شبكة ذي قار
عـاجـل










الكل كان يترقب خطاب ترامب بعد استهداف القواعد الامريكية في العراق والمحللون السياسيون والكتاب والإعلاميون في مختلف وسائل الإعلام المقروء والمرئي من أزلام العصور الوسطى والفكر الظلامي , وبعض صبيان السياسة الجدد .. إعلام وطروحات فكرية وسياسية لا تخجل يتأملون ويحلمون بترامب وهو يمتطي جواده ليطرد العملاء ويعيد الاموال المنهوبة الى خزينة الدولة يطلبون حلاً من الشيطان .. والشيطان لا يقدم حلاً أبداً، والسياسة الأميركية لم ولن تأتي بتلك الحلول التي تتعارض مع مصالحها الإمبراطورية.كفاكم استخفافا بعقول الشعب العربي والعراقي , العلاقة بين ايران وامريكا وصفها هنري كيسنجر حينما قال بما معناه ( أن العرب أعداء لنا، ولكن الفرس سيعودون كما كانوا أصدقاء لنا ) , ولايغركم تصريحات ترامب ضد ايران الرفيق الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي الرفيق عز العرب عزة ابراهيم حفظه الله في خطاب نيسان ٢٠١٩ ( كل ما يصدر عن امريكا وادارتها من تهديد ووعيد فهو هراء وهو هواء في شبك وذلك لأنها غير قادرة على مواجهة ايران ) وقال سيادته في خطاب نيسان ٢٠١٩ ( فكيف يتوقع البعض ان امريكا ستضرب ايران او ستضربها اسرائيل؟!!! الا أذا ضربت ايران امريكا او ضربت اسرائيل وهذا الامر يستحيل ان تفعله ايران لأنها هي أصغر وأحقر من ذلك ).

 

لماذا القفز على الحقائق و الوقائع ؟ علمتنا السنين العجاف منذ الاحتلال أن لا نأخذ أبدا بظاهر الأمور مهما كانت مشتعلة إعلاميا ، فالحقيقة لا تجدها في وسائل الإعلام ولا في التصريحات السياسية النارية ، بل تجدها على أرض الواقع .

 

لو نظرنا إلى ما فعلته أمريكيا وإيران في العراق ، نجد أن الطرفين حلف واحد تقاسموا العراق بالمسطرة والقلم , لولا الإدارة الأمريكية لما رسخ النظام الإيراني نفوذه الممتد إلى البحر المتوسط عبر سوريا ومضيق هرمز والخليج العربي وباب المندب بالبحر الأحمر"، "هذا القوس الكبير يصل طوله إلى نحو ٣٠٠٠ ميل وفي العراق , قدمت امريكيا العراق على صينية من الذهب للنظام الإيراني عبر أزلامه القادمين من إيران في أعقاب غزو العراق و تسليم مقاليد السلطة والحكم لهم.

 

إيران وأمريكيا ليستا في صراع بل هو نزاع استراتيجي , ايران لعبت بذيل الاسد ولم تدع لأمريكيا نفوذ في العراق مما اثار غضب البيت الاسود ولهذا بدأت بتقليم مخالبة في العراق وضربت أقوى شخصية وهو الشخص الثاني في ايران والعميل الاول في العراق.

 

انتهت الحقبة المظلمة من تاريخ العراق أمريكيا لم ولن تستطيع أن تأتي بــ ١٣٠ , ٠٠٠ جندي أمريكي مع ١٢٠ , ٠٠٠ من المرتزقة الأجانب وتحتل العراق مرة ثانية هذا غير مجد لاعتبارات عديدة منها التكلفة الباهظة المادية والبشرية وتعرف انها لن تكون في مأمن من ضربات المقاومة , وايران تحتضر سياسيا واقتصاديا ودوليا وقيادتها لعمليات القمع والقتل ضد متظاهري العراق كل ذلك يعكس حالة الخوف الشديد الذي يمرّ فيه النظام الإيراني من خسارة مشروعه في العراق , اليوم الشعب الايراني انتفض على ملالي الشر ويهتفون من بغداد الى طهران ثورة حتى النصر.

 

ما بين غمضة عين وانتباهتها سوف يصبح السجان مسجونا

 

قالها لنا الرفيق المرحوم القائد المؤسس احمد ميشيل عفلق رحمه الله قبل خمسين عام ( ايها الرفاق : النصر الاخير لنا لاريب في ذلك ) بعد مضي ستة عشر عاماً ، من التصدي لأعتى حرب عرفها التاريخ يمكننا القول بكل ثقة واقتدار إن البعث قدره النصر وخياره النصر ومصيره النصر فالحرب التي شنت علينا هي حرب متعددة الأبعاد تكاملت فيها جميع أنواع الحروب الحرب العسكرية وحرب العصابات والحرب الإعلامية والنفسية وحرب المقاطعة والحصار وشاركت فيها قوى الهيمنة والاستعمار الجديد والصهيونية مجتمعة مع التابعين والعملاء الأذلاء في منطقتنا العربية , على الطغاة والجبابرة والاشرار والعملاء إن يعوا أن اليوم ليس كالأمس وغداّ يوم آخر وأعلموا أننا لم يعد يعنينا أي شيء أسمه قواعد اشتباك، إن مايجري اليوم من قتل ومضايقات لكل وطني وناشط هي عملية ابادة جماعية بكل ما للكلمة من معنى .. وأعلموا إن الحياة لم تعد عندنا معادلة وحسابات وارباح وخسائر ومناورات وعليكم أن تتذكروا نهاية نوري سعيد حينما هرب لابسا عباءة امرأة وسحلة العراقيون على اسفلت بغداد وانتظروا المفاجأة قريباً جداً ( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ).





السبت ٢٢ جمادي الاولى ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / كانون الثاني / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحمد مناضل التميمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة