شبكة ذي قار
عـاجـل










ولمّا لم يزل الجهاد بحاجة إلى صولاته، ولمّا لم يزل العراق بأمس الحاجة إلى دوره في قيادة الجهاد والمجاهدين، رحل قبل أوانه شيخ المجاهدين المناضل الكبير عزت إبراهيم الدوري الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي وقائد الجهاد والتحرير، بعد أن تسلم الراية من رفيقه شهيد الأضحى الرئيس صدام حسين فبقيت خفاقة عالية كريمة بيده، وبعد أخذ السيف بلا غمد من القائد الخالد أبي عدي، فلم ترتعش له يدٌّ رغم كل جيوش الحقد التي تلاحقه في حركاته وسكناته في نومه ويقظته، فلم يرتجف له قلب، بقي شامخاً جسوراً يتحدى الأعداء على كثرتهم في الداخل والخارج بعد أن تحالف عبدة الشيطان من كل صوب لتدمير العراق، فارتعشوا من وقع صولاته وتقهقروا أمام زحف جيش المجاهدين، كان أعداؤه يتربصون به من الجهات الست ورصدوا ملايين الدولارات للقبض عليه، ولكن جنده الأوفياء كانوا له سياجاً وقوة صولة، فواصل جهاده لتحرير العراق من الفاسدين الذين جلبتهم أمريكا من كل مجاري الأرض ونصبّتهم على حكم العراق ثم سلمت العراق لإيران الشر، العدو التاريخي الثابت في كراهيته وحقده وعدائه للعراق والعروبة والإسلام والإنسانية، فرجعوا بعراق الحضارة إلى العصور الحجرية الأولى.

لقد كان عزت إبراهيم آخر القادة العظام الذين تحمّلوا المسؤولية في أصعب ظروف المنازلة بين الحق والباطل، بين العروبة الإسلام من جهة وبين الشعوبية والكفر من جهة أخرى، ولم ييأس على الرغم مما يشكو منه من متاعب جسد أنهكه النضال الطويل إلى جانب صدام حسين، وفي ظروف المعارك التي فُرضت على العراق في القادسية الثانية وفي أم المعارك، فلم تلن له عريكة، ولم تزده أعباء المعركة التي تنوء بأثقالها الجبال، إلا مزيدا من التصميم والقوة على انتزاع النصر مهما طال الزمن ومهما اعترض المجاهدين من خذلان القريب وتآمر البعيد، فاختار قيادة الصف المجاهد بأقل الامكانات المتاحة له وبأقل الزاد بعيدا عن ترف الحياة، فدّوخ أعداءه تماما كما أذهل رفاقه على ذلك الإصرار على الجهاد العنيد.

تحية لك أيها المخلص الأمين لمبادئك وللعهد الذي أقسمت على كتاب الله أن تحافظ عليه في السرّاء والضرّاء، فكما حافظت عليه في السرّاء مع القائد الخالد شهيد الأضحى صدام حسين رحمه الله، فقد حافظت عليه في الضرّاء بعد أن تسلمت الأمانة من الشهيد بعد الاحتلال بوقت قصير، ونم قرير العين أيها القائد الشجاع فرجال البعث لن يخذلوك أبدا وكما حافظت على العهد فهم على الدرب سائرون يستمدون من الله ومن سيرة الشهداء العزم على النصر المبين.

فإلى جنة عرضها السموات والأرض أعدّها الله للمتقين.

بسم الله الرحمن الرحيم 
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً، فَادْخُلِي فِي عِبَادِي، وَادْخُلِي جَنَّتِي.
صدق الله العظيم





الاثنين ٩ ربيع الاول ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / تشرين الاول / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نزار السامرائي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة