شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد طول صبر ومعاناة حدد الشعب العراقي واتخذ قراره بان يجعل يوم غد الجمعة الخامس والعشرين من شباط 2011 موعد انطلاق ثورته الكبرى السلمية الديمقراطية الحقيقية لإعادة الاعتبار لسيادة الشعب وتوسيع الحريات الاساسية واحترام مبادئ حقوق الانسان ومكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين والمفسدين واستقلال القضاء والفصل الحقيقي بين السلطات وتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير الخدمات وفرص العمل لخريجي الجامعات والعاطلين والنهوض بالواقع الاجتماعي والاقتصادي والخدمي والدفاع عن الهوية الوطنية والأمن الجماعي .

 

ان تصور الفئة الحاكمة ان في إمكانها الاستمرار في نهجها التسلطي دون تعديل حقيقي لواقع الشعب الذي أوصلها الى سدة الحكم بأصواته أصبح وهما بعيدا عن الواقع وان اطلاق الوعود بالقيام بإصلاحات شكلية وسياسة ذر الرماد في العيون لكسب الوقت ما عادت تنطلي على احد وإذا توهمت ان الشعب لن يثور عليها وهي تسوق مزاعم عودة انصار النظام السابق او الارهاب والعزف على مكاسب طائفية أصبحت اسطوانة مشروخة لا تطرب الشعب ولا تحرك في نفوسهم سوى المزيد من الغضب لان الوضع في البلاد بات بحاجة الى إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية وخدمية حقيقية تتناغم مع طموحات الشعب وتعالج مشاكله وهمومه .

 

فالشعب اليوم أصبح مقتنعا ان غياب الديمقراطية الحقيقية والتحايل على إرادته وخياراته وحماية الحكومة للفاسدين والمفسدين هو السبب الجوهري لتردي الحالة العامة في البلاد ولا سبيل للتحرير والنهوض بهذا الواقع الا ببناء ديمقراطية حقيقية تحترم إرادة الناخب وتحترم حقوق الانسان وتقيم دولة القانون والمؤسسات الحقيقية وليس بالشعارات الكاذبة .

 

ان هشاشة التقاليد الديمقراطية داخل الأحزاب الحاكمة وفيما بينها تؤكد ان فكرة الديمقراطية ومبادئ حقوق الانسان لم تتحول لديها الى قناعة ورؤية للحياة ومرجعية يجب اعتماد مبادئها وقيمها وعندما نهض الشعب مدافعا عن حقوقه المشروعة طفت على سلوك الفئة الحاكمة ثوابتها الإيديولوجية وأزيحت الحالة الديمقراطية الى حالة ثانوية فكان القمع في الكوت والناصرية وبغداد والسليمانية ومدن اخرى والتهديد والترهيب بل ودعوة صريحة بعدم التظاهر او حضور التظاهرة يوم جمعة الثورة ومحاولة الاندساس في صفوف الثورة ورفع شعارات وصور تمجد رموز ومرحلة النظام السابق بهدف خلق البلبلة والتصادم في صفوف الثوار ليسهل عليها إجهاضها وتتوفر لديها العذر القانوني باستخدام القوة على أساس ان هذه الثورة او كما أطلقت عليها الفئة الحاكمة اعمال الشغب والفوضى يقودها حزب محظور بموجب الدستور يسعى الى إعادة العراق الى الوراء وعهد الديكتاتورية والشمولية وغيرها من المسميات .

 

ان على الثوار ان يعوا هذه الحقائق وان لا تنطلي عليهم الأكاذيب والشائعات وان لا يسمحوا باية شعارات حزبية او طائفية او أية صور ترفع خلال التعبير السلمي عن إرادة التغيير الحقيقية التي تريدها الثورة لاسترداد الهوية الوطنية للدولة واستئناف مشروع نهضتها والخلاص من الاحتلال والهيمنة الخارجية والتدخل في الشأن الداخلي من أية جهة كانت  .

 

ان المحتل الامريكي لم يأت الى بلادكم من اجل عيونكم وان حربها علينا وعلى بلادنا  كما ثبتت بالإحداث والوقائع لم يكن هدفها إزالة أسلحة الدمار الشامل وهو اعرف من غيرة بان العراق خال منها منذ العام 1995 وانما للسيطرة على ثرواتنا وفرض نموذج جديد من الحكام لتنفيذ هيمنتها وتخدم مصالحها الإستراتيجية في المنطقة على حساب حقوقكم ومصالحكم فالديمقراطية لا يمكن ان تبنى في ظل الهيمنة والاحتلال وانما تخلق أنماطا ديكتاتورية جديدة تعمل تحت إمرة الدولة المحتلة الحامية لها وسنوات الاحتلال الماضية أثبتت لكم ذلك .

 

أيها الثوار

انها فرصتكم التاريخية التي لن تتكرر فمحيطنا العربي يعيش حالة غير مسبوقة من النهوض والرغبة في التغيير الحقيقي أربكت الولايات المتحدة الامريكية والقوى الطامعة الاخرى ببلادكم فكانت ثورة الياسمين في تونس وثورة شعب الكنانة في مصر العربية واليوم يثور الشعب العربي في ليبيا فلتكن هذه الثورات الظافرة قدوة لنا في التضحية والإصرار والمطاولة

 

دافعوا عن ثورتكم وحقوقكم بكل قوة وبطريقة سلمية حضارية وليكن شعاركم حماية المال العام ومؤسسات الدولة وهي ملك لمكم ستعود إليكم بأذن مع انتصاركم .

ان ما جري ويجري في العراق منذ 2003 هو نتاج الغياب للحريات الحقيقية وفشل مؤسسات الدولة وانعدام الامن وقمع حرية التعبير والرأي الاخر وقمع منظمات المجتمع المدني والإعلام والصحافة ونتاج الخنوع دون ممانعة او مقاومة فازدادوا شراسة وسوءا وقمعا وانتهاكا لحقوق الانسان وهدرا للمال العام واستشرى الفساد الإداري والمالي في كل مؤسسات الدولة وسوقوا لنا أكذوبة أطلقوا عليها الديمقراطية التوافقية ليحقق لهم المزيد من المكاسب والسحت الحرام ووزارات ترضية ووظائف تمنح لحملة الشهادات المزورة والسارقين  ليحافظوا على كرسي الحكم .

 

لتكن ثورتكم سلمية ديمقراطية حقيقية تعبر عن إرادتكم الحرة في اختيار التغيير وصولا للحياة الحرة الكريمة تثبت للعالم قيمكم العظيمة وعمقكم التاريخي الكبير.

 

لتكن شعاراتنا غدا :

لا للاحتلال .... لا للفساد الإداري والمالي ... لا للطائفية ... لا لانتهاك حقوق الانسان ...لا مواطنة بدون ديمقراطية ولا ديمقراطية بدون مواطنة ... لا مكان للديكتاتورية في العراق باية صيغة كانت .

نعم لديمقراطية حقيقية حرة نزيهة ... نعم لتداول السلطة عبر صناديق الاقتراع ... نعم لقانون للأحزاب وقانون لحرية الصحافة ... نعم لمحاكمة سارقي المال العام وحيتان الفساد الإداري والمالي ... نعم لإطلاق سراح الأبرياء من المعتقلات ... نعم لدستور جديد يحقق الهوية الوطنية للعراق ويؤكد استقلاله وسيادته وكرامة شعبه ... نعم لمحاكمة كل منتهكي حقوق الانسان في العراق بصرف النظر عن الزمان والمكان ... نعم لفصل حقيقي بين السلطات ... نعم لقضاء مستقل نزيه ... نعم لبناء الدولة العصرية ودولة المؤسسات ... نعم لمجلس نواب يمثل إرادة الشعب الذي انتخبهم لا إرادة الأحزاب التي ينتمون اليها ... نعم لقوات مسلحة تحمى الوطن والشعب لا مكان فيه للتحزب والأحزاب ...

 

أيها الثوار

لا تختزلوا هموم الوطن ومواجع الشعب بالخدمات وكما تريدها الفئة الحاكمة ولتكن ثورة الجمعة المباركة أول خطوة في طريق التغيير الحقيقي في البلاد يعيد لنا كرامتنا وحقوقنا وتحريرنا واستقلالنا وهويتنا الوطنية فمستقبل العراق وأجياله في يمينكم والله ناصركم ومسدد خطاكم انه نعم المولى ونعم النصير.

 

 

المحامي

ودود فوزي شمس الدين

مدير المركز العراقي لحقوق الانسان

بغداد الثائرة ٢٤ شباط ٢٠١١

www.iraqihrcenter.org

 

 





الخميس٢١ ربيع الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٤ / شبــاط / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب المحامي ودود فوزي شمس الدين نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة