شبكة ذي قار
عـاجـل










 المقدمة :

- الثلاثي : أمريكا - الأتحاد الأوربي ( الناتو ) - روسيا .. مساحة للتحليل:

- هل هنالك إختلافات بين الأدارتين أوباما وترامب، أم إنهما متكاملتان؟

- مقاربات جيو- سياسية في ضوء واقع التمدد الأيراني :

1- بقية .. الثلاثي: أمريكا- الأتحاد الأوربي ( الناتو ) - روسيا :

- إحتمالات عدم قدرة بعض أعضاء الناتو على الأيفاء بألتزاماتهم .. ماذا سيحصل؟ ، هل سيعرض الحلف الأطلسي إلى الضعف والتصدع، وإستحالة قيام تحالفات الشراكة الأستراتيجية - التي أعتمدها بوش الأبن في حملته العدوانية على العراق - . وعند حدود هذه الحالة سينشأ ( فراغ ) الأمن في القارة الأوربية، ويرتفع منسوب التدخل الروسي، والصراعات قد تفضي إلى حرب شاملة، تكون نفقاتها باهظة لا تقارن بـ ( 2% ) من الأنفاقات العسكرية المطلوبة للعضو الواحد .. هذا ما يقوله الخبراء السياسيون المختصون في هذا المجال.

- إن بقاء الحالة هذه سيشجع موسكو على المزيد من المغامرات والتمدد في الجسد الأوربي، على أساس المجال الحيوي .. وهو الأمر الذي يخلق ردود أفعال وإستقطابات، لا تصب في المصلحة الأمريكية بحال، وخاصة بعد خروج بريطانيا وتنامي القوة الألمانية .. وهذا يعطي مؤشرًا إلى أي إتجاه أمريكا ستتجه؟!

- حققت إدارة ( ترامب ) صفقات بمئات المليارات من الدزلارات في مبيعات السلاح الأمريكي والأستثمارات العربية في البنى التحتية الأمريكية ومساعدتها على ترميم أوضاعها الداخلية بهدف أن تفي أمريكا بألتزاماتها ووعودها .. ولكن، الذي ظهر من الأدارة الأمريكية لحد الآن:

التأكيد على التحالف الوثيق مع دول الخليج العربي وعزم الولايات المتحدة على وقف وتحجيم التمدد الأيراني .. بيد إنها لم توضح أو تبدي إجراءات بهذا الشأن لحد الآن .. فيما تستمر إيران في تمددها في ممر العبور إلى البحر الأبيض المتوسط لتأمين خط الأمدادات الأيرانية صوب ذراعها الأرهابي ( حزب الله ) في الجنوب اللبناني - عدا إنتهاء دراسة الكونغرس إعتبار الحرس الأيراني منظمة إرهابية، بعد أن أعتبرت فيلق القدس الأيراني منظمة إرهابية ، والتأكيد على أن أمريكا تضع الحشد الشعبي الأيراني في دائرة الأرهاب - .

إلى أين تتجه منطقة الشرق الأوسط؟

البعض يسئل، هل الأتجاه نحو الحروب بالوكالة.؟ ، ولكنها حروب واقعة فعلاً، وإن السؤال في هذا المجرى يتوجب إعادة صياغته .. كيف يخرج الشرق الأوسط من أزماته؟ وهل هو ساحة إختبار لبلورة سياسات دولية وإقليمية؟

- إن المقارنة، في مسألة ( تراكم ) المؤشرات، التي قد تتشابه، مع مؤشرات سبقت الحرب العالمية الأولى والثانية .. هي في حقيقتها مؤشرات متقاربة ولكنها تقع في مقاربة مهمة يمكن استخلاص نتائج ذات مدلولات تؤشر واقعًا يتبلور .. لأن المؤشرات السابقة وتراكمها كان يخلو تمامًا من عامل ( الردع النووي الشامل المؤكد ) ، وعلى أساس غياب هذا العامل اندلعت الحرب العالمية الأولى والثانية، رغم أنها أختتمت بقنبلة ( هيروشيما ونكزاكي ) ، فأن الثالثة ، هي مجرد حروب بالوكالة محدودة ومسيطر عليها، ومن الصعب تصور اندلاع حربًا عالمية غير تقليدية .. لماذا ؟ لأنها لا تبقي ولا تذر ولن تصلح الكرة الأرضية للعيش حتى بعد خمسمائة عام. لذلك، فأن الكوابح هي الأكثر ثقلاً في لجم أزرار الحرب النووية الشاملة .. يبقى نوع الأستخدام للقوة في اطار الأحتمالات المؤكدة التي ستبقي الحرب التقليدية محدودة رغم خطورتها، لأن الأسلحة الراهنة المتطورة وطبيعة استخداماتها باتت اكثر تدميرًا .. كالقنابل الفراغية والنووية التكتيكية المحدودة - التي استخدمها المحتلون الأمريكيون خلال حملتهم على مطار صدام الدولي لأحتلال العاصمة بغداد .. فضلاً عن استخدام اسلحة اخرى محرمة دوليًا مثل قذائف الفوسفور الأبيض التي أستخدمتها أمريكا في الفلوجة وتستخدمها في حربها على مدينة الموصل التي تغص بالمدنيين الأبرياء حيث قتلت الألاف، واعترفت رسميًا بذلك - وكذا ذخيرة اليورانيوم المنضب التي أسفرت حتى الآن عن تشوهات خلقية وسرطانات بالجملة .. هنا تكمن مسائل الردع التقليدية، التي اتخذت مسارًا يتوجب وضعه في دائرة الضوء ومتابعته من لدن المعنيون بمسائل جرائم الحرب وتكريس ( الردع القانوني والعقاب ) لمنع إستخدام أسلحة الدمار الشامل، ومنع إندلاع الحروب أصلاً .

- الأقتصاد يشعل الحرب ويغذيها، وقد يطفئها أيضًا ، وهو قد يكون ذريعة أو تبريرًا لفعل السياسة وإذا كان مسار الأحداث الراهنة المثارة بدوافع الأقتصاد، فأن توجهالـ ( Geo-Economy ) في العمق الآسيوي يمكن تلمسه .. فالصين دولة ذات توجه إقتصادي كبير، من الصعوبة التعامل معها على أساس ( القوة ) وإستفزازات التهديد، إنما يمكن التعامل معها على وفق منظور ( الأقتصاد التنافسي ) .. وأمريكا دولة تتجه نحو ترميم وضعها العام المرهون بعامل القوة إن دعت الضرورة، هي الأخرى يمكن أن تضع الأقتصاد التنافسي في إطار إستراتيجي .. وروسيا دولة تتجه إلى ( عسكرة ) سياستها الخارجية عن طريق إستخدام القوة، وهو إتجاه يبدو قلقًا ومتوترًا ومأزومًا بسبب 1- الشعور بالحاجة للرجوع إلى المكانة الدولية 2- السلوك الذي أنتج العقوبات الدولية، أوكرانا، وشبه جزيرة القرم،3- وزحف الناتو على المجال الحيوي الروسي، ومطالبة روسيا بالأنضمام إليه .

- معظم الملفات الساخنة ترتبط بواقع ( دفاعي ) وبعضها إستهلاكي نفعي ( براغماتي ) ، وليس هنالك مخارج عدا السياسة التي لن تغلق أبوابها وتظل مفتوحة .. ولكن فرض الشروط السياسية عن طريق القوة لن ينفع في حل المشكلات، لأن إرتداداتها وتراكمات هذه الأرتدادات ستجعل منها مصدرًا يصعب تحمله ويعرقل الحلول .. مثلاً:

- ( إيران ) هي دولة تجازف منذ عقود بمصير شعوبها من أجل التمدد بخيار الحرب التي تسميها تصدير الثورة وهو خيار يتعارض مع القانون الدولي وسياسات العالم، وإن الأرتدادات الناجمة عن هذا السلوك غير الواقعي باتت واضحة تمامًا على الداخل الأيراني الذي هو على طريق التصدع والتفكك كلما استمر خيار التمدد الخارجي لأي ذريعة كانت .. فمن الصعب أن تستمر الشعوب الأيرانية على نهج الحرب منذ عام 1979 وحتى الآن، فيما تعاني من التردي والتراجع والتفسخ الأخلاقي والقيمي .. فالأرتدادات هي قانون يصيب أفعال السياسة.

دعونا نرى ما قاله تقرير "مجلس الأقتصاد الأسلامي الأيراني" :

- يصف الوضع الأقتصادي الأيراني بالتضخم مزدوج الأرقام بلغ 50%.

- وإن معدلات البطالة بين الشباب من الجنسين تجاوز نسبة 30% .

- والآف الشركات المملوكة للقطاع الخاص قد اعلنت افلاسها .

- وإن ملف السياسة الخارجية الأيرانية يعكس حالة من الفشل .

- وإن ايران تعاني من عزلة دولية اكثر من اي وقت مضى .

- وتظهر استراتيجية إيران ( التوجه شرقًا ) التي صممها علي خامنئي، فشلاً ذريعًا، لأنها مبنية على الوهم وليس على الحقائق الواقعية.

- وإن التورط الايراني باهظ التكاليف في مستنقعات سوريا والعراق ولبنان واليمن .

- ادينت ايران بانها تحتل، في سجل احكام الأعدام، المرتبة الأولى عالميًا .

- وتحتل ايران المرتبة الثانية عالميًا من حيث عدد السجناء السياسيين .

- كما انها تتصدر أولى دول العالم من حيث إغلاق الصحف والمواقع الألكترونية وإلقاء القبض على المواطنين لأتهامات وهمية، والتقييد على حريات ورغبات المواطنين المشروعة وحاجاتهم وآرائهم وما ينتجونه من كتب ومؤلفات حتى الموسيقى لم تسلم من تقييدها .. فيما يتصدر الفساد سمة الحكم حتى اصبح خارج السيطرة، كما هو الحال في العراق.

- وإن 25% من الواردات الايرانية تمر عبر الموانئ غير القانونية والقنوات السوداء الخاضعة لسيطرة الشبكات الأمنية والعسكرية التي يديرها الحرس الأيراني.

إذن .. إيران أمام خيارين لا ثالث لهما : إما أن تعيد صياغة إستراتيجيتها لترجع إلى ما وراء حدودها الأقليمية وتكرس وضعها على اساس معالجة واقع إقتصادها وبنيتها التحتية ووضعها الأجتماعي في ضوء معطيات التنمية المستدامة، وتتخلى عن نهجها الأستفزازي الخارجي . أو : تبقى على خيار الحرب بالوكالة غير المأمونة، لأن حقائق الواقع الموضوعي لا تسمح بأستمرار التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى لأي ذريعة كانت، وتحملها مسؤولية الأستمرار والتعنت .. كما حصل لها حين أصرت على خيار إستمرار الحرب على العراق والتعنت في إستمرارها طيلة ثمان سنوات .. ونتيجة هذا الخيار والتعنت هو الخسارة والأنكسار والتراجع وشرب السم الزعاف.!!

- ويبدو إن النظام الطائفي الفاشي الأيراني قد استبقى خيار الحرب والأستمرار فيه والتعنت سمة النظام حتى ( يسقط الفأس بالرأس ) ، كما يقال، لأن الأمر في كل الأحوال، هو مأزق ( Dilemma ) ، مأزق البقاء على نهج التمدد، وسقوط عند الرجوع إلى الداخل .!!

- بينما روسيا وعسكرتها لسياستها الخارجية فالأمر يختلف، فهو مرهون بتسويات قمة ، لنزع الضغوطات ورسم سياسة مشتركة أسمها ( الصراع والتنافس ) .. هذا ما تريده موسكو .. التنافس والعودة إلى الحرب الباردة التي من الصعب رؤيتها على مستوى القطبية الثنائية التي إنهارت.!!

الأختلاف والترابط بين إدارتي ( أوباما ) و ( ترامب ) :

- إدارة ( أوباما ) كانت تتبع سياسة الغموض ممزوج بالمراوغة والخبث، وخاصة في خيارها وإتساقها مع ( التيار الأسلاموي ) ، وهي سياسة موروثة منذ دخول جيوش الأتحاد السوفياتي في أفغانستان وظهور مسلسل ( أبن لآدن ) والقاعد وانتشارها وتغولها، انتقلت من إدارة أمريكية إلى أخرى، حتى بلغت إدارة ( أوباما ) فبنى إستراتيجيته على أساس ( القفاز الأستخباراتي الناعم بعيدا عن القفاز الحديدي الذي أتبعته إدارة بوش الأبن ) .. فقد عملت الأدارة مع التيار الأسلاموي، وفي المقدمة منه الأخوان المسلمين بواجهاته المختلفة شكلاً وتسمية كحزب الدعوة الذي يحكم العراق، وهو فرع أساسي من فروع هذا التيار، وأعتبرته خيارًا ( إستراتيجيًا ) ، بمقدوره - حسب إدارة أوباما- أن يطوي صفحة النظم العربية ويعيد ترتيب الـ ( جيو- سياسة ) بواسطة هذا التيار وخاصة جناحه الشرقي ( إيران ) ، فأشعلت واقع المنطقة بسياسة أسمتها ( الربيع العربي ) بأدوات محليه، وسمحت إدارة ( أوباما ) لأيران بالتمدد، فيما أخذ الملف النووي يلعب دورًا مخادعًا جعل العالم يعيش حالة من القلق والغموض حيال النتائج غير الساره التي يفصح عنها مسار المفاوضات المريبة وأثارها الوخيمة على الأمن والسلم الأقليمي والدولي .. لقد خدع ( أوباما ) المجتمع الأمريكي، وخدع الكونغرس وخدع وحدة الأستخبارات المركزية الأمريكية بأفكار أسماها ( أصبح العالم أكثر أمنًا ) وهي العبارة التي أطلقها ( بوش الأبن ) وورثتها إدارة البيت الأسود .. عدا الخارج الذي كان وما يزال يتوجس خيفة من هذه الأتفاقية التي تشرعن إمتلاك إيران للقدرة النووية والصاروخية البالستية .. إلا أن سقوط نظام ( مرسي ) في القاهرة وإنكشاف لعبة أمريكا في تصعيده إلى سدة الحكم بملايين الدولارات، والتي لم تدم طويلا، بفضل يقظة الشعب العربي في مصر، سوى بضعة شهور.!!

- إن وراثة إدارة ( بوش الأبن ) لسياسة التعامل مع ( التيار الأسلاموي ) ، التي أعُتمِدَتْ منذ نجاح إدارة ( ريغان ) لأسقاط الأتحاد السوفياتي .. هو ما استمرت عليه إدارة ( أوباما ) ، إعتقادًا منها بأنها قادرة على تحقيق مشروع ( الشرق الأوسط الكبير ) .. ولكن التحولات التي جرت بعد إنهيار الأتحاد السوفياتي وأفول الحرب الباردة، لم تكن ساحاتها تسمح بالتنفيذ على النمط السابق ذاته .. والدليل في النتائج التي تركت ( الشرق الأوسط ) ركامًا من الحجارة وبحيرات من الدم وملايين البشر في العراء .. وما تزال هذه السياسة قائمة تتمثل بالتمدد الأيراني والتدخل العسكري الروسي والأيغال الأسرائيلي في قضم الأرض الفلسطينية وتشريد شعبها .. فضلاً عن إرهاب الدولة الأيرانية الذي ضرب المنطقة كما ضرب العمق الأوربي ايضا .

- إدارة ( ترامب ) ، رغم إنها ما تزال تلعب على وتر سياسة محاربة الأرهاب ، إلا انها أدركت فداحة المسار الذي تمادت في نهجه إدارة ( أوباما ) وسابقاتها، بحيث بات يؤثر على المصالح الأمريكية - كذب أسلحة الدمار الشامل - التعامل مع القاعدة - تهديد الجيران - وإنعدام الحرية والديمقراطية . إذن .. بدون إعتراف أمريكا بإرتكابها جرائم الحرب في العراق بإحتلاله وتدميره وتشريد شعبه منذ أربعة عشر عاما، وتقديم ( بوش الأبن ) و ( أوباما ) للمحاكم الأمريكية أولا ولمحكمة الجنايات الدولية ثانيًا في ضوء أكداس من الأدلة والقرائن والشهود، فأن الأعتقاد سيسود العالم بأن الأدارات الأمريكية المتعاقبة على البيت الأبيض هي مجرد أداة تنفيذ لأستراتيجيات ثابتة تعتمدها الدولة الأمريكية وليس بمقدور أي رئيس أن يغيرها أو يحرف مساراتها إلا بمقدار مبدأ الرئيس الذي لا يخرج عن إطار تلك الأستراتيجية وأهمية أدواتها.

- مقاربات جيو - سياسية في ضوء واقع التمدد الأيراني :

- ملامح الأستراتيجية الأمريكية لأدارة ( ترامب ) :

يتبــع .. 





الجمعة ٢١ رمضــان ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / حـزيران / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة