شبكة ذي قار
عـاجـل










تردنا أسئلة كثيرة عن مواقف حزب البعث العربي الأشتراكي من قضايا آنية طارئة تحصل بين الفينة والفينة في العراق..
وهل الحزب يقف معها أو ضدها ؟

من يبحث عن إجابة شافية ووافية عن تساؤلاته ، عليه أن يراجع مسيرة البعث منذ التأسيس في 7نيسان عام 1947 ، مروراً بتجربة البعث في العراق والتي بدأت في 17 تموز 1968 – المرحلة العلنية الذي كان البعث الحزب الحاكم في العراق ، ثم أنتقل إلى مرحلة أخرى والتي بدأت بعد 9 نيسان 2003 وهي مرحلة لن نتمكن أن نطلق عليه المرحلة السرية لأن البعث ظل يمارس دوره النضالي التحرري على مرأى ومسمع قوات الاحتلال الأمريكي والاحتلال الصفوي الإيراني وخاصة في أمور تتعلق بدوره في مقاومة الأحتلال وإفشال مخططات تقسيم والتآمر على العراق من خلال إصدار البيانات أو تشكيل فصائل مقاومة مسلحة وقيادتها والأشراف المباشر على فعالياتها وحضور مؤتمرات دعم المقاومة أو فعاليات سياسية كانت تصبّ في موضوعة تحرير العراق أو دعم قضاياه

مسيرة الحزب ال 35 عاماً مسيرة حافلة بالإنجازات ، زاخرة بالانتصارات –بدأت بتأميم النفط العراقي من الشركات الأجنبية ولم تتوقف رغم شله أقتصادياً وعزله سياسياً ..عمل للنهضة العلمية والثقافية فأسس الجامعات والمعاهد ومراكز بحث وتطور ، وأهتم بنوعية المناهج التي تدرس في هذه الجامعات وأصبحت الشهادات الدراسية التي تمنحها تلقي صدى في الخارج ، ترحب بها أرقى الجامعات العالمية ، وتمكنت الجامعات من تخريج ملايين الطلبة الذين أنهوا دراساتهم العليا على نفقة الدولة العراقية في أرقى الجامعات العالمية وأصبحوا علماء في اختصاصهم ..

وأسس العراق مدارس ذات نظام الخدمة المجانية ، وبنى المستشفيات ذات الأجهزة الطبية المتطورة وبنى مجمعات سكنية وجسور وطرق وأنشى مصادر مياه وسدود وحسنّ الطاقة الكهربائية ..

حرصت دولة البعث على تربية جيل ناشئ على الوعي الوطني تحت شعار حب الوطن من الأيمان فزجّ طلبة المدارس في منظمات للطلائع والفتوة والأشبال لاحقاً لتهتم بتنشئتهم تنشئة وطنية سليمة وزجّ الشباب في لجان شبابية عبر الأتحاد العام لشباب العراق الذي يقود الشباب قيادة وطنية تحت شعار نكسب الشباب لنضمن المستقبل فتخرج شباب العراق واعين يمتلكون ثقافات وطنية وقومية وإنسانية تحميهم من مخاطر الطائفية والمذهبية والذي حرص الأعداء بكل وسائله على نشره في المجتمع العراقي ..

أنشئت دولة البعث نظام البطاقة التموينية لتواجه به الحصار الاقتصادي الذي فرض العراق لسنوات طويلة وحاز هذا النظام على أعجاب أعداء العراق بأنفسهم فبه تمكن العراق من تجاوز الأختناق الاقتصادي الذي استمر أكثر من 11 عاماً ..

هذا فيض من غيض ، فمسيرة البعث في بناء الدولة استمرت 35 عاماً ، شهدت كل ساعة من ساعاتها- انجازاً رائداً في مجال البناء والعمران ..فالبعث مدرسة في البناء والعمران والتطور والنهضة ونشر الوعي الأمني والوطني والأخلاقي في المجتمع..

البعث بنى وطورّ لكن من جاء بعده أزال كل البنيان .. هدم الجسور ، غير الأنظمة المتطورة بأنظمة أقل ما توصف أنها رجعية ومتخلفة وخاصة في مجال التدريس والتعليم والصحة ...فالمناهج الدراسية التي تعتمد اليوم في الجامعات أو المدارس مناهج هدامةّ تسهم في نشر مفاهيم لا تنسجم مع الواقع العراقي .. مفاهيم دينية وأخلاقية خاطئة ..

البعث بنى جيلاً منفتحاً على ثقافات وحضارات عدة ولم يبقيه أسيراً لثقافة واحدة وهي ثقافة المذهب أو ثقافة القبيلة أو القرية ..

لنقف عند مسيرة البعث في بناء دولة قوية امنياً وعسكرياً ، وهذا الجانب تحدث عنه الأعداء قبل الأصدقاء ..

مالا يعرفه البعض ، أو يتجاهله ، أن العراق وبعد أقل من عشر سنوات على استلام البعث للسلطة – زجّ العراق في حرب دفاعية طويلة استمرت ثماني سنوات سبقتها سلسلة طويلة من عمليات اعتداءات يومية كانت تستهدف التجمعات السكانية مثل الجامعات والمعاهد والمنتزهات –تنفذها أحزاب معادية للعراق مثل حزب الدعوة الذي تموله إيران ..

وقاد البعث هذه المعركة الدفاعية وحمى البوابة الشرقية للوطن العربي وحافظ على دول عربية عدة من الأحلام الأيرانية التي كانت تنوي بتصدير الثورة الإيرانية وتحقيق الحلم الأيراني بتأسيس إمبراطورية فارسية أسقطت من قبل العرب في القادسية الأولى ولهذا كانت قادسية صدام امتداد للمعركة الأولى الذي قاده القائد العربي البطل سعد بن أبي وقاص..

في مجال الأمن الداخلي- كان العراق بلداً خالياً من الأرهاب ، لم يشهد العراق أي أختراقاً امنياً رغم نشاط كل أجهزة مخابرات وأستخبارات العالم في زعزعة آمنه واستقراره ، بما فيهم الباسيج الإيرانية التي كانت تدرب ّ مليشيات عراقية مثل فيلق بدر وتزجّ به لمدن عراقية بهدف زعزعة الأمن وارتكاب جرائم بحق العراقية مستغلة تقارب الحدود بين البلدين ..وقد مكنّ العراق في ذلك تأسيسه لأجهزة أمن قوية يديرها ضباط أكفاء تخرجوا من كليات الأمن القومي أو الكليات العسكرية ساعدتهم الخبرة الميدانية وكذلك انتشار منظمات تابعة لحزب البعث في كل بقعة جغرافية تناط إليها مهمات حفظ الأمن والأستقرار في كل مدن العراق..

وظل البعث ثابتاً على مواقفه تجاه القضايا التي يؤمن بها عندما تخلى عن السلطة في 9نيسان 2003 .. أسس فصائل مقاومة وطنية ليقود مشروع تحرير العراق وإفشال مخططات الأعداء في تقسيم العراق وتفتيته إلى دويلات وولايات صغيرة متناحرة ..

حرص البعث في مشروعه المقاوم للاحتلال على تكريس مبدأ ( هدفنا المحتل ) ، وطالما العراق يرزخ تحت احتلال همجي بربري – يكون أمر التوابع والأذيال مؤجل إلى أن يحين ساعة الحساب والصفح بعد زوال المحتل زوالاً رسمياً ، والتزمت الفصائل المنضوية تحت قيادة البعث أو جبهة الجهاد والخلاص الوطني الذي يقوده البعث بنفسه –بمبدئه وجعل المحتل نصب عينيه غاضاً النظر عن من أغره أو وقع في فخاخ المحتل ودانت نفسه ..

وبقي الإنسان قيمة عليا لا يمكن الاستهانة به أو التضحية به مهما كان صفاته أو ميزته ..

البعث فكر لم يجتثه قوانيين المحتل ولا أساليبه الرخيصة بل ارتقى شانه وعلا مقامه وأضحى فكراً تحتاجه الأمة في أصعب ظروفها وشدتها ..وكشفت الأيام أنه الفكر الذي يجسد تطلعات الأمة وطموحها في الرقي والنهضة والسلام والحياة بحرية وكرامة لا تقيدها قيود الاستعمار أو تكبلها الأنظمة الرجعية المتخلفة..

البعث مدرسة في المواقف الوطنية والقومية ، مدرسة للبناء والنهضة والرقي بالأمة ، مدرسة تنفتح على كل الثقافات وتستوعب كل الثقافات ..






الاحد ١٠ جمادي الاولى ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / أذار / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كلشان البياتي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة