شبكة ذي قار
عـاجـل










لم تجلب لهم الحكومات المتعاقبة سوى القتل والدمار والتشريد , ونهب مدخرات البلد , واستنزاف خيراته , الذين يدعون الحرص على العراق من علمانيين ورجال دين يعملون لأجل مصالحهم الخاصة , بينما الشعب يعيش في فقر شديد , غير قادر على الايفاء بمتطلبات الحياة الرئيسية.

من يتصدرون المشهد , اوهموا الشعب بان البلد خرج من الفصل السابع ( اصبح مستقلا وسيد امره ) , لكنهم في حقيقة الامر كبلوه باتفاقيات مخجلة ومذلة سرية وعلنية مع الاطراف الاجنبية صاحبة المصلحة في استمرار الاوضاع المزرية , والحجة القضاء على تنظيم داعش الارهابي ( فزاعة ) , الذي انشأه الغرب لتدمير بلداننا العربية والإسلامية , وبث الفرقة بين ابناء الوطن الواحد , متبعين في ذلك سياسة فرّق تسدْ.

اصبح البلد ساحة للصراعات الاقليمية والدولية , تقام بها القواعد العسكرية , تخزن بها اخطر انواع الاسلحة ( كيماوية وجرثومية , وأخرى تحمل اليوارنيوم المنضب - ظهر ذلك واضحا وجليا من خلال التشوهات التي اصابت الاجنة , وأمراض السرطان ) , يزورها قادة ميدانيون وساسة اجانب يسرحون ويمرحون , لم يكلفوا انفسهم ابلاغ السلطات العراقية بذلك؟ يعتبرون انفسهم ليسوا ضيوفا لإبلاغ المضيف , فالذين يتصدرون المشهد السياسي كانوا بالأمس يتهافتون على العواصم الغربية والإقليمية لأجل تدمير البلد , اي انهم خونة وبكل معنى الكلمة , والخائن لا تهمه مصلحة شعبه , لقد تعود هؤلاء المرتزقة على طأطأة الرؤوس وتنفيذ اوامر اسيادهم بحرفية منقطعة النظير ( اوطانهم بطونهم ).

المحاصصة الطائفية لم ولن تبني بلد , لم يتعظوا بما حدث لأوروبا بالقرون الوسطى حيث طغت ( الطبقة الدينية ) ونكلت بالعلماء فكانت قرونا مظلمة , العلمانية والخروج من عباءة الدين لن يجدي نفعا , فالعلمانية تقتل في النفس مكارم الاخلاق وحب الاخرين , الحياة بلا دين اشبه بقطيع الحيوانات غير المتجانس يأكل بعضه بعضا عند الحاجة , هكذا يريدوننا قطيعا يقودوننا حيثما يشاءون وبالتأكيد الى السلخانة , هذا وللأسف ما تشهده بلداننا التي ابتليت بالربيع العربي , انه وبالا على شعوبنا الطيبة البسيطة.

المتصدرون المشهد لم يخجلوا من انفسهم , لقد ازكمت رائحتهم النتنة الأنوف ( السلب والنهب والصفاقات المشبوهة ) , لم يؤسسوا لجيش وطني وقوة امن تحفظ الكيان الذي يدعون الحرص عليه , استطاع تنظيم داعش الارهابي السيطرة على اكثر من ثلثي البلد في بضع سويعات , التنظيم حينها اصبح على تخوم العاصمة , ظل الساسة رهن الاقامة الجبرية بالمنطقة الخضراء الى ان فك التحالف الغربي اسرهم , ونجدهم بعد ذلك يتحدثون عن بناء الدولة والاستقلال , حقا انهم سفهاء القوم ابتليت العراق بهم , مصيرهم الى زوال.

لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى , المنطقة الخضراء , لم تعد امنة لهم , لم يعد امام الجماهير الكثير لتخسره , عليها الاحتشاد في ساحة التحرير بالعاصمة وبقية الساحات بمختلف المناطق , وتشكل تسونامي , ينبذ الطائفية والعرقية , ويجرف الاصنام من قصورها ( جحورها ) , ويعيد للبلد هيبته وللمواطن كرامته , التي مرغت في التراب على مدى الاعوام الماضية.

العراقيون ينتفضون على الطبقة الحاكمة التي اثرت في زمن قياسي ودخلت عالم السياسة من اوسخ ابوابه , ولطخت اياديها بدماء الشعب الذي انخدع بوعودهم المزيفة له , الديمقراطية المزعومة لم تجلب لهم سوى الدمار , اما حرية الرأي والتعبير , فهي في احسن الاحوال تجرهم خلف القضبان , او جثث تطفوا على نهر الفرات ( حيث تتحلل وتصبح بترولا ) الذي اوشك على الجفاف , بسبب السدود التي اقامتها الدولة التركية ولم تحترم نصيب العراق , كيف لبلد ان يحترم وساسته يتصارعون على السلطة , يتقاسمون المغانم , ويرقصون على جثث الابرياء , للباطل جولة وللحق جولات.





الاثنين ٨ صفر ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / تشرين الاول / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ميلاد عمر المزوغي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة