شبكة ذي قار
عـاجـل










۞ الصدر مُتنفسْ الاحتقان وصراع القوى الفاسدة والعميلة في العراق .
۞ سائرون ، أحد أركان مسرح توزيع الأدوار الإيرانية في العراق .
۞ الصدر رغم اختلافاته الظاهرية مع القوى الطائفية فهو أحدهم .
۞ سائرون ، نقطة الارتكاز الإيرانية الراهنة لتجميع القوى الطائفية الفارسية .

من بداياتها ، تسعى إيران لإبقاء قواها وأحزابها وميليشياتها كتلاً متفرقة عدداً يبلغ قرابة (164) حزباً وتنظيماً ودكاناً لتصريف السياسة الفارسية في العراق ، إضافة إلى عدد مكاتب الأحزاب وميليشياتها وافتتاح دُور المتعة الدعارة في كل مكان .. ولا ترمي إيران إلى جمعهم قوة ( شيعية ) طائفية واحدة ، لأنها تريد من هذا التفرق والعدد الكبير شرذمتهم في أحزاب انشطارية وميليشيات ، تكون السيطرة عليها وتوجيهها ، كونها متفرقات يمكنها من ضرب هذا الحزب بذاك الحزب أو هذا التشكيل المليشي بذاك ، في الوقت المناسب وحسب مقتضيات المصلحة الإيرانية الخبيثة ، على الرغم من وجود مشكلات وثأريات وصدامات سابقة في ما بينها ، وخاصة بين تيار مقتدى وحزب الدعوة ، وبين مقتدى وتياره بالضد من الحكيم ومنظمة بدر !! .

- في إطار هذه اللعبة الفارسية الخبيثة ، التي تديرها استخباراتياً طهران ، قُسِمَتْ الأدوار على المسرح السياسي العراقي المأزوم ، الذي ينخره الفساد حتى نخاع العظم ، وتركتْ ميليشيات ( بدر - هادي العامري ) وميليشيات ( العصائب - قيس الخزعلي ) وميليشيات (حزب الدعوة - نوري المالكي ) وميليشيات ( حزب الدعوة - حيدر العبادي ) وميليشيات ( مقتدى الصدر - سرايا السلام ) ، قياداتها المرتبطة بإيران على وفق مقاسات معينة تعتمد توزيع الأدوار ( المتشددة واللينة والموازنة ) ، ويتربع مقتدى الصدر وميليشياته " سرايا السلام " مقدمة قوى التوازن التي يمكن تسميتها ببيضة القبان !! .

فقد خدع الكثير من الناس البسطاء بمظاهراته المليونية كل جمعة ، يليها اعتكافة في طهران بالقرب من مرجعيته ( كاظم الحائري ) ، وخدع الآخرين بدعاوى محاربة الفساد والمفسدين واقتحم أنصاره مبنى البرلمان بمسرحية فاضحة ، تراجع بعدها ليعتكف في خيمته بالقرب من البرلمان .. وخدع الخارج بتصريحاته التي فسرتها بعض الدول العربية على أنها ( وطنية وعروبية ترمي إلى عودة العراق إلى أحضان أمته العربية ) ، ولكن ما يجري على أرض الواقع يشير ويقرأ غير ذلك تاماً .. فقد دعا إلى محاربة الفساد والمفسدين وكتلته تعمل في وسط الفساد والمفسدين .. ودعا إلى تغيير مفوضية الانتخابات وتحجيم القضاة الذين يرتبطون بأحزاب العملية السياسية ، وهو قضاء مسيس ويفتقر إلى أبسط مقومات العدالة والنزاهة ، ولم يعرض ملفاً واحداً يكشف عن الفساد لا من تيراه ولا من أحزاب السلطة وفي مقدمتهم حزب الدعوة ( العدو اللدود ) ورئيسه المجرم الفاسد نوري المالكي .. لا أحد يستطيع فتح ملفات الفساد لأنهم جميعاً فاسدين فمن يجرأ على ذلك ؟ ، فهو يعلن شيئاً ويعمل من وراء الكواليس شيئاً آخر تماماً ، كما فعلها حين التقى هادي العامري حليفاً له وهو يصف ميليشيات بدر الفارسية بأنها ميليشيات وقحة !! .

- إن كلاً من هذه القوى يرتبط بـ( مرجعية ) هي الأخرى متنوعة .. ومن هذه المرجعيات القابعة في مدينة ( قم ) آية الله ( كاظم الحائري ) وهو مرجعية فارسية لا يستطيع الصدر مخالفة توجيهاتها أبداً ، إلا في إطار مهمات محددة يقتضيها أسلوب توزيع الأدوار كلما كان ذلك ممكناً .

ومن الصعب الاعتقاد كلياً أن اختلاف المرجعيات يشكل عائقاً أمام الموقف الذي تريده إيران أو يشكل تقاطعاً أو قطيعة ، فمهما يقال بأن ( السيستاني ) لا يؤمن بولاية الفقيه ، وإن الصدر لا يؤمن بولاية الفقيه .. ولكن الصدر يؤمن بمرجعية ( كاظم الحائري ) ، التي تؤمن بولاية الفقيه ، وكل هذا من باب تصريف الأوهام وخلط الأوراق .. فإذا كان الصدر وطنياً وعروبياً فلماذا لا يفك إرتباطه بـ( كاظم الحائري ) ؟ ، ولماذا لا يجعل إرث والده مرجعاً مثلاً لتوجهات وطنية ومذهبية بعيداً عن الوصاية الفارسية ؟ .

- فشل حزب الدعوة ، وفشل تنظيم الحكيم ، والفضائح التي كشفت سلوك ميليشيات هذه الأحزاب الإجرامي بحق الإنسانية ، طالما أرادت إيران ذلك .. جعل الدولة الفارسية العميقة في العراق تعاني من عزلة قاتلة جماهرياً ومن عزلة إقليمية ودولية ، فأين هو المخرج ؟ ، ويبدو أن المخرج الوحيد هو تبديل الوجوه المستهلكة كوجه ( نوري المالكي ) و( حيدر العبادي ) على سبيل المثال ، وهما من حزب الدعوة .

- توزيع الأدوار ممثل بسائرون - مقتدى الصدر الذي هو مصدر ( تنفيس ) لحالات الاحتقان التي تصيب الشارع العراق لتمتصب غضب الناس من جهة و( استقطاب ) عدد من الاتجاهات المدنية الغشيمة وتحفز الشارع العراقي على الانتخابات العقيمة ، لكي يقوم بالتالي بتجميع القوى الرئيسية الخاسرة والفاشلة والمنبوذة حوله ليستقروا على النسب التي تمخضت عن الانتخابات الألكترونية المزورة ، وهو الأمر الذي يشهد له العالم كله ، ( 54 – للصدر ) و( 47 – لبدر - هادي العامري ) و( 42 - للعبادي- حزب الدعوة ) و( 26 – للمالكي - حزب الدعوة ) ، إلخ .. حيث المرحلة الموكولة للصدر تقتضي تشكيل ( الكتلة الأكبر ) من كل هذا الأرقام الطائفية وحسب تسلسلها ، الذي وضعته أنامل السفير الأمريكي والإيراني في بغداد بعد مشاورات قاسم سليماني ومسرحية تهديد الصدر بالقتل !! .

- ثم جاءت مسرحية تفجير كدس العتاد المدفون في مدينة الصدر معقل الصدر ، ثم إشعال البنزين في صناديق الاقتراع في الرصافة لإخفاء جريمة التزوير المدانة اجتماعياً وقانونياً واعتبارياً وعلى مستوى العالم .. ومع ذلك ، تستمر الصفاقة وهي تكشف عن وجهها الخبيث المخادع بين ( مقتدى الصدر وهادي العامري ) بين سائرون وبين منظمة ( بدر ) الإرهابية التي ترتبط بإيران ارتباطاً أيديولوجياً وتسليحياً وتمويلياً وتنظيمياً ، واتفاقهما على تجميع ما يمكن تجميعه من أرقام مقاعد العبادي والمالكي والحكيم وغيرهم على أساس ( الكتلة الأكبر ) لتشكيل الحكومة !! .

- ما الذي تغير ؟ ، هم أنفسهم ، نفس الوجوه ( هادي العامري – بدر – إيران ) و( العبادي – الدعوة – إيران ) و( المالكي – الدعوة – إيران ) و( الحكيم – الحكمة – إيران ) و( مقتدى الصدر – سائرون ، تيار المهدي – إيران ) .. فما الذي تغيَرَ في هذه ( الخبطة ) التي رتبتها إيران وأمريكا ؟ ، فما الذي حصل من جديد ؟ ، حزب الدعوة الذي كان في المقدمة احترقت أوراقه بعد أن أحرق العراق وأصبح في الخلف دون حساب أو عقاب ، وحل محله الجناح العسكري ( بدر ) التابع لإيران رسمياً ؟ ، لا شيء قد تغيرَ أبداً .. تغيير الوجوه وتغيير اللعبة بتشكيل دكاكين وتقسيم الأدوار تحت أنظار المخرج الإيراني والمنتج الأمريكي والكمبارس ( الشيعي – الفارسي ) الطائفي والمحيطين من المرتزقة .

- الحكيم الفارسي ( بدر ) بات في المقدمة وبوجه ( هادي العامري ) ، وتراجع المالكي ( الدعوة ) إلى الخلف ليشكل الظهير لما يسمى بـ( الكتلة الأكبر ) ، لتعود الحلقة الإيرانية المفرغة تدور ، وشعب العراق يتسائل ما الذي تغير ؟ ، لماذا لا يكون العراق دولة مستقلة ذات سيادة ؟ ، لماذا هذا الانتهاك القبيح الذي لا يرضى عنه أخس البشر في تلاعبه وتطاوله وقباحته وصفاقته ؟ .

على الشعب العراقي أن يدرك .. أن لعبة الكتلة الأكبر وبيضة القبان الصدرية وتحالفات طائفية فاسدة ستدفع العراق إلى الهاوية إذا لم يقف موقفاَ شجاعاً يسجله التاريخ .. فمتى يدرك العقلاء والحكماء والشرفاء أن الحق لا يؤخذ بالرجاء والمداهنة والتوسل .. إرجعوا إلى عمق التاريخ أيها الناس ؟ .





الاحد ٣ شــوال ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / حـزيران / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق الدكتور أبو الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة