شبكة ذي قار
عـاجـل










في سابقة خطيرة وتصعيد جديد يضاف لسجل حافل بالإجراءات والقرارات العنصرية البغيضة التي ينتهجها نظام الأبرتهايد الحاكم في تل أبيب والمحتل للأراضي العربية الفلسطينية .. بحق الشعب العربي الفلسطيني الأعزل منذ النكبة وحتى يومنا هذا الذي نعيش تحت وطأة الاحتلال وممارساته العنصرية مرورا بسلسلة الجرائم البشعة من القتل والإبادة الجماعية والتطهير العرقي الممنهج وكذلك الحبس والتشريد وهدم البيوت فوق رؤوس ساكنيها .. إضافة لحواجز الموت المنتشرة على مداخل كل مدينة وقرية ومخيم في فلسطين لتضيف إلى واقع شعبنا مزيدا من الآلام والمعاناة والحصار والتجويع وممارسة القتل الميداني اليومي بحق الأطفال والشيوخ والنساء .. ولا ننسى في هذا السياق مثلث الرعب والترهيب والتخويف حيث ضجيج دبابات الاحتلال وهي تسحق عظام الأبرياء, وكذلك الجرافات والبلدوزرات الضخمة وهي تهدم البيوت فوق رؤوس الإنسانية وتزيل قرى وبلدات فلسطينية عن خارطة الوجود .بالإضافة لأزيز طيرانهم الحربي الذي يحلق ليل نهار فوق سماء المدن والقرى الفلسطينية ويصدر عنه ضجيجاً يشبه بوق يوم القيامة من جهة ومن جهة أخرى يقذف حمم نيرانه صوب المدنيين الآمنين في بيوتهم .

بعد كل هذا الضجيج الناجم عن آلة الموت والدمار ومن جديد يمعن الاحتلال الفاشي في غيه ويستهدف هذه المرة صوت الأذان ونداء الله أكبر الذي تصدح به مآذن القدس وما حولها, وكذلك حناجر الضحايا الأبرياء وهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة جراء العدوان الصهيوني المتواصل ودون انقطاع على أبناء شعبنا وأمتنا العربية . ويأتي هذا الاستهداف أيضا بعد خطوة مماثلة سبقتها, حيث قامت قوات الاحتلال وبالتعاون مع فريق أمريكي بتدريب المئات من الكلاب الضالة على مهاجمة كل من ينطق بنداء ( الله أكبر ) بهدف ترهيب وترويع السكان والمواطنين العرب ودفعهم للهجرة خارج وطنهم لصالح مشروع التهويد والاستيطان الكولونيالي الذي يهدف إلى توطين القادمين الجدد من اليهود الوافدين من شتى أصقاع المعمورة.

إذا نحن أمام تصعيد احتلالي يستهدف هذه المرة مناحي عديدة وجوانب كثيرة تطال الشجر والحجر وبيوت الله ومآذن المساجد ومعتقدات البشر وكل ما يتعلق بالإنسانية من خلال جملة قرارات عنصرية متتالية تشرعنها الكنيست الإسرائيلية بغية تضييق الخناق على شعبنا الصابر المرابط المنغرس في أرضه كأشجار الزيتون المتجذرة في أعماق التاريخ العربي الفلسطيني وأرض الآباء والأجداد .. في محاولة صهيونية جديدة لتمرير مخطط ( الترانسفير ) الخاص بدفع السكان العرب نحو الهجرة واستبدالهم بقطعان المستوطنين المستعمرين القادمين من أوروبا وأمريكا وروسيا وغيرها .. في أكبر عملية استثمار خبيث للوضع العربي الراهن والناجم عن حالة الترهل والتفكك والفتن وانهيار الجيوش العربية المؤثرة ,وكذلك انتشار حالة الفوضى العارمة والاقتتال الذاتي التي تطغى كلها على المشهد العربي بفعل المؤامرة الصهيوأمريكية التي تستهدف شل قدرات الأمة وتعطيل نهوضها.

ونحن أمام هذا التصعيد الأخير والخطير لا يسعنا إلا التأكيد مجدداً على إرادة الصمود والصبر لدى شعبنا ,وكذلك إمكاناته وقدراته على مواصلة طريق الكفاح والمقاومة بشتى الوسائل والطرق الكفيلة وحدها إيصالنا نحو مبتغانا في الحرية والاستقلال وحق تقرير المصير والعودة وكنس الاحتلال وقطعان مستوطنيه ومعهم كل قراراتهم العنصرية والفاشية .. وستبقى مآذننا وحناجرنا تصدح بنداء الله أكبر .. الله اكبر حتى يرحل الاحتلال وتعود القدس حرة عربية إسلامية .. ..





السبت ٢٦ صفر ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / تشرين الثاني / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ثائر محمد حنني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة