شبكة ذي قار
عـاجـل










أقدمت منذ سنة خلت مجاميع الكفر والشر الحاقد وتحالف الطغيان الفارسي الامبريالي الصهيوني على تصفية أحد أعلام النضال القومي العربي المثابر وأحد أقطاب الفكر والعطاء الذي لم ينضب رغم كل ما عاناه وكوكبة الطلائع الرسالية من رفاق دربه من قادة حزب البعث العربي الاشتراكي الذي بسبب مشروعه الانبعاثي الانقلابي الثوري الساعي لتغيير حياة العرب والرقي بهم للمراتب اللائقة بهم تاريخا وحضارات وثقافة وتراثا وإسهاما خلاقا في الفعل الكوني؛ نال عزيز البعث والعراق والعروبة ما ناله وكذا رفاقه وأبناء أمته.

سيكون ضربا من الجنون الوقوف على الذكرى الأولى لاستشهاد العزيز الخالد السعيد طارق عزيز دون الإطلالة على أبرز مواقفه وملاحمه الجهادية.

فلقد ارتقى عزيز العراق والعرب ليقتلع لقب عميد الديبلوماسية العربية وعميدها وهو لقب لا ينازعه فيه أحد ولن يفعل؛ بفضل جسارته واستماتته في الدفاع عن حقوق بلده وأمته طيلة حياته الحافلة والمليئة حلقات أشعت بفضل إشعاعه جدارة العرب بما يليق بهم على عكس أهواء أعدائهم والمريدين لهم سوء.

لقد مثل الشهيد العزيز طارق عزيز العراق أفضل تمثيل في كل المحافل؛ وطبع حضوره دوما طابع الاقتحامية والجرأة والشجاعة والصرامة والحزم؛ ورغم إجادته لكل فنون التعامل الديبلوماسي كان من أكبر المحرمات لديه أن يهادن مساعي الانتقاص من حقوق العراق والأمة العربية وكان لا يهادن ولا يساوم على ذلك انطلاقا من تشبعه بقيم الأصالة والغيرة القومية الملتزمة بثوابت الأمة؛ فطارق عزيز من أبرز رافعي شعار ضرورة تعامل العراق والعرب مع الآخرين بمنطق الندية والمساواة بعيدا عن مركبات التفوق أو النقص من هذا الجانب أو ذاك.

ويكفي التذكير بواقعة مشهودة للتدليل على معدن الرجل الرجل ومبدئيته ومدى التصاقه بهموم العراق وأمته؛ وذلك الاجتماع التاريخي بينه وبين وزير خارجية أمريكا مطلع تسعينات القرن الماضي في جينيف الذي طلب منه إبلاغ قرار أمريكا للرئيس العراقي صدام حسين والقاضي بإعادة العراق للعصر الحجري؛ فجاء رد طارق عزيز مدويا ذهل لشدته ووضوحه سامعه؛ حيث لقنه درسا قاسيا في العزة والنخوة مذكرا إياه أن لا العراق ولا شعبه ولا قائده صدام حسين يوجه لهم مثل هذا الخطاب العنجهي.

كما سيكون من البداهة بمكان الإشارة للحضور الكيس المهيب للرفيق الشهيد العزيز طارق عزيز في محكمة العار ودفاعه الخلاق المسؤول عن تجربة حزبه وقيادته في حكم العراق؛ وظل وفيا لفارس الأمة العربية وشهيدها وذبيح حجها الأكبر الرفيق القائد صدام حسين؛ الأمر الذي تابعته مئات ملايين العرب والإنسانية؛ وهي إشارة كافية لترسم بجلاء طينة الرجل الرجل وتتحدث عن معدنه ونضاليته المتفردة لأنها الأمر الذي حددت مجاميع الغدر عن طريقها مصيره حيث كان كافيا أن يتنصل منها ليتلافى الأسر والتعذيب والتنكيل العنصري؛ غير أنه آثر خط ملحمة جديدة تضاف وتسجل بماء العيون في ذاكرة العرب الأحرار والعروبة الشريفة المناضلة المقاومة.

هذا غيض من فيض من المسيرة العطرة لقائد شجاع ومفكر نوعي ونادر ولمقاتل شأس أصيل؛ وهذا نزر يسير من عطاء عزيز البعث والعراق والأمة العربية الرفيق الشهيد الخالد طارق عزيز.

المجد والخلود لعزيز العراق والعرب طارق عزيز!!
والخزي والعار للخونة والمجرمين!!

أنيس الهمامي
لجنة نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام
تونس في  ٧ / ٦ / ٢٠١٦





الجمعة ٥ رمضــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / حـزيران / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أنيس الهمامي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة