شبكة ذي قار
عـاجـل










انتشر في أواخر عام ٢٠١٨م خبر زيارة السفير الإيراني لأحد الأجهزة الأمنية، ومع الخبر صورة للسفير يجلس وراء مكتب المدير العام، وأمامه ضباط الدائرة وكأنهم جنود يستمعون لتوجيه الآمر ‼

عن ذاك الخبر سألني أحدهم لماذا إيران تفعل فينا ما تريد ونحن لا نفعل فيها ما نريد؟ قلت له : إيران ومنذ القِدم تعمل وفق استراتيجية متقنة وطويلة الأمد وتنفذها على مراحل لتحقيق ( هدف إعادة مجد الإمبراطورية الفارسية ) باعتماد مسارين وصولاً للهدف، الأول ديني وكان ضعيفاً بقدر ما لأن الشاه ومن سَبَقَه لا يملكون خلفية ولا غطاء دينياً لذلك تم استبداله بالخميني الذي يملك خلفية وغطاء ديني.

والثاني اعتمادها على أتباعها من مقلدي المعممين داخل البلدان الإسلامية والدول العربية وخاصة في العراق والسعودية ولبنان واليمن والبحرين وغيرها كل بنسب معينة، مستغلين أتباعهم بالولاء لإثارة الطائفية لكسب ود أكبر عدد من البسطاء من الناس الذين لا يملكون أي ثقافة دينية سوى الحب لدرجة العبادة لآل البيت، بمعنى أن إيران الشاه وإيران الخميني أو أي كان من يحكم إيران يعتمد نفس المنهج لتحقيق هدف إعادة مجد فارس، بالمقابل وبخط موازي لذاك المسار كانت إيران قبل وبعد الشاه تبني أساساً ثقافياً واجتماعياً و ميليشياوياً في عشرات الدول في الوطن العربي وافريقيا وجنوب آسيا وجمهوريات روسيا الإسلامية مثل الجامعات والمدارس الدينية والمستشفيات والحسينيات وغيرها مع صرف مليارات الدولارات لكسب عواطف الناس، وقد نجحت بفترة قياسية في كل المسارات لتحقيق الهدف، في ذات الوقت في إيران حكومة واحدة وقرار واحد وسياسة خارجية واحدة تخدم الهدف.

أما الطرف الثاني ( نحن ) فلدينا عشرات الحكومات وعشرات مراكز القرار وبلا منهج ولا مخطط لمواجهة إيران، ناهيك عن الخلافات بينهم والتحارب والتآمر على بعضهم وشن الحروب الواسعة على بعضهم البعض، والأخطر من كل ما سبق فقد جاء النهج الخميني بفلسفة جديدة هي التحالف مع حركة الإخوان المسلمين المنتشرة بشكل واسع في البلدان العربية، وهذا التحالف مكَّن إيران من كسب ولاء العديد من أذرع حركة الإخوان، مثل حماس والنصرة والحزب الإسلامي وغيرهم، والعديد من السياسيين السنة في لبنان والعراق والسودان والجزائر وغيرها!لكل ذلك وغيره نرى إيران تفعل فينا ما تريد، والذي يزيد الأمر خطورة أن إيران تزداد قوة ونحن نزداد جراحاً وضعفاً وفرقة وتناحراً فيما بيننا.

خلاصة القول، في حال بقينا هكذا سنصل إلى مفترق الطريق، إيران ماضية لتحقيق أحلامها ونحن ماضون لقتل أحلامنا!




الثلاثاء ٢٩ ذو الحجــة ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / أب / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب منصور العراقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة