؤولية الدولة في توفير جميع الوسائل للتفتح الثقافي الحر.‏

ج- ديموقراطية الثقافة أي المشاركة الجماهيرية الواسعة في مجالي إنتاج الثقافة والإفادة منها باعتبار أن الثقافة للجميع.‏

د- قومية الثقافة بمعنى أن الثقافة العربية واحدة موحدة.‏

و- التراث الحضاري الإسلامي ركن أساسي في تكوين الثقافة العربية ونبع أصيل فيها عقيدة وقيماً وتشريعاً وهو الذي يميزها عن غيرها من الحضارات الإنسانية، فالعروبة والإسلام متلازمان متكاملان..‏

ه- استيعاب تيارات العصر ومواكبة تحولاته عربياً وعالمياً في التحديث والإنتاج مع الحفاظ على الأصالة والهوية الحضارية العربية والقيم الفكرية والروحية للأمة.‏

ق- عالمية الثقافة بمعنى أن تتفاعل مع الثقافات الأخرى وتشارك المشاركة الإيجابية المتفتحة أخذاً وعطاء في تقدم الحضارة الإنسانية.‏

نحو ثقافة عربية جديدة.

    كل النهضات الإنسانية المعروفة تاريخيا غيرت من نظرة الإنسان إلى نفسه والى مجتمعة والى العالم من حوله، سواء تحدثنا عن النهضة الإسلامية (وهي التجربة النهضوية الناجحة الوحيدة في تاريخنا) ابتداء من ظهور الدين الإسلامي، أو النهضة الأوربية أو النهضة اليابانية، ابتدأت هذه النهضات بثورة غيرت من العلاقة الذهنية (الثقافية) بين الكائن والمحيط الذي يعيش ويعمل فيه فكانت النهضة وكان الإبداع وكان الفعل الحضاري. كثيرون قد يطرحون أسبابا عديدة للنهضات والنكسات، منها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي ونحو ذلك، ولكنني اعتقد إن نقطة البدء هي الثقافة وما يحددها من عقل وتحدده إذ إن كافة الأمور الأخرى من سياسة أو اقتصاد أو اجتماع إنما تخضع في نهاية المطاف إلى التصور الذاتي لها وإدراكها وبالتالي سلوكها تجاهها ومن ثم يتحدد مدى النجاح من الفشل بناء على هذا السلوك.






الاحد ١٩ رجــب ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / شبــاط / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله الحيدري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة