شبكة ذي قار
عـاجـل










الكل ينهش في الجسد العربي وحكام العرب والاغرب الجماهير بين صمت محيّر وتواطؤ وجبن وخنوع ، وحتى موقف العالم الغربي والشرقي السابق من التدخل العسكري التركي في ليبيا لم يرتق مستواه لأكثر من الانتقاد او الإدانة واعلاه التلويح بالتدويل!فيما تؤيده الولايات المتحدة لفظياً وفيما هي راضية بالكامل عليها في سوريا اذ وصف ترامب ما فعلته تركيا في سوريا بالعمل الرائع !والولايات المتحدة هي التي سلطّت ايران ومكنتها على العراق بعد احتلاله وتدميره ،ومجمل المواقف الغربية ،وان كانت مصلحية اشجع واشرف ، فما الذي دهى العرب ؟!ايران تعلن للملأ ان ٤ عواصم عربية باتت تابعة للفرس مع طوفان محموم لم يتوقف باتجاه الخليج العربي مدعية وبالفم الملآن ..

ان دول الخليج وبالاخص البحرين والكويت جزء من ايران وحتى مكة المكرمة لم تسلم من صواريخها الباليستية والتهديد باحتلالها ،فضلاّ عن زحفها السرطاني على اقطار شمال افريقيا، فحدود امبراطورية فارس، وفق ملالي طهران، تنتهي بالبحر المتوسط !وها هي تركيا اليوم بعساكرها والمرتزقة تتدخل في ليبيا وتهيمن على مدن نفطية أساسية ومنها سرت بدعوى انها من " مخلفات العهد العثماني " وان مصالحها وامنها القومي ( النفط والغاز ) يتطلب تواجدها شرق المتوسط فأقامت ، وبعلم او ترتيب مع موسكو وواشنطن، ا كثر من قاعدة عسكرية !فضلاً عن تواجدها العسكري الواسع في سوريا بعد تفعيلها اتفاقية اضنه الموقعة عام ١٩٩٨ والتي تبيح لها احتلال واقتطاع أجزاء من سوريا لاقامة منطقة امنية عازلة بطول ١٢٠ وعمق ٣٠ كم مربع لأزاحة الاكراد عن حدودها وللتحكم بالسيل البشري للاجئين السوريين والتي استخدمت تدفق الموجات الأولى منهم ،وهم في مخيماتهم ، لتهديد الاوربيين بهم!؟

وفي العراق التي مازالت اطماعهم فيه قائمة استغلوا ظروف ما بعد عدوان عام ١٩٩١ واحتلال عام ٢٠٠٣ لدخول الاتراك الأراضي العراقية دون استئذان وفي ظل سلطة الاحتلال وحكوماتها باتفاقية ثنائية والتنسيق مع سلطة الإقليم لبسط نفوذها على أراض وإقامة قواعد عسكرية شبه ثابته بحجة مطاردة مقاتلي الاكراد الترك من الـ PKK ، ليس هذا حسب ، وانما راح اردوغان وبعض المسؤولين والبرلمانيين يهددون علنا ًباحتلال الموصل وكركوك بادعاء انها جزء من تركيا ولاغرابة فالاسد العراقي القوي غاب ليستباح الوطن وتخرق سيادته!!

فما الذي يحصل وهل هو تحصيل حاصل لضعف العرب بعد التفريط بالعراق واستهداف مواطن القوة في ابرز اقطار الامة ؟ بالتأكيد ان تحرك الطامعين من دول كبرى ودول جوار لنهش الجسد العربي يأتي نتيجة الخيانات والتواطؤ والضعف ومنذ مطلع التسعينات حيث تصاعد التآمر ليبلغ الذروة بعد هزيمة ايران خميني على يد العراق ليجهز الأعداء على حصن الامة وحامي بوابتها الشرقية ويستهدف اكثر من قطر عربي لوأد حلم الوحدة العربية وضرب أي تطلع للتوحّد ،ولم يكفهم اخراج مصر باتفاقية كامب ديفيد وتمكين الكيان الصهيوني يدفعون اليوم باتجاه استنزاف الجيش المصري في ليبيا !فوجود امة عربية قوية بكل مقومات القوة البشرية والاقتصادية والموقع الاستراتيجي والتاريخ المجيد ليس في صالح الأعداء وبالذات الكيان الصهيوني الذي يعمل حثيثاً لطمس الحق العربي وهضم الحق الفلسطيني وابتلاع القدس ولن يتوفق حتى تحقيق حلم إسرائيل الكبرى طالما استمر هذا الوضع العربي المزري وفي ظل الظروف التي يوفرها له الإيرانيون والاتراك، فيوم كان العراق قوياً والأمة لم تهن بعد لم تجرؤ لا تركيا ولا ايران ولا اية قوة أخرى من التمادي والتهديد ؟!

ومما يؤلم ليس خيانة هذا الحاكم او ذاك فهم مفضوحون ولابد زائلون ولكن في غرابة صمت العالم العربي المهين ( الشعب وليس الحكام ) الذي جعل الفرس والأتراك العثمانين اتباع الدولة العربية الاسلامية حتى سقوط الدولة العباسية عام ٦٥٦م يكشرون عن انيابهم لنهش جسد الامة وبهذا الشكل السافر!فكل المحيطين بنا لديهم احلامهم ومشاريعهم التوسعية ،ايران تريد احياء حلم امبراطورية فارس ،وتركيا تعمل على استعادة دورها العثماني المفقود في الشرق الاوسط واقامة قيامتهم على رأس العرب تحديداً!فلماذا لا تتوسع تركيا باتجاه اسيا الوسطى وبحر قزوين وهناك اكثر من رابط وسبب يجذبها ويجمعها حيث اللغة والعرق العثماني والتاريخ والغاز والطاقة وكون بلدانها المتشظية من الاتحاد السوفيتي السابق أذربيجان وأرمينيا وتركمانستان، هي مواطن الطاقة المستقبلية،!ألم تكن انقرة تحلم بان تكون معبراً لغاز بحر قزوين عبر أراضيها ووصوله بقيادتها الى اوربا ،وكذا الحال بالنسبة لطهران؟!

ولماذا التنافس الإقليمي على اشده في الشرق الأوسط بين تركيا وايران والكيان الصهيوني بعد ضعف العرب وخروجهم من المنافسة ؟ ولماذا الكبش دوماً العرب ؟!لاخلاف في ان العالم الغربي والاستعماري واتباعهم في المنطقة والكيان الصهيوني هم أعداء للامة ومن العاملين على ضربها وتدميرها والايغال بأضعافها ومنع وحدة اقطارها واستغلال كل الظروف المواتية لتحقيق أطماعهم التوسعية لانهم يدركون ان الزمن لن يتوقف على حال واحدة وان الامة العربية ، انتصافاً للحق ولتأريخها ، لن تموت ولن تستسلم مهما طال صمتها فقد مرّت عليها ظروف اكثر وحشية وسوءاً كما يعلم الأعداء والقوى الطاغية والطامعة ..

ان الشعب العربي لن يستكين وان صبره وصمته لن يكون ابدياً فلا بد ان ينفجر بركانه !ان الثقة بالامة وعقد العزم بابنائها سيفشل مراهنات الأعداء والحاقدين وسيبدد تراكمات اليأس والخوف والخنوع واحباطات الاستسلام والتسليم للزمن الاغبر.






الثلاثاء ١٥ ذو الحجــة ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / أب / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. سامي سعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة