شبكة ذي قار
عـاجـل










غيّب الموت في العاصمة الأردنية عمان، أستاذ الفلسفة والكاتب العراقي المغترب حازم طالب مشتاق، عن عمر ناهز الثمانين عاما، بعد رحلة مليئة توجها بكتابه “الفكر الاستراتيجي الأميركي وآراء وأحاديث أخرى في الفكر الاستراتيجي”.

والراحل من مواليد محلة الأعظمية ببغداد سنة 1931، بدأ نشاطه السياسي والأدبي عندما كان طالبا في الجامعة الأميركية ببيروت في العام 1953 في ذروة المد القومي الذي انطلق بقيام ثورة 23 يوليو العام 1952. وعاصر الرعيل القومي الأول من قيادات حزب البعث العربي الاشتراكي وحركة القوميين العرب أمثال سعدون حمادي وهاني الهندي وجورج حبش ووديع حداد وتأثر بأفكارهم، فكان صوتا وطنيا عروبيا مدافعا عن العراق الذي فارقه بعد حرب الخليج الثانية.

ويشكّل كتاب الفكر الاستراتيجي الأميركي وآراء وأحاديث أخرى في الفكر الاستراتيجي للراحل إضافة مهمة للباحثين عن معرفة خفايا الفكر الاستراتيجي الأميركي وأسراره في تعاطيه مع القضايا العربية والإقليمية والدولية، إذ استند المؤلف في تحليلاته وقراءته للعقيدة الأميركية واستراتيجيتها وانعكاسها على الأمن القومي العربي إلى تجربته خلال مسيرته السياسية والعلمية عندما كان أستاذا زائرا بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس ومستشارا إعلاميا في السفارة العراقية في بريطانيا.

ودرس حازم مشتاق الفلسفة اليونانية القديمة في جامعة أكسفورد سنة 1960 وحضر العديد من المؤتمرات العلمية العربية والأجنبية في الفلسفة والثقافة. وأظهر اهتماما مبكرا بالدراسات الاستراتيجية وشارك في الجدل ضد الحركة الصهيونية في لندن باللغة الإنكليزية 1963-1967.

ويمتلك حازم مشتاق مؤلفات عديدة منها: الماوردي: فكره ودوره وعصره، والمنهج الفلسفي للرفض العربي وفلسفة الرفض والتاريخ: فكرا استراتيجيا وأدبا قصصيا وآراء وأحاديث أخرى في الفكر الاستراتيجي والمنهج التاريخي من المفهوم الأيديولوجي إلى المفهوم الاستراتيجي وللعبرة والتاريخ : أيام النكبة ( انقلاب بكر صدقي 29-10-1936-17-8-1937 ). كما ترجم كتبا أحدثها كتاب الأميركي وليم بولك الموسوم “لكي نفهم العراق”.

ويوصف الكاتب العراقي إبراهيم العلاف الراحل بأنه يتمتع بقدرات علمية وثقافية خارجة عن المألوف، فهو فيلسوف وعالم ومنظر وعمل في الصحافة وله المئات من المقالات والدراسات. وقد نُقل عنه أن رؤيته في الحياة والعمل تقوم على أن “لا تدينوا لكي لا تدانوا، فبالكيل الذي تكيلون يكال لكم وأكثر وأن الإنسان أكبر من أكبر ظلم وأغنى من أغلى مال”. وبرحيل حازم مشتاق يودع العراق عقلا استراتيجيا من عقوله ومناضلا ظل حتى الرمق الأخير يدافع عن وحدته وعروبته ويرفض تقسيمه.





الاربعاء ١٠ رمضــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / حـزيران / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة