شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ انهيار الاتحاد السوفيتي على يد ( ميخائيل غورباتشوف ) في عام 1991 ..لم تستخدم موسكو حق النقض الـفيتوٍ مع انها في الحقبة السوفيتية ومنذ تأسيس الامم المتحدة عام 1945 قد استخدمت الفيتو 120 مرة، حتى اطلق على السيد ( اندريه غروميكو ) وزير خارجية الاتحاد السوفيتي المخضرم والرئيس السوفيتي فيما بعد .. في حينها "السيد نيت او السيد لا " ولهذا استغرب الكثيرون الفيتو الروسي ـ الصيني لصالح النظام السوري ولمرتين خلال 4 أشهر اذ اوقف الفيتو ، لحد الان، المحاولات الغربية ـ العربية لتدويل موضوع سوريا بادانة نظام بشارالاسد وفرض المزيد من العقوبات بما في ذلك استخدام القوة ضده ، وكذلك الموقف المعارض للتشدد الغربي ازاء الملف النووي الايراني ؟ وهو ما لم يحصل منذ عهد الرئيس غورباتشوف مروراً بفترة حكم الرئيس ( بوريس يلتسين ) وهي الفترة التي شهدت تدني مكانة روسيا وأنعدام تأثيرها في السياسة الدولية وسلبية مواقفها ازاء القضايا الدولية وبالذات ما يخص الدول الصديقة والحليفة المحسوبة عليها ،فالدب السوفيتي الذي بدأ سباته اواخر عهد الرئيس ( ليونيد بريجنيف ) ولم يفق الاّ مع مجيء ( فلاديميربوتين ) الى الحكم والذي معه بدأت محاولا ت تنشيط الدور والسياسة الروسية الهادفة الى استعادة المكانة العالمية السابقة ، مع ان فرص نجاح هذه السياسة قليلة بسبب تعقيدات الظروف الدولية بعد انفراد الولايات المتحدة كقوة عظمى وحيدة على الساحة الدولية ، ومع هذا تحمس لها البعض وبنوا عليها امالاً عريضة ؟ ولكن حتى في ظل الحقبة البوتينية تخلت موسكوعن النظام الليبي وفرطت برئيسه الصديق ( معمر القذافي ) مما دفع السفير الروسي في طرابلس الى الاستقالةً احتجاجاً على موقف حكومته التي لم تراع مصالحها مع هذا النظام الصديق ،و ما لذلك من تأثيرعلى علاقاتها وسمعتها في العالم العربي [ وربما وهذا مالا يعلم به "السفيرالضحية" ان التخلي عن نظام العقيد القذافي كان وفق صفقة رتبها الكبار؟] فهل يمكن ان يوصف الموقف الروسي الصارم ازاء الازمة السورية والموقف الرافض للتهديدات الغربية بالمقاطعة الاقتصادية لايران .. بصحوة موسكو لمصالحها في المنطقة العربية الاستراتيجية ومحاولة ، ولو متأخرة،في الحفاظ على علاقاتها وتحالفاتها مع د مشق ، وحاجتها لطهران بعد خسارة العديد من الاصدقاء والحلفاء في المنطقة في العقدين الاخيرين؟ و ماذا وراء الموقف الروسي ـ الصيني من الازمة السورية ،والى اين؟.

 

الكبار .. وسياسة المصالح

ان المتتبع لمواقف روسيا والصين من القضايا الدولية بشكل خاص افتقادها الى عنصر المفاضلة في معيار المصالح وحسابات الربح والخسارة ، فالقوى الكبرى بشكل عام تسيرها مصالحها ولكن اذا ما تعلق الامر بحليف التفريط به قد يعرض الى خسائر اكبر ، يتم التمسك به والدفاع عنه وضمان امنه وديمومة وجوده ومثال ذلك اسرائيل بالنسبة للولايات المتحدة والقوى الغربية المتحالفة معها، وهذا ما لم يحصل بالنسبة لروسيا والصين، فروسيا اليوم ومنذ الحكم القيصري مروراً بالاتحاد السوفيتي وصولاً الى عهد بوتن تستند في سياستها الخارجية وفقاً لمصالحها وليس وفقاً للمبادىء ،ونعني بالمصالح هنا مصلحة الروس فقط على حساب مصالح الحلفاء ،وهذا ما ينسحب كذلك على الصين على الاقل منذ تسعينات القرن الماضي وحتى الوقت الحاضر ، والموقف من العراق الصديق والحليف ابان حرب الثمان سنوات مع ايران الملالي 1980ـ 1988 وعند العدوان الثلاثيني الغاشم عام 1991 ومارافقه من حصار مدّمر دام اكثر من 12 عاماً والذي انتهى بتدميره واحتلاله عام 2003 .. ابرز الادلة الشاخصة على ذلك والتي نوردها بشيء من التفصيل ليس من باب التحامل على الاصدقاء وانما من باب تثبيت الحقائق، فالصديق الروسي الكبير يتحمل مع الكثيرين وعلى رأسهم العرب الرسميون مسؤولية ضياع الحليف الاستراتيجي العراق والمآسي التي حلت بشعبه الصبور ، هذا الشعب الذي مازال يحتفظ بمشاعر الودّ والاحترام والاعتزاز بصداقته للشعب الروسي ولم يتخل عن ذلك وهو في احلك الظروف يوم ساومه الغرماء لترك هؤلاء الاصدقاء فرفض انطلاقاً من مبادئه واخلاقه وتمسكه بالمواثيق والاتفاقيات رغم خذلانهم له .. وفي ادناه اكثرمن حادثة تترجم بواقعية مواقف الاصدقاء الكبار من العراق فترتين زمنيتين متباعدتين :ـ

1 ـ بتاريخ 20 ايلول ـ سبتمبر1980 وصل مبعوث عراقي رفيع المستوى ( الاستاذ طارق عزيز ) نائب رئيس الوزراء، موسكو بهد ف استعجال الاصدقاء الروس على تنفيذ التزاماتهم تجاه العراق بعد تأخر مقصود ، وفي صباح اليوم التالي التقى المبعوث والوفد المرافق مع الجانب الروسي برئاسة الرفيق ( بوناماريوف ) نائب مسؤول مكتب العلاقات الخارجية والعضوالمرشح للمكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفيتي ،وهوشيخ هرم، ومعه ممثلان عن وزارتي الخارجية والدفاع ،وتلخص الطرح العراقي حول موضوع { اطارات وبعض المواد الاحتياطية للطائرات السمتية ـ هليكوبتر} وهي مدفوعة الثمن وواجبة التسليم منذ عدة اشهر إ؟ مؤكدين الحاجة لها لاسيما وان الوضع بين العراق وايران متوتر وينذر بالانفجار القريب في ظل استمرارالتحشيدات العسكرية والتحرشات الايرانية المسلحة على المدن والقرى والمخافر الحدودية العراقية ، وكان الجواب بضعة اسطر مكتوبة على ورقة بما معناه " أعتذارموسكو عن تسليم المواد المطلوبة ، مع الاقرار بان العقد واجب التنفيذ، وذلك بسبب توتر العلاقات بين الجارين العراق وايران وعليه الانتظار حتى زوال هذه الاسباب ؟" تدخل الاستاذ طارق مذكراً.. بأن العراق حليف للروس ويرتبط معهم باتفاقية صداقة و تعاون ودفاع عسكري مشترك، وان الجارة ايران تحّضر لعدوان وشيك وعلى الروس مساعدتنا للدفاع عن بلادنا بموجب الاتفاقية الثنائية وهذا ما لانطلبه وكل مانريد الافراج عن هذه المواد بعد استيفاء ثمنها؟ لم يستمع الاصدقاء لذلك واستمروا في موقفهم الرافض ،وقد استمع الوفد العراقي الى نفس الجواب المكتوب في اللقاءات المكثفة التي اجراها في وزارتي الخارجية والدفاع ؟؟؟ لكنهم اليوم قاموا بتسليم الجيش السوري مروحيات هجومية تنفيذاً لعقود مبرمة اذ يرد وزير الخارجية ( سيرغي لافروف ) على المعترضين بقوله " نحن نستكمل انجاز عقود تم دفع حقوفها وكلها متعلقة بانظمة للدفاع الجوي " فلماذا لم ينفذوا عقودهم مع العراق انذاك ألم يكن ذلك غريباً ومتناقضاً؟. وفي صبيحة يوم 22 ايلول ـ سبتمبر عاد الوفد العراقي بطائرته الخاصة الصغيرة { جيت ستار} ليهبط في مطار نينوى بناء على توجيهات المركزللوفد عشية مغادرة موسكو لتعّرض مطار بغداد لقصف المقاتلات الايرانية اذ كانت البداية الرسمية لحرب الثمان سنوات؟ وهذا الموقف الروسي لم يتغير حتى بعد انكشاف فضيحة {ايران ـ غيت} حيث لم يتوقف تدفق السلاح على ايران الملالي من الولايات المتحدة وعبر الكيان الصهيوني ومنذ بداية العدوان الايراني على العراق عام 1980 ؟؟.

 

2 ـ وبعد احداث الكويت في آب ـ اغسطس 1990 وافقت روسيا وكذلك الصين على كل قرارات مجلس الامن ضد العراق بما فيها العقوبات المشددة والحصار الظالم والتي اختتمت بالموافقة على القرار 678 الذي صدر في 29 اب ـ اغسطس 1990 والذي اجاز استخدام القوة ضد العراق وفق البند السابع من ميثاق الامم المتحدة ، مع ان موسكو وكذلك مندوبها لدى مجلس الامن ومنظمة الامم المتحدة ، انذاك ،وزير الخارجية حالي ( سيرغي لافروف ) كانوا، وكذلك بكين، يؤكدون للمسؤولين العراقيين انهم" لم ولن" يوافقوا على اي قرار يجيز استخدام القوة ضد العراق وكانوا يوعدون بمواصلة جهودهم لرفع الحصار عن كاهل الشعب العراقي، وعشية التصويت على قرار678 بضرب العراق عسكرياً كان المبعوث العراقي ( الاستاذ طارق عزيز ) الى القيادة الروسية قد استمع في الكرملين الى تأكيدات وتطمينات الرئيس ( غورباتشوف ) من ان موسكو لن تصوت الى جانب القرار المذكور ، وبينما كان الوفد العراقي يتوجه الى طائرته في المطار الخاص في موسكو للعودة الى بغداد ،هبطت طائرة سعودية خاصة هرع منها عدد من {العربان باللباس التقليدي ـ دشداشة مع كوفية وعقال } يسحب كل واحد ، بصعوبة، حقيبة كبيرة وتوجهوا مباشرة الى سيارات مضللة كانت بانتظارهم إ؟، وقد عرف من خلال التردد على موسكو، وبتأكيد موثوقين من الاصدقاء الروس، انه كان في داخل هذه الشنط " 4 ملايين دولار وقيل 8 ملايين دولار"؟ ثمن{ رأس العراق } بموافقة ( غورباتشوف ) ووزير خارجيته انذاك ( شيفارنادزة ) للتصويت على قرار استخدام القوة ،وهذا ماحصل بالفعل بعد يومين من تأريخ هذه الزيارة ، كما ان اعضاء مجلس الامن الـ 15 قد حصلوا على رشاوى{ اموال وذهب وسيارات فارهة} من المندوبين الكويتي والسعودي لقاء التصويت على ذلك القرار{ ما عدا مندوبي اليمن وكوبا} فقد استبعدا لتحفظهما على القرارالمذكور؟ ، وهذا ما سمعه الوفد العراقي منهما ؟ كما اكد اكثر من صديق في موسكو، وهذا ما اشارت اليه بعض وسائل الاعلام "ان الروس بقيادة غورباتشوف باعوا العراق الصديق والحليف لقاء حفنة دولارات؟؟ " .

 

3 ـ في اواخر ايام العدوان الثلاثيني الغا شم في النصف الثاني من شهرشباط ـ فبراير 1991 استلمت القيادة العراقية رسالة من الرئيس غورباتشوف عن طريق الصديق السفير المرحوم ( د. باسافاليوك ) تتضمن مبادرة من الرئيس الروسي لوقف اطلاق النار، فاوفد ( الاستاذ طارق عزيز ) الى موسكو للوقوف على هذه المبادرة ، وفعلاً توجه الوفد بسيارات بيكمب قديمة باتجاه معبر المنذرية الحدودي مع ايران وكانت حمم القذائف الاميركية والغربية المتحالفة تمطر المدن العراقية بوحشية ، وبينما كانت طائرة الوفد العراقي في الجو.. صرح وقتها الرئيس الاميركي ( المجرم جورج بوش الاب ) "انه ليس مسؤولاً عن سلامة طارق عزيز والوفد المرافق الى موسكو"؟؟ وبعد مباحثات مكثفة في الكرملين مع الرئيس الروسي مباشرة حول المبادرة التي نصت في نقاط محدودة على .. بدء أنسحاب العراق من الكويت خلال فترة زمنية محددة عند اعلان وقف اطلاق النار، مع تعهد الرئيس غورباتشوف بحل القضية الفلسطينية، {اذ كان العراق يشترط لحل موضوع الكويت حل جميع مشاكل المنطقة وفي المقد مة القضية الفلسطينية} ، وكان الرئيس الروسي على اتصال مع نظيره الاميركي خلال مناقشة فقرات المبادرة ، وعاد المبعوث الى بغداد لعرض الاتفاق على القيادة، وبعد يومين عاد الى موسكو حيث تم بعد اللقاء مع غورباتشوف ابلاغه بالموافقة على المبادرة، واشار الاصدقاء الروس على التصريح بذلك من خلال مؤتمر صحفي للمبعوث العراقي يعلن في نفس الوقت في كل من موسكو وبغداد وهذا ماتم بالفعل ، وابلغ الوفد بامكانية العودة الى بغداد بعد التأكيد على الموافقة الاميركية على الاتفاق اذ كان غورباتشوف يتحدث هاتفياً مع نظيره بوش حول ذلك ؟وقبيل مغادرة موسكو ، احتفل الاصدقاء الروس في احدى صالات الاستراحة في الكرملين بهذا النجاح وقد اقترح احدهم "ان يعمل العراقيون تمثالاً من ذهب للمنقذ غورباتشوف ينصب في قلب العاصمة بغداد ؟ " وصل الوفد العراقي عمان مساء نفس اليوم وفي دار الضيافة في القصور الملكية حيث يمضي الوفد ليلته للتوجه صباح اليوم التالي الى بغداد بثت شبكة الـ [ سي ان ان ] الاميركية خبر بدء الهجوم البري على القوات العراقية المتأهبة للانسحاب من الكويت ؟ مرة اخرى نلدغ من الصد يق الروسي ؟ ولم يستبعد احد العارفين بالشأن الروسي وأيده في ذلك اخرون .."ان غورباتشوف ضالع في مؤامرة تحطيم الجيش العراقي وطعنه بضربات غادرة من الخلف بالاتفاق مع الاميركان لقاء ثمن مقبوض سلفاً ؟" غورباتشوف انتهى به الامر من رئيس دولة عظمى الى مروّج دعاية واعلانات للـهمبركر في محطة تلفازية ثانوية في احدى الولايات الاميركية؟؟

 

4 ـ في عهد الرئيس ( بوريس يلتسين ) وفي لقاء بين ( الاستاذ طارق عزيز ) نائب رئيس الوزراء مع السيد ( اندريه كوزوريف ) وزير الخارجية الروسي جرى في صيف عام 1994 في{ سنت بطرس بيرغ} طرح الروس مبادرة جديدة [ صفقة مع الكويتيين وبالتنسيق مع واشنطن؟ ] يرفع بعدها الحصار عن العراق اذا ما أعترف بالحدود الجديدة مع الكويت والتي رسمتها لجنة اميركية ـ بريطانية ـ كويتية بعد عدوان عام 1991 الغاشم وفي ظل تشديد الحصار ؟ اذ اقتطعت اجزاء كبيرة من الاراضي العراقية تضم ابار نفط واراضي زراعية وبساتين نخيل لمواطنين عراقيين اذ لاتوجد قبل ذلك نخلة واحدة في عموم الكويت ؟؟ وان يوقع على هذا الاعتراف الرئيس ( صدام حسين ) ويقرّه المجلس الوطني العراقي { البرلمان } في جلسة علنية، وبعد لقاء مطوّل اكد خلالها الوزير الروسي .. "ان الحصار بعد ذلك سيرفع بتطبيق الفقرة 22 من القرار678 " وبعد اتصالات بين موسكو وبغداد اصطحب الوزير كوزوريف..الوفد العراقي بطائرته الخاصة والتي سمح لها الاميركان بالهبوط في بغداد حيث هبطت في مدرج معسكر الرشيد وسط العاصمة بغداد ، وبعد اعداد وثائق الاعتراف الجديد بالحدود وتوقيعها، عقدت جلسة خاصة للمجلس الوطني حضرها كوزوريف والقى كلمة اكد فيها ان الحصار سيرفع بعد تقديم وثيقة الاعتراف الى مجلس الامن ،وفعلاً توجه نفس الوفد العراقي الى نيويورك مباشرة وتم تقديم هذه الوثيقة الى رئيس مجلس الامن وكانت وقتها مندوبة الولايات المتحدة السفيرة ( مادلين اولبرايت ) ، الحصار لم يرفع والرابح الوحيدة من هذه اللدغة الكبيرة الروس وبالذات كوزوريف الذي، اضافة الى ما قبضه من الكويتيين، بقي وزيراً للخارجية سنتين اخريين بعد ان كان في طريقه الى الاعفاء ؟

 

5 ـ خلال العام 1995 زار العراق احد المسؤولين الروس ، طرح الضيف ان الرئيس ( بوريس يلتسين ) يبذل جهوداً مع كل الدول الصديقة لرفع الحصار عن الاصدقاء العراقيين، وانه في ذات الوقت يستعد وحزبه للانتخابات وانه بحاجة الى مساعدة الاصدقاء العراقين الذين لن يبخلوا في المساعدة رغم ظروف الحصار ، ورغم كل ذلك ولمعرفة القيادة بان يلتسين لن يفيق من سكرته ليفكر في حصار العراقيين وليس هناك من يسمعه اصلاً؟ الّاّ ان من يطرق باب العراق، وبالذات ممن مازلوا يعتبرون اصدقاء ويشعرون بمعاناة الشعب العراقي، لم ولن يرد؟ فحصل الضيف على مااراد مؤكداً ان رئيسه سيواصل جهوده لرفع الحصار باسرع وقت ممكن،ولم نسمع اي شيء عن تلك الجهود ؟

 

6 - واثناء الحملة الكاذبة على العراق بادعاء حيازته على اسلحة الدمار الشامل المحظورة دولياً ، كان المفتشون الروس العاملون ضمن اللجنة الدولية الخاصة لنزع اسلحة العراق المحظورة برئاسة السويدي ( رالف ايكيوس ) من اكثر المفتشين تشدداً واذىً للعراق ؟ اذ كانوا يوجهون من المخابرات الاميركية وباشراف من الكيان الصهيوني حيث زاروا تل ابيب اكثر من مرة خلال عملهم في العراق، وقد فضح ( سكوت ريتر ) احد ابرز المفتشين الاميركان في اللجنة الخاصة اموراً كثيرة حول دور ال { سي اي اي} واسرائيل في توجيه هذه اللجنة معترفاً بانهم يعلمون من ان العراق خال من الاسلحة المحظورة؟.

7 ـ الموقف الروسي وكذلك الصيني اثناء التحضير للعدوان على العراق بدعوى امتلاكه اسلحة محظورة كان سلبياً مع انهم من خلال وجود عناصرهم في اللجنة الخاصة يعلمون تمام العلم انها اكذوبة اميركية لتبرير العدوان الذي انتهى بتدمير واحتلال العراق في نيسان عام 2003 وقيام الاميركان بوضع العراق تحت هيمنة ملالي ايران الذين لم يخفوا اطماعهم في المنطقة العربية ذات الثروات النفطية الهائلة بهدف احياء ( امبراطورية فارس ) حيث النشاط المحموم لامتلاك السلاح النووي لتنفيذ استراتيجيتهم التوسعية، فلم يحرك الاصدقاء ساكناً ودولة حليفة تدمر وتحتل لمجرد اكذوبة ، فاذا كان الروس في موقفم ازاء الازمةالسورية حريصين على " استقرار منطقة الشرق الاوسط ولايريدون تكرار مأساة ليبيا" كما يبرر ( فينغو غرادوف ) الباحث في جمعية { سنت بطرس بيرغ السياسية } فان ماحصل للعراق وتمكين اير ان الملالي من بسط نفوذها هو ما يناقض هذا الطرح اذ افتقدت المنطقة تماماً الى الامن والاستقرار؟

 

8 العراق لم يكن الحليف الوحيد الذى تخلى الروس عنه خلال العقد الاخير فقد تخلوا عن حلفائهم ورفاقهم الصرب في قضية كوسوفو، ولم يحركوا ساكناً ازاء عدوان حلف الناتو على يوغسلافيا في نيسان ـ ابريل 1999 والذى ادى الى تشظي ماتبقى منها الى كيانات اخرى اخرها انفصال كوسوفو.

 

9 ـ ورغم سلبية موقف الروس وكذلك الصين مع كل ماحصل للعراق ،فأن عراق ماقبل الاحتلال لم يتنكر لهم وفضلهم على الجميع في كل التعاملات والعلاقات وعلى جميع الاصعدة اذ كانت الاولوية للشركات الروسية والصينية في عمليات اعادة اعمار ما امكن من البنى التحتية ومنح وبيع ملايين البراميل من النفط العراقي وفق مذكرة التفاهم { النفط مقابل الغذاء والدواء } الى كل الاصدقاء مع اولوية للبعض منهم الروس والصينيون ؟ وشراء الادوية والاغذية والمواد الضرورية الاخرى من اسواقهم ومن الدول الصديقة ،وفي الوقت الذي حاولت فيه الولايات المتحدة بعد عدوان عام 1991، وعن طريق مسؤول عربي شقيق ؟ المساومة على تخفيف ورفع الحصار السياسي والاقتصادي مقابل حصر عمليات اعادة الاعمار والمشاركة في استثمار حقول وابار النفط بالشركات الاميركية والغربية.. الاّ ان العراق كان يرفض بقوة ، و من باب التحدي وألتزاماً بالصداقة ، اعطي حقل { غرب القرنة } النفطي الى شركة { لوك اويل } الروسية، وحقل { نهر عمر } الى شركة صينية ، وكذلك كان حقل { مجنون } النفطي الاكبر في المنطقة موضع تباحث لمنح عقد استثماره { وليس استثمار مشاركة كما يجري اليوم من قبل السلطة العميلة في بغداد ؟} الى احدى الشركات الروسية، ومع هذا راحت الشركة الروسية تماطل ولم تباشر عمليات الحفر وبناء المنشآت المطلوبة رغم صدور اكثر من انذار من الحكومة العراقية متذرعين بالحصار وصعوبة العمل ؟ وعند ما الغي العقد عام 1997 تم تجديده مع مجموعة من الشركات الروسية الحكومية ، وقد اكتشف في حينها ان لوك اويل شريكة لشركة اميركية ، وهي وراء المراوغة والتأخر في التنفيذ ؟. وبالمناسبة ان شركة { لوك اويل } قد وقعت مؤخراً عقداً للاستثمار في حقول جديدة في محافظتي المثنى وذي قارجنوب العراق وبناء على ذلك،واضافة الى" عمولة دسمة " منح ( رئيس الغفلة / طالباني ) لقب بروفسورشرف؟؟ من معهد الدراسات الاستراتيجية في الخارجية الروسية تثميناً لدوره في منح الروس هذا العقد النفطي ؟؟؟

 

مواقف.. غيرمضمونة . رغم الانطباع بأن موسكو هذه المرة ستواصل تمسكها ،ومعها الصين، بموقفها الحالي من الوضع السوري انطلاقاً من مصالحها الحيوية والاستراتيجية في المنطقة العربية ، وكون سوريا قريبة من روسيا وانها اخر مناطق النفوذ الروسي في هذه المنطقة الهامة،اذ توجد القاعدة الاستراتيجية البحرية في طرطوس السورية على ساحل البحر المتوسط والضرورية لامداد السفن الحربية الروسية في المحيط الهندي بالوقود والغذاء، وان سوريا الشريك الاقتصادي العربي الاكبر لروسيا اذ بلغ حجم التبادل التجاري عام 2011 اكثر من ملياري دولار،وكذا الحال بالنسبة لايران المطلة من ناحية الشرق على بحر قزوين والتي تعتبراهم ناقل لغاز تلك المنطقة ويمكن لايران ان تلعب دوراً مؤثراً في القضايا الاساسية لدول اسيا الوسطى وقزوين والقوقاز والتي تعتبرها موسكو ضمن منطقة نفوذها ، كما ان موسكو سوق سلاح بالنسبة لهذين البلدين وهذا ما يقف وراء التحالفات التي بنتها روسيا معهما؟ ومن الطبيعي ان تتحرك موسكو وبكين وفق مصالحهما وهذا ما دأبت عليه روسيا منذ عهد القياصرة حيث يستندون في سياستهم الخارجية على مصالحهم هم وليس مصالح الحلفاء، و{ روسيا بوتين}لاتختلف عن اسلافها، فالسياسة الدولية بشكل عام تقوم على حماية المصالح ولاوجود للمبادىء في عالم اليوم ؟ ولهذا ووفقاً لما تقدم فان احتمالات استمرار الموقف الروسي ـ الصيني من سوريا الى النهاية امر لايمكن المراهنة عليه لاسيما اذا ما قورن حجم التبادل التجاري الروسي مع دمشق وطهران بمثله مع الولايات المتحدة اذ على سبيل المثال فان معدل التبادل التجاري بين موسكو وواشنطن مع نهاية عام 2011 بلغ 9ر42 مليار دولار ، وبين بكين وواشنطن بلغ 36ر221 مليار دولاراذ تعتبر روسيا واحدة من اكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، في حين تعتبر الصين ثاني اكبر شريك تجاري للاميركان، فالمصالح وحسابات الربح والخسارة هي التي ستتحكم بهذا الموقف الذي يمكن اعتباره ورقة لتحقيق ماهو اعلى الاسعار وافضل العروض ؟ اما قاعدة طرطوس البحرية فيمكن التفاهم عليها مع الحكام الجد د حتى وان كانوا من { الاسلاميين } طالما ان هناك اتفاقية ثنائية توفر لسوريا مرودات مالية ، كما اشارت الانباء الى ان الدول الاوربية ومن خلفها الولايات المتحدة تحاول اقناع الروس بالعمل على ما يحفظ مصالحهم في منطقة الشرف الاوسط والعالم ولو كان ذلك على حساب حليفهم ( بشار الاسد ) وان هناك ضغوطات على ( بوتين ) لتغيير موقفه مقابل ضمانات بالحفاظ على المصالح الروسية في المنطقة والعالم لاسيما بعد ان اصبح رهان الروس في سوريا هو رهان على " حصان خاسر " فالتخلي عن اخرحليفين في المنطقة مرجح ولكن في اخر المطاف كما جرت العادة ومثالها التعامل مع العراق، لاسيما وان روسيا والصين لم تعملا اي شيء ازاء القرارات الدولية والاوربية بفرض العقوبات السياسية والاقتصادية على ايران بسبب الملف النووي وكذلك على النظام السوري ، اذ ظهرت تصريحات تشير الى ان الروس لايصرون على بقاء الاسد على رأس السلطة وانما يحرصون على الحل السياسي الذي لايتكرر معه " السيناريو الليبي " في سوريا؟ ثم ان روسيا والصين من الدول الكبرى وان علاقاتهما متشعبة واتخاذ اي قرار يخضع ليس فقط لحسابات الربح والخسارة والمصالح وان كانت اساسية وانما تتحكم في ذلك عدة عوامل داخلية واقليمية ودولية ، الخاسر في ذلك هي شعوبنا ودولنا وسوريا هي اليوم على رأس قائمة المطلوبين ضمن مخطط تدمير وتفتيت الوطن العربي ، وفي النهاية لن تجد من يقف الى جانبك ممن يسمون حلفاء؟ فالمخطط التآمري على الامة العربية شامل وليس فيه أستثناءات ؟ً مطلوب صحوة عربية وارادة مخلصة وجادة لتوحيد الصفوف والوقوف بقوة وصلابة بوجة المؤامرة التي تستهدف العرب وجوداً وخيرات وتأريخ وحضارة ، وليكف بعض الحكام العرب عن التآمر الذي زاد من الفرقة والضعف العربي ، فالاموال والاحتماء بالقواعد العسكرية الاجنبية لن تمنحهم الاّ صك استثناء وقتي فالدور سيطال الجميع ؟؟

 

 





الثلاثاء ٢٠ شعبــان ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / تمــوز / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. مأمون السعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة