شبكة ذي قار
عـاجـل










لايام متتالية تتواصل التظاهرات في العاصمة الايرانية وعدد من المدن الكبرى ،و منذ ٦ ايام يتركزالثقل في جامعة طهران اكبر صرح جامعي في ايران مع اشتداد الصراع بين الرئيس روحاني والحرس الثوري وظهوره الى العلن،اذ انتقد مكتب روحاني بشدة الحرس الثوري واعتبر روحاني .. ان اسقاط الطائرة الاوكرانية خطأ كبير، وهو الحادث الذي كان المحرك لاندلاع هذه التظاهرات ، ومن ناحيته ابدى الرئيس الامريكي ترامب في تغريدة له وباللغة الفارسية دعمه لشعب ايران الذي وصفه بالبطل وتأكيده على عدم سماحه لنظام خامئني بارتكاب مجازر! وكذلك الحال بالنسبة لبومبيو الداعم للمتظاهرين بتغريداته بالفارسية كي يلتقطها الشارع الايراني مباشرة! كما اعلن ان الكونغرس ينشط لاصدار تشريع لدعم المحتجين الايرانيين،ولعل الشيء المقلق لنظام طهران ان هذه التظاهرات والتي سبقتها بايام في كرمان مسقط رأس قاسم سليماني وشيراز وعشرات المدن الاخرى انها لم تكن مطلبية لسوء وتدني المستوى المعاشي والبطالة والكساد وانما انصبت على المطالبة برحيل نظام خامئني وسلطة الملالي وابرز شعاراتها"لا للشاه ولا لخامئني "و"انتهت ايامكم ايها المعممون"اي رفض للنظام باكمله كما هي مطالب المتظاهرين في العراق وفي لبنان ، وحتى ان مهدي كروبي زعيم الاصلاحيين وقائد انتفاضة عام ٢٠٠٩ والذي يخضع لاقامة جبرية قد طالب بتنحي خامئني برسالة نشرتها بعض وسائل الاعلام الايراني! وبتمزيق صور خميني وخامئني وسليماني وحرق مكاتب الولي الفقيه في قم ومشهد ونجف آباد وطهران وكرمان والمدن الاخرى وبالاخص المحسوبة بولائها للمرشد خامئني، لدليل على ان الهالة والقدسية التي عمل النظام طيلة ٤٠ عاماً على خلقها وترسيخها قد تبخرت تماما بما فيها اسطورة سليماني حيث حطم واحرق المتظاهرون ليلة امس في طهران جدارية كبيرة تحمل صورته ! ومما يلحظه المراقب السياسي ان الوضع العام في ايران يخيف الملالي بدليل التخبط في التعامل اليومي فبعد اسقاط الطائرة الاوكرانية وفضيحة الرد الباليستي الفاشوشي على قاعدتين امريكيتين في العراق ،اقدموا على اعتقال السفير البريطاني ولم يكتف احد المعممين البارزين بذلك بل هدد وطالب بقتل السفير! ووصفت بالسلبية محاولة الاوربيين وضع آلية لفض الخلاف حول الملف النووي الايراني بعد ان انسحبت ادارة ترمب من اتفاق فيينا النووي واصرارها على التفاوض لاتفاق جديد! مما سيبعد من تبقى من مجموعة ٥+١ الاوربية الموقعة معها على الاتفاق عن مساندة طهران !كما ان هذه الاوضاع ووفقاً لما انتشر، انها ستدفع خامئني بعد ٨ سنوات الى ان يعود ويقدم خطبة الجمعة ١٧ كاون ثاني الجاري التي يتوقع ان تكون بلغة تهديدية صارمة والتي ستزيد الطين بله ؟! خلاصة الامر ان الاوضاع بمجملها تشكل تهديداً جدياً لنظام خامئني، فالوضع في انهياربشكل عام، ففي الداخل حيث الوضع الاقتصاد المتهالك بفعل العقوبات والتي ستضاف لها حزمة اخرى وهيجان الشارع ونقمة الشعوب المضطهدة والقوى السياسية الاخرى المطاردة وكذلك،وهو الاخطر، الخلاف المتسع بين روحاني وظريف ومايسمى بالفريق المعتدل مع الفريق المتطرف الحرس والباسيج ومعهم خامئني المريض!وكذلك الحرب على الاذرع والذيول في العواصم العربية الاربع والمنطقة والعالم ، فوجودها مهدد فعلياً وهيمنتها تتبخر يوماً بعداخر. .




السبت ٢٢ جمادي الاولى ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / كانون الثاني / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. سامي سعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة