شبكة ذي قار
عـاجـل










لا ننكر أن الفساد الإداري والمالي كان موجوداً خلال العهد الوطني العراقي من العام 1921 وحتى 2003 سنة غزو العراق والاحتلال الأمريكي – الإيراني، ولكنه، أبداً، لم يكن ظاهرة، في يوم من الأيام، وكان سيف الحكومات المتعاقبة مسلطاً على الفاسدين، والسجون ملأى بهم والاحتقار الاجتماعي يلاحقهم.
 
 وبعد الاحتلال الأمريكي – الإيراني للعراق شاهد العراقيون العجب من ألوان هذا الفساد وأنواعه، والغريب أن الفاسد في الحكومات، التي فرضها ذلك الاحتلال المركب، إذا اكتشف فساده فإنه يكرم بدل أن يعاقب.
 
 والأغرب أن الفساد امتد إلى المنظمات الشعبية والجمعيات والنقابات، التي يفترض أن يخطب نقيبها ورئيسها ودّ الأعضاء ليجددوا انتخابه، لكن يبدو أن الفساد دبّ إلى انتخابات النقابات والجمعيات والمنظمات الشعبية أيضاً.
 
 راجع صديق لي نقابة المحاسبين والمدققين في المنصور، وأخبرني أنه امتلأ تفاؤلاً بسرعة إنجاز معاملته بتجديد هوية، عندما وجد مدخل النقابة مزدحماً بشعارات مكافحة الفساد والحثّ على النزاهة، وصورة النقيب الدكتور رافد النواس أمام قدر حسيني كبير يسهم في طبخ الطعام لمناسبة حسينية مع صور له مع مدحت المحمود في مؤتمر من المؤتمرات، فأيقن أن النقيب من ذوي التقوى والنزاهة والصلاح، ولكن يقينه بدأ يتزعزع عندما وجد رجال حماية يستقبلون المراجعين، ولا تصل، إذا سمح لك بالوصول إلى مكتب السيد النقيب، إلا بعد أن تقطع مسافة طويلة، واكتشف أن السيد النقيب لا يقابل مراجعاً إلا بعد شهرين، وأن محاسب النقابة لا يجدد هوية عضو فيها إلا بعد دفعه مليون دينار، على سبيل الرشوة، وإذا جاء صاحب شركة يطلب محاسباً لشركته، هو يختاره، فيتوجب عليه دفع مليون بالإضافة إلى مليون تجديد الهوية، مع شرط أن يقيل صاحب الشركة هذا المحاسب بعد شهر ليتسنى لمحاسب النقابة بيعه إلى صاحب شركة أخرى وهكذا.
 
 في عراق الاحتلال الأمريكي – الإيراني لم يعد هذا الأمر مستغرباً أو مثيراً للعجب بعد أن لهم الفساد مئات المليارات الممليرة من ثروات العراقيين لا يدري أحد مصيرها إلى الآن وفي أي جيب استقرت.
 
 وأخيراً، نقول للدكتور رافد النواس : ارفع صورة الطبيخ الحسيني من مدخل نقابتك لأنك إذا أردت بها أن تتزلف إلى الإمام الحسين عليه السلام فإنه مقتص منك، إن عاجلاً وإن آجلاً، لمحاولتك خداع الناس باسمه، وإن أنت تريد بها خداع العراقيين بأنك سائر في طريق الإمام الحسين عليه السلام فالعراقيون سرعان ما اكتشفوا كذبكم، وإذا كانوا ساكتين اليوم فلأن يوم حسابكم لم يئن بعد، وإذا كنت لا تعلم فإن تجديد الهوية لأي عضو في النقابة هي حق من حقوقه، وتعطيل هذا الحق يستوجب الشكوى على النقابة في المنظمات الدولية، وإذا كنت بريئاً مما قلنا فردّ علينا لنبرز للعالمين الوثائق المتوفرة لدينا على فسادك يا ( خادم الحسين ).




الجمعة ٢٠ جمادي الاولى ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / شبــاط / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة