شبكة ذي قار
عـاجـل










يا ليتهم يفعلوها، فيضعوا أرشيفنا أمام الباحثين والشعب لكي تفتخر الناس بما سطرناه من مجد يرتقي بنا لنكون في سفر الخالدين.

فعلى غير المعتاد شعرت كأني أقترب من حلم راودني طويلاً، أن يسخر الله العدو ليقيم الحجة على نفسه بأن يضع صحائف البعث ورجاله أمام الناس، وأتحداهم أن يفعلوها، ثم أتحداهم أن يفعلوها، لأني على يقين أن ساسة المنطقة الخضراء من خونة الأمس لا يمتلكون الجرأة حتى على النظر في الأرشيف الذي يمثل سفراً للخلود لا يقل عن خلود ملحمة جلجامش، بل وسيتضاءلون أمام أنفسهم الدنيئة حين يقرؤوا ما كان يخطه قلم الشهيد صدام حسين وصحبه الميامين.

دعهم يفتحوا الأرشيف كي ترى الناس والشعب أن صدام حسين قد خط بيده أمراً للبعثيين أن يخرجوا إلى الشوارع ليلاً ليعملوا نواطيراً لشعبهم كي لا تجفل حرة عراقية.

دعهم يفتحوا الأرشيف كي يقرؤوا أن صدام حسين كتب بيده أمراً للبعثيين أن يحتضنوا عوائل الخونة ممن خانوا العراق فأودعوا السجن، كي لا تضيع عوائلهم بسبب الفقر والفاقة وأنه أمر بصرف رواتب لعوائل خونة حزب الدعوة من الذين يقضون محكومياتهم في السجن أو ممن هربوا خارج القطر فتركوا أولادهم مشردين، فكتب رحمه الله إلى البعثيين لاحتضان عوائلهم كي لا تضيع.

دعهم يفتحوا الملفات القديمة ليجدوا فيها أن رئيس المخابرات العراقية في نظامنا الوطني كان يستلم مفتاح زنزانة السجينات في حاكمية المخابرات ويضعه في جيبه مساء كل يوم حتى الصباح خشية أن يغوي الشيطان أحد الحراس فيدنو من عراقية حتى وإن كانت متهمة بالخيانة رغم ثقته بتربية العاملين هناك.

أم سيمتلكون الشجاعة في الكشف عن أمر صدام حسين حين عرضوا عليه فيلماً يصور الممارسات اللا أخلاقية لما كانوا يسمون بالمعارضة في مهرجان عهر يندى له الجبين فكتب قائلاً ( يجب أن نتحلى بأخلاق الفرسان، ويجب أن تبقى الأعراض في منأى عن السياسة، وواجبنا هو أن نستر الناس حتى لو كانوا خونة ).

أم أنهم سينشرون أمر الشهيد لرفاق البعث أن يبحثوا عن امرأة عراقية في جانب الكرخ توهم أحدهم فتصور أنها تبحث في القمامة ذات مساء فلم ينم الليل حتى أحضروها صباحاً أمام سيادته ليسأل عن حالها.

هل سيجرؤون على الكشف عن أمر الشهيد صدام حسين يوم أمر بإعدام أحد العسكريين لأنه تحرش بامرأة عربية في الكويت، وأن تبقى جثته معلقة ثلاثة أيام في الميدان العام كي يرتدع كل من تسول له نفسه أن يقترب من حدود الشرف لماجدة حرة عربية.

أم تراهم سيمتلكون الشجاعة ليكشفوا أن ذاك الكتاب السري للغاية الذي تم رفعه للشهيد القائد عن أحد أعضاء مجلس الوزراء لا يمتلك بيتاً وأنه يستأجر بيتاً متواضعاً في حي شعبي بغرفتين.
وهل تراهم يتجرؤون على فتح الملفات ليكشفوا سيرة الرفيق البطل الشهيد ( نايف شنداخ ثامر ) الذي استشهد في الأيام الأولى للغزو الأمريكي وهو يطارد فلول الغزاة في بحر النجف، هل يتجرؤون على الكشف عن حقيقة أن هذا المناضل لم يتوسط لابنته التي كانت موظفة في مصرف الرافدين لا تملك كرسياً لتجلس عليه بينما يعترف أحد أبناء الخونة من حزب الدعوة الذي كان والده مسجوناً بأن نايف شنداخ أخذه بيده لتعيينه في وزارة الإسكان والتعمير ويوصي المسؤولين برعايته.

ليس في أرشيفنا ما نخفيه، فهو سفر خلود يؤرخ لشرف الانتماء للعروبة ولقيم الرجال، وإني على يقين أن فتح ملفات الأرشيف ستكون بمثابة محكمة تاريخية تجعل سفلة المنطقة الخضراء يسقطون أمام أنفسهم العفنة قبل سقوطهم في نظر الشعب، ولذلك تجدهم اليوم يتحسسون حد الهوس من مجرد المقارنة بين زمانهم وبين أيام الشهيد صدام حسين الذي أطلق عليه العراقيون اسم الزمن الجميل.

يا ليتهم يفعلوها، فيكشفوا للناس أرشيفنا الذي يحكي للأجيال سفر خلود يقترب من زمن الصحابة حين كان البعثي يتضور جوعاً فيمضي ليله ناطوراً في أزقة وشوارع مدن العراق كي لا يقال إن نسمة هواء قد جفّلت ضفيرة حرة عراقية في زمان البعث وصدام حسين على قيد الحياة.

لن يجرؤوا على فتح أرشيفنا، لأنه سيكشف طهر البعث ورجاله ويا ليتهم يمتلكون الشجاعة ويفعلوها، وسأكون لهم من الشاكرين، لأن ذلك سيعيد كتابة تاريخنا المشرف الذي حاول الغزاة والخونة إخفاءه، ولأن ذلك سيكشف للأجيال بياض وجوهنا وطهارة أيدينا.

فيا ليتهم يفعلون.






الجمعة ١ صفر ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / أيلول / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. خليفة العيثاوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة