شبكة ذي قار
عـاجـل










ضاقت الأرض على ساكنيها وحاصرت الأزمات محبيها في تلك الأرض الشرقية الساعية للإستقرار منذ أكثر من عقد زمان, هوجمت بالغربان والحشرات حتى دمرت محاصيل خيرها, ونفثت النار فيها أجيجها بإدعاء حمايتها, حتى ما عاد الأخضر فيها أخضراً وفسحت الأبواب أما زائر الطبيعة الرملي.

تأزمت العاصفة وإنفجرت أحداثها فتلك ثورة إختناق وهذه إنتفاضة تسمم, تهدف جميعهن للنيل من المواطن العراقي المحاصر بين أحلام الحياة وكوابيس الديمقراطية الزائفة.

لم يمر زائر الطبيعة الرملي مرور الكرام على أرض الرافدين, فقد شهدت المحافظات المستهدفة إرتفاع حالات الإختناق في ردهات المستشفيات المهملة, وغُطِيَت المباني بالثوب الرمادي نتيجة لـ ( حسن عناية ) السادة المسؤولين, فلم يشهد العراق رغم نهريه الخالدين وينابيعه المنتشرة بسواقيها أي حملات تخضير أو تشجير للمدن أو ما حولها, مما وضع المواطن أمام موقف لا يحسد عليه وسط هذه الهجمات الرملية المتكررة.

حيث شهدت مستشفيات بغداد حسب مصادر إعلامية عدة حالات إختناق خلال يومين فقط, غالبيتهم من الأطفال وكبار السن, مما سبب أزدحامات داخل أروقة هذه المستشفيات, حيث لم تتخذ وزارة الصحة إستعدادها رغم كل التحذيرات التي أطلقها ناشطون ومؤسسات مستقلة.

في الوقت الذي يحتاج فيه العراق الى تمركز لجان مختصة عند كل منطقة أو حي للإحتراز والطوارئ وتطبيب الحالات المرضية الحرجة, وبالأخص امراض الربو وغيرها من أمراض الرئة والجهاز التنفسي, الأمر الذي تستعد له بقية دول العالم المقدرة لمدى مسؤوليتها وواجبها إتجاه مواطنيها.

كما إن مواطني ( جمهورية الغبراء ) في الخارج لم يسلموا من غبارها, حيث أعلنت مكاتب الخطوط الجوية العراقية تأجيل كافة الرحلات المتوجهة لبغداد, كمثال لما حدث في مطار أتاتورك بإسطنبول التركية حيث يرقد مسافري الرحلات الجوية على مقاعد صالات الإنتظار منذ يوم أمس وحتى اليوم, الأمر الذي دفع عدد من المواطنيين بتقديم شكوى لإدارة المطار المذكور الذي أبدى إستياءه من هذه الحالة, وصرح بإنه يحاول الإتصال بمكتب الخطوط الجوية في بغداد من دون أن تفلح المحاولة كما أشار في تصريحه للمصدر الذي فضل عدم ذكر إسمه إن جميع خطوط إتصال أبراج مراقبة مطار بغداد الدولي مقطوعة أو مشغولة, الأمر الذي زاد من إستياء المواطنين إتجاه هذه الأزمة المهملة حكومياً.

وفي مقارنة مع ما تبذله الخطوط الجوية الأخرى من توفير كل سبل الراحة لمسافريها, وتأمين منامهم وطعامهم في حالة تأخر رحلة أو حدوث طارئ ما, هذا ما لم ولن يجده المواطن العراقي من خطوط جو بلاده أو حكومته.

مثل هذا الأمر ليس بجديد على مسافري الخطوط الجوية الرملية, فقد حدث ما هو أصعب وأثقل عدة مرات كان أخرها رحلة عودة حجاج بيت الله الحرام ونومهم في باحات مطار جدة الدولي لمدة ثلاث أيام وأكثر بعد تعطل طائرتهم.

هل كان الفرد سيواجه مثل هذه التراجيديا لو كان أحد مواطني محترمي المواطنة, أم هل كان السادة أعضاء ووزراء ونواب الخضراء وأهلهم وحاشيتهم سيواجونها, وهل لا تزال الخضراء خضراء بعد هذه الأزمة الغبراوية, وهل لا يزال هناك مؤمنين بالديمقراطية الأمريكية أو ما يسمى بالعراق الجديد وعمليته السياسية.

لثمت معالم بغداد بالرماد ولثم التعب والنعاس المسافرين على متن مصاطب الغبار, وتزداد يوماً بعد الأخر حالات الإختناق من اليأس والرمل.

نأسف على الحال وما الحال إلا من حال البلاد, هي سبع سنين مضت من الإهمال وزد عليها الضعف منحدراً, كأن سنوات يوسف العجاف قد حلت على الرافدين.

سنوات يوسف العجاف لابد أن تجري هاربة وإن بعد حين.





الاحد ١٦ صفر ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / تشرين الثاني / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مهند الدوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة