شبكة ذي قار
عـاجـل










رغم احتلال أمريكا للعراق وحل الجيش العراقي بقرار الحاكم العسكري برا يمر، ومحاولات تفكيك العراق وتقسيمه لولايات فئوية اثنية إلا أن الشعب العراقي يؤمن بما آمن به الشهيد الرمز القائد صدام حسين برفض الخضوع لإملاءات المحتل الصهيو - أمريكي، ويقف العراق اليوم بكل عنفوانه لضرب المخططات الصهيو - أمريكية ويسعى جاهداً لتوحيد العراق ليعود كما عهدته أمة العرب قوياً منيعاً ودرعاً حصيناً للدفاع عن الأمن القومي العربي، وفي أولى أولوياته فلسطين والقدس.

قوى سياسية عراقية نددت باتفاق التطبيع بين الإمارات و"إسرائيل"، معتبرةً إياه "خيانة" للمسلمين والفلسطينيين، إدارة ترامب باتت شغلها الشاغل تطويع أنظمة الخيانة العربية للتطبيع مع الدولة العبرية وهي لا تدخر وسعاً في محاولات الضغط على حكومة الكاظمي في العراق ضمن عملية مقايضة خروج القوات الأمريكية من العراق مقابل التطبيع مع هذه الدولة العدوة للعرب أجمعين، وتتزايد احتمالات التصعيد الدبلوماسي الأميركي ضدّ العراق، وذلك على ضوء رسائل التهديد التي وَجّهتها واشنطن قبل أيام إلى بغداد، حيث نقل رئيس الجمهورية، برهم صالح، إلى القوى السياسية، تلويح الرئيس دونالد ترامب بـ" غلق السفارة الأميركية في بغداد، وفرض عقوبات قاسية على الدولة العراقية"، والتهديد سببه الاستهداف اليومي للسفارة الأمريكية والمرافق الدبلوماسية الأخرى وقوافل الدعم اللوجستي التابعة لقوات التحالف وكذلك استهداف القواعد الأمريكية العسكرية مما يؤرق الأمريكان.

أمّا السبب غير المباشر، والذي تصفه المصادر بـ " الحقيقي"، فهو سعي الولايات المتحدة إلى ربط انسحابها من العراق بصفقة أو مقايضة تاريخية كبرى، وفي هذا الإطار، يسود انطباع لدى المعنيّين في بغداد أن واشنطن تريد، من أجل إتمام الانسحاب، استحصال التزام من العراق، ولو من دون إعلان حالياً، بالسير بما تقتضيه "صفقة القرن" ومشاريع التطبيع العربية مع الكيان الصهيوني، إزاء ذلك، بدا جلياً وواضحاً، تتالي المواقف العراقية الرافضة لأي تماهٍ مع الخطوات الإماراتية والبحرينية، أو أيّ تنازل على مستوى القضية الفلسطينية، التي لا يزال لها موقعها المتقدّم في الوجدان العراقي كما غرس قيمها الشهيد صدام حسين وكل القوى الوطنية الثورية العراقية ( بمعزلٍ عن بعض القوى الأخرى التي تصف نفسها بالمعارضة التي كانت تأويها تل أبيب خلال الحكم الوطني في العراق ) ، وفي تلك المواقف ما يؤشّر إلى قوة ومناعة العراقيين للوقوف في وجه العروض الأميركية، التي لا تستبعد المصادر الحكومية تكاثرها في الأسابيع المقبلة.

إدارة ترامب لطالما رددت، وأكدت أن "الانسحاب من العراق لن يكون مجّانياً"، لم تكن لتُقدِم على طرح عروض من ذلك النوع لو لم تجد منفذاً لها إلى هذا الملعب، خصوصاً أنها استطاعت أن تخلق لنفسها مساحةً للمناورة وشراء المزيد من الوقت، مستثمرةً في ضعف الموقف العراقي الرسمي وغياب أيّ رؤية حاكمة له، وبعدما رفعت شعار استرجاع تكاليف الاحتلال، وانتقلت إلى السعي للظفر باستثمارات في مجالات الطاقة في "بلاد الرافدين"، باتت تُوصل رسائل رسمية إلى العراقيين عن رغبتها برؤيتهم في ركب المُطبّعين، توازياً مع إشهارها سيف العقوبات، وتحديداً على البنك المركزي العراقي.

ووفق ما تقدّم، تُشدّد الإدارة الأميركية على أن أيّ انسحاب لا يمكن أن يكون تحت النار، بل وفق "آليات دبلوماسية"، والأهمّ ألا يظهر كأنه انتصار للعراق وأحرار العراق ولدم الشهيد صدام ورفاقه وكل أحرار العراق ومقاوميه بمختلف تسمياتهم، ولذا فهي تريد انتزاع ثمن له بحجم نقل العراق إلى تموضع استراتيجي جديد.

يدرك العراقيون ذلك جيداً إنها ضمن الحسابات الأميركية "العراق بقواه الوطنية عصي على التطويع وسيكون بمقدوره التصدي للمخططات الصهيو - أمريكية وسيفشلها وسيواجه أي عقوبات جديدة بمزيد من التحدي، وسيتمكن العراقيون بإرادتهم الصلبة من كنس الاحتلال الأمريكي وطرد ما تبقى من ذيول القوات الأمريكية ولن يمكن ترامب وغيره من تمرير قطار التطبيع من عراق الشموخ والإباء.




الخميس ٢٨ صفر ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / تشرين الاول / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب المحامي علي أبو حبلة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة