شبكة ذي قار
عـاجـل










سُفِحَ دمٌ غزير ودُمِرَتْ مدن وشُرِدَ الملايين من العراقيين والسوريين خلال السنوات الماضيات، ولحد الآن ، وكان بإمكان أمريكا ومجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي أن يفعلوا شيئا ويجدوا مخرجًا واقعيًا وعمليًا لمأزقين كارثيين، تسببت فيهما أمريكا وبريطانيا وحلفاؤهما في العراق وسوريا ..

ولكن المتابع والمراقب يرصد شيئًا يشير إلى أن الأمر لم يعد أزمة ( ملفات ) ساخنة فحسب، إنما أزمة نظام دولي غائب ونظام اقليمي تتنازعه مشاريع اقليمية شرسة وفي مقدمتها المشروع الفارسي والمشروع الصهيوني وحاضنهما مشروع الشرق الأوسط الأمريكي الكبير .

وحتى لا نتشعب في تناول مثل هذا الموضوع، دعونا نرى كيف سارت عليه قرارات الرئيس المتردد الخائف ( أوباما ) حيال سوريا والعراق :

أولاً - أعد ( دوغ لوكس ) ضابط المخابرات الامريكي السابق خطة سماها ( عيون وآذان ) للأطاحة ببشار الاسد ، وكان ( أوباما ) يعرف بمضمون خطة لوكس وتفاصيلها .. وكان ( ديفيد بترايوس ) رئيس وكالة الاستخبارات المركزية حينذاك للفترة من سبتمبر - ايلول 2011 الى نوفمبر - تشرين ثاني 2012 يؤيده في ذلك ( ليون بانيتا ) وزير الدفاع و ( روبرت فورد ) سفير امريكا السابق لدى دمشق، حيث اكدوا جميعًا ما يلي :

1 - إن تطبيق الخطة، منذ ذلك التاريخ ( 2011 - 2012 ) كان سيمنع استخدام نظام دمشق للسلاح الكيميائي الذي فتك بـ ( 1400 ) مواطن سوري .

2 - ويمنع تقوية واتساع قوة ( داعش ) في سوريا والعراق.

3 - ويمنع أزمة اللآجئين السوريين والعراقيين وتدفقهم الهائل صوب أوربا، وهو الأمر الذي خلق مأزقًا سياسيًا وأمنيا واقتصاديًا لأوربا .

4 - ومنع التدخل العسكري المليشي الأيراني في سوريا .

5 - ومنع التدخل العسكري المليشي لـ ( حزب الله ) في سوريا .

6 - ومنع التغول الفارسي في أن يستشري في العراق وسوريا .

7 - ومنع التدخل العسكري الروسي المباشر في سوريا .

8 - ومنع إزياداد معدلات الضحايا والمهجرين ، وقلل من معدلات التدمير في سوريا والعراق.

ولكن " أوباما " - حسب دوغ لوكس - لم يوافق على الخطة ولم يتفق "أوباما" مع آراء خبراء مؤسساته الأستخبارية والعسكرية والسياسية ، وتعنت برأيه بالضد من هذه المؤسسات .. وبعد ( تجميد ) الخطة عام 2102 أقر " أوباما " خطة تسويفية تشير الى تدريب وتسليح ( المعارضة المعتدلة ) .. وحتى هذه الخطة لم ترَ النور تحت حجج لا أساس لها.!!

ثانيًا - يشار إلى أن أمريكا هي ( دولة مؤسسات ) ، والقرار يصنع فيها ومن خلالها، حيث يتم وضع خيارات ثلاثة أمام الرئيس من أجل إصدار القرار.. وان هذه المؤسسات المهنية المعروفة هي المعنية بوضع الخطط والسيناريوهات ومقتضيات البدائل بصورة لا تتعارض مع السياسات الأستراتيجية قصيرة المدى ، على وجه التحديد، التي تخص المنطقة .. ويبدو أن " أوباما " لم يعر أهتمامًا لمؤسسات الدولة الأمريكية فجمد الخطة موضوع البحث وترك المنطقة تتفاقم فيها النتائج إلى الحد الذي باتت الكوارث تتسع إلى انحاء العالم المختلفة كظهور الطائفية الفاشية الإيرانية ، وتدهور الأوضاع الأمنية في أوربا ، وفي آسيا وأفريقيا ، وتزايد رقعة الأرهاب ، وانهيار أسعار النفط في السوق الدولية .. ألم يكن "أوباما" يشبه ( علي خامنئي ) مقلدًا له في إحتكار صنع القرار في دولة تدعي أنها دولة مؤسسات .؟!

ثالثًا - قد يقول البعض أن الرئيس "أوباما" هذه هي صلاحياته الرئاسية .. ولكن ألا تعرف مؤسسات صنع القرار الأمريكية هذه الصلاحيات وحجمها واهدافها ومدياتها وخاصة ما يتعلق منها بالأمن القومي الأمريكي من جهة، وبما يهدد الأمن والسلم الدولي والأقليمي من جهة ثانية؟ ، ألم يكن ما يحصل يمس مباشرة الأمن الأقليمي ومصالح دول العالم الحيوية في الصميم.؟!

فأذا كانت على علم بذلك .. فلماذا تضع الخطط وتوافق عليها جهات صنع القرار المهمة وهي ترى بأن هذه الخطط تتعارض مع صلاحيات الرئيس.. هذا إفتراض ، ولكن "أوباما" يتحمل كامل المسؤولية القانونية والاخلاقية والتاريخية بشأن الضحايا الذين سقطوا في سوريا منذ عام 2012 ولحد الآن.. كما يتحمل بوش الصغير وإياه كامل المسؤولية القانونية والاخلاقية والتاريخية حول الضحايا الذين سقطوا وشردوا في العراق نتيجة سياسات الغزو الامريكية في العراق - كيري حاليًا قي بغداد وبحضوره ترتكب قوات الحكومة العميلة مجزرة جديدة مروعه في الفلوجة ( 60 ) مواطنًا بين شهيد وجريح نتيجة للقصف الصاروخي الحكومي والطيران الحربي ، ولم يحرك ساكنًا ولا حكومته ولا أوباما ولا مجلس الأمن .!! - وامريكا دولة محتلة رسميًا للعراق وتتعامل معه على وفق إتفاقية الأطار الأستراتيجي، وبالتوافق الأستراتيجي مع إيران.!!

لم يتبق أمام شعبنا العراقي العظيم سوى استمرار الثورة والتصعيد المتدرج المدروس والمحسوب دون تفريط .. واعتماد ( العمق الجماهيري العربي ) وفتح الأبواب لتأسيس اللجان الشعبية على امتداد الوطن العربي لتشكل رأس الأنتفاضة العربية لنصرة ثورات شعبنا في العراق وسوريا وفلسطين .. ولا خيار سوى الأعتماد على القوى الذاتية العربية الكفيلة بدحر أعداء الأمة التاريخيين.!!





الاثنين ٤ رجــب ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / نيســان / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة