شبكة ذي قار
عـاجـل










ما كنتُ أعلمُ أنَّ العينَ تلتصقُ
على اللسانِ، فيحلو الصوتُ و الورقُ
...
و يحتفي الكأسُ، و الظمآنُ ينطقُها
في كلمةٍ يرتوي من نطقِها الغرقُ
...
يا راءَهُ نوتةٌ و النايُ يعزفُها
يا ألفَهُ بفمِ القيثارِ تنفلقُ
...
و أدّعي الجهلَ بالإملاءِ أكتبُهُ
فأرفعُ القافَ كي ترقى لهُ الحدقُ
...
و إنني أستحي إنْ رمتُ أندبُه
أن يُغرِقَ الهامَةَ الإحراجُ و العَرَقُ
...
كلُّ العطورِ، و مرآتي، و مِكحلتي
كانوا شهودًا إذا للهمسِ ينزلقُ
...
جدرانُ بيتي، و بابُ الدارِ تنطقُهُ
حتى مفاتيح إيميلي به نطقوا
...
و كم بلادٍ و قد ناشدتُها ؛ فسَها
منّي اللسانُ و نادى : أيُّها العبقُ
...
عن القصائدِ - ملحُ الرافدينِ- إذا
خبّاتُهُ ؛ عرَضًا بالبيتِ يندلقُ
...
لا مِن لساني ؛ أنا برّأتهُ كذِبًا
و لا عيوني حكت إلاّ بما تثقُ
...
فلازمَ البوحَ خوفَ السهوِ حارسُهُ
و لازمَ القلبَ خوفَ السهوةِ القلقُ
...
قد كنتُ أدري بقلبي حينَ أذكرُهُ
يصيرُ ساحًا به الأفراسُ تنطلقُ
...
لكنَّ كفِّيْ إذا امتدَّت لتكتبَهُ
و تشعلَ البحرَ ؛ بالنهرينِ تحترقُ
...
و العينَ إنْ غابَ عن أمطارِها شهقتْ
بالدمعِ - رغمَ الظمى - سكّانُها شرقوا
...
و كنتُ أعلمُ أنَّ الصبحَ منقلبٌ
إليهِ مهما يطولُ الليلُ و الأرقُ
...
أوتارُ قيثاري المهجورِ تسألني
عمَّن على حزنِها وِترين ما طرقوا
...
قد صارَ عقدًا و لي فيهِ اسمُ عاشقةٍ
كأنهُ ماسَةٌ من حولِهِا عنقُ
...
على اتفّاقٍ و قلبي دونَ معرفتي
و بي عليهِ أمورٌ فيهِ ما اتفقوا
...
باسمِ العراقِ لقد أفصحتُ منذُ غدا
صمتي صداهُ وكانَ السمعُ يُسترقُ
...
كذّبتُ كلَّ الرجالِ –الأمسَ- حين قضوا :
هذي تموتُ به ؛ لكنَّهم صدقوا





الثلاثاء ٢٠ ذو القعــدة ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / أب / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الشاعرة نخلة الفرات وطن نمراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة