شبكة ذي قار
عـاجـل










في صفحات مضيئة من تاريخ الفن العراقي، وبمناسبة عيد النصر في الجزائر، أكتب لكم عن مدى اعتزاز الفنانين والساسة العراقيين على مر الأجيال بالقضية الجزائرية وثورتها المباركة، وأعيد هنا نشر رسالة توضحية للأستاذ الفنان عامر العبيدي، مدير المتحف الوطني للفن الحديث سابقا، وتوضيحه حول قصة استعادة "لوحة الجزائر: للفنان العراقي الراحل محمود صبري، الذي رسمها ببغداد في العراق خلال سنوات كفاح ثورة نوفمبر 1954 المجيدة، والتي اقتنتها، كما يبدو من حيثيات هذا التوضيح، حينها وزارة الخارجية العراقية، ضمن مقتنياتها الفنية في عهد وزير الخارجية العراقية الأسبق، الراحل د. فاضل الجمالي،1958، ولا بد من التنويه أن المرحوم د. فاضل الجمالي كان أول من عرض القضية الجزائرية باسم العراق على هيئة الأمم المتحدة آنذاك

وشاءت الأقدار القاسية التي عاشها العراق أن تفتقد تلك اللوحة الخالدة، ولكنها أبت إلا أن تعود ثانية إلى مكانها الصحيح ، كما سترون من خلال هذا الإيضاح المهم ، عائدة بثمن غال حينها إلى المتحف الوطني للفن الحديث ببغداد خلال عهدة وزير الثقافة الراحل الأستاذ طارق عزيز في بداية السبعينيات، بشراءها ووضعها ثانية كواحدة من اغني كنوز المتحف الوطني للفن الحديث ، الذي تعرض إلى السرقة والنهب على يد القوات الأمريكية الغازية ومن رافقها من الرعاع الهمج الذين استباحوا الكنوز الثقافية والفنية العراقية يوم 9 أفريل / نيسان 2003 فتعرضت تلك الكنوز ثانية إلى السرقة والحرق والتخريب وحتى التهريب إلى الخارج ومتاحف دول الجوار.

إليكم حكاية لوحة الجزائر للفنان الراحل محمود صبري كما يرويها الفنان عامر العبيدي / مدير المتحف الوطني للفن الحديث سابقاً. وهو يعقب على الفيسبوك على قصة وتاريخ موضوع لوحة الجزائر.

وهي شهادة هامة ووثيقة للتاريخ وردت في صيغة تعقيب على ما ورد في صفحة الفنان والإعلام العراقي الأخ ضياء الراوي عن موضوع لوحة الجزائر ومبدعها الفنان العراقي الراحل محمود صبري ..

عزيزي ضياء الراوي المحترم تحية وبعد :
بالوقت الذي أثمن دورك في توثيق الحركة الفنية العراقية ومتابعة مجريات أحداثها ومنجزاتها لذلك أود أن أوضح الحقيقة حول لوحة الجزائر لمحمود صبري التي وردت في صفحتك أن اكتب هذه السطور واقدم وافر احترامي للأستاذ التكمجي والرحمة لصديقي الذي كنت اعزه معزه الأخ قتيبة الشيخ نوري أورد لك ما يلي:

في احد الأيام كنت جالساً في مكتبي في المتحف الوطني في منتصف السبعينات عندما كان المرحوم طارق عزيز وزيراً للثقافة ، دخل شاب في مقتبل العمر واخبرني انه يمتلك لوحة كبيرة للفنان محمود صبري ينوي بيعها فأجبته اجلب لنا اللوحة لكي نراها فقال لي أنها في السيارة سأجلبها لك

وعندما جلب اللوحة فوجئت أنها لوحة الجزائر لمحمود صبري فقلت له إن هذه اللوحة مسروقة، ولكن سأشتريها منك ، فقال لي إني محتاج 500 دينار، لأني انوي السفر فقلت له:

ــ من أين لك هذه اللوحة ؟
ــ قال أهداها لي احد أقاربي .

وقلت له سأستلم اللوحة بوصل وندفع لك المبلغ غداً أو بعد غد ، فقال لي لا يمكن، فاني سوف أعود بها إذا لم تدفع لي فحول لي الآن، فأخبرته بما انك تنوي السفر، فانا سأدفع لك 800 دينار.والحقيقة إني أغريته لكي لا يسحب اللوحة ، وقلت له تمهل قليلاً، وكتبت مذكرة للوزير طارق عزيز، شرحت له موضوع اللوحة، وأخبرته بان هذه اللوحة مهمة جداً، لأنها تمثل حقبة مهمة في الحركة الفنية العراقية، وأخذت صاحب اللوحة بسيارتي إلى الوزارة، وأدخلت المذكرة للمرحوم طارق عزيز، فوافق فوراً وقال لي: أطلعني عليها حين آتي لزيارة المتحف.وعندما خرجت وبيدي الموافقة أخذت هذا الرجل إلى المحاسب، وصرف المبلغ له فوراً، وقمت بتأطيرها ونشرت الخبر في الصحف آنذاك .

1 ـ ملاحظة* : لقد قمت بتتبع موضوع هذه اللوحة من الأستاذ المرحوم فائق حسن والمرحوم إسماعيل الشيخلي والمرحوم نوري الراوي واكدوا لي بان المرحوم فاضل الجمالي اشتراها لصالح وزارة الخارجية وعلقت في أروقة الوزارة.

2 ـ كتبت هذه الأسطر للتاريخ وليس فيه أي تحريف، ولذلك قررت أن اكتب بعض المقتطفات التاريخية عن عملي في الحركة الفنية واحد الإداريين لمدة ثلاثين سنة.

3ـ انا من أخبر الدكتور قتيبة الشيخ نوري عن موضوع اللوحة، وليس له علاقة بالموضوع إطلاقاً .

4 - يبدو إن البعض لا يعرف قياس هذه اللوحة حيث كانت 3x2 متر ، وهذا الحجم لا يمكن عرضه في بيت متواضع في ذلك الوقت.
5ـ وأخيراً، أرجو من الأستاذ علي عبد الأمير تصحيح المعلومة التي كتبها عن لوحة الجزائر.

مع كل ألاحترام.

عامر العبيدي / مدير المتحف الوطني للفن الحديث سابقاً.

 

 






الثلاثاء ١٣ جمادي الثانية ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / أذار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ا.د. عبد الكاظم العبودي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة