التحالف يعني تعاهد او اتفاق بين طرفين او أكثركأن تكون شخصيات سياسية او احزاب او منظمات او حركات لتحقيق أهداف ومصالح مشتركة متفق عليها تقتضيها ظروف هذه الأطراف للحماية والغلبه والعمل المشترك لمجابهة قوة او حلف مضاد وقد يكون هذا التحالف سري أوعلني ثنائي او متعدد الأطراف

يعتقد القاريء في اول وهلة انني كتبت العنوان مرتين ولكن ليس هذا ما اصبو اليه

فأنا كنت أعني في كتابة العنوان مرتين للتفريق بين محتوى العنوانين فالأول التحالف الوطني العراقي الذي أسسه المرحوم المناضل عبد الجبار الكبيسي عام 1992 ردا على ظروف العراق آنذاك والحصار المفروض على شعبه ومن ثم تحولت قيادة التحالف الوطني الى شخصية سياسية وطنية معروفة ( الأستاذ عوني القلمجي ) قادت ولاتزال نضال التحالف الوطني العراقي على كل الأصعدة بعد وفاة مؤسسه الأول اما التحالف الوطني العراقي الثاني فهو تحالف السيد عمار الحكيم الذي جاء نتيجة لأحتلال العراق وربط مصيره بقوى اقليمية لا تهمها الا مصالحها الخاصة وشخصيات نافذة في الحكومة همها الأول استغلال وظائفها لمصالحها الذاتية فساد الخراب كل ارجاء المعمورة وأرتفعت الأصوات التي تنادي بوحدة الطائفة والمذهب على حساب الضرورات الوطنية وبين التحالف الأول والتحالف الثاني بون شاسع من الأختلاف ينطبق عليهما قوله سبحانه وتعالى في سورة التوبة ( أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خيرٌأم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فأنهاربه في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين .لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم الا ان تقطّع قلوبهم والله عليم حكيم

فمن أسس خطواته وبرامجه على هدى الله وتقاه ورضوانه ومخافته ليس كمن خطط ونفذ ليلحق بالناس ضررا وكفرا وتنكيلا وسيجزي الله كل على مسعاه فمن سعى للخير والعدل والحق فله اجره على الله ونال جليل رحمته وعظيم كرمه وسخائه ومن سعى للشر وخراب النفوس وأضر بمصالح العامة فالله حكيم في قضائه وأحكامه ومأواه نار جهنم خالدا فيها .

فالتحالف الوطني الأول يضم احزاب وشخصيات سياسية وفصائل وطنية مسلحه قاومت المحتل الأمريكي ولا تزال تقاوم التدخلات الأيرانية وتفضح ادوارها المشبوهة في شق الصف الوطني ومحاولاتها الرامية الى السيطرة على العراق وجعلة ضيعة تابعة لايران ويسعى هذا التحالف للأنفتاح على جميع الأحزاب والشخصيات والتنظيمات السياسية العراقية المختلفة وتنقية الاجواء والتعاون والتكاتف بين جميع العراقيين وتشجيع العمل الجبهوي وتوحيد جميع القوى الوطنية والقومية والأسلامية ووضع برامج وطنية تهدف الى تنسيق الأعمال وتحشيد الأمكانيات لأعادة اعمار العراق وتنميته وحفظ مقدراته وتأريخه وحضارته وسلمه الأجتماعي والمسير وفق آليات وبرامج وخطط مستقبلية على ارض الواقع تضمن للعراق مكانته وعلوّ شأنه . لقد قدم التحالف الوطني العراقي في مسيرته النضالية تضحيات جسيمة ونضال دؤوب لم ينقطع تحت اي ظرف كان لذلك نال هذا التحالف اعجاب جميع الأطراف السياسية الوطنية وامتلك علاقات واسعه مع كل من يعتقد بوحدة العراق وسيادته وسلامة اراضيه .

أما التحالف الوطني الثاني فهو تحالف السيد الحكيم فهو لا يحمل الصفة الحقيقية للوطنية والغريب انه يحمل نفس عنوان التحالف الأول والذي اسس قبل التحالف الثاني بأكثر من اثني عشر عاما فالتحالف الأول وطني والتحالف الثاني طائفي معروف بمنهجه وطروحاته ويتألف من شخصيات وفصائل عسكرية معروفة الولاء والتوجهات والأفعال وأسست بدعم قوات الأحتلال ونتيجه له وبمساندة عدو العراق اللدود ايران التي وفرت لهذا التحالف كل احتياجاته المالية واللوجستية والأعلامية ودربت قادته للايغال في قتل العراقيين وتسميم افكارهم برؤى عقائدية طائفيه مقيته وأدوار لا ترتبط بالمذهب الجعفري ولا بأخلاق اهلنا من شيعة العراق فأسيء الفهم الحقيقي للدين وشرائعه ومذاهبه وأفرز ردات فعل مقابله قادت الى الخلاف بين ابناء الشعب الواحد وحفر خنادق متقابلة راح ضحيتها الملايين من العراقيين بين عزل وتهجير واقصاء وترحيل أضرّت بمصالح العراق وأبنائه وولّدت مسارات مختلفة وردود افعال متباينة يحتاج العراق الى عقود لتجاوز نتائجها .

ان حلقات الأعداء تهدف الى تدمير العراق وانهاك شعبه بغض النظر عن طوائفهم ومذاهبهم وقومياتهم وان الرد الأمثل للمجابهة يجب ان يكون وطني السلوك والمنهج وجامع لكل الأمكانيات وصحيح في جميع المسارات لكي تلتئم جراحاتنا وتسموحياتنا وتستقر اوضاعنا فالأحتلال زائل والعراق باق مهما تعددت الأجندات وأختلفت النوايا وتردّت الأزمنة .