شبكة ذي قار
عـاجـل










المثقف العراقي والعربي .. الشاعر والأديب والكاتب والأكاديمي والصحفي .. يتجنب أعطاء وصف حقيقي لما يحدث في العراق .. فهو يتجنب ذكر كلمة الثورة ، الثوارّ ، المقاومة ، المليشيات ..


لا يستطيع أن يلفظ عبارة المقاومة العراقية ، أن يكتب فصائل المقاومة ويستخدم تعبير ( مسلحون ) ..
لا يستطيع لفظ وكتابة كلمة الثوارّ ، والتحرير ، الثورة ..


مثل الببغاء ، يردد مايردده وسائل الأعلام الحكومية ..
هاجس الخوف يسيطر على أدبائنا الملتزمون .. كلمة المقاومة قد تؤدي به إلى السجن أو الأغتيال ..


كلمة الثورة تؤدي به إلى تهمة الأرهاب ..
قديماً جداً .. كان الأدب موقف والشعر موقف ..
قديماً جداً ، كانت الأوطان تدار من قبل المثقفين والعلماء ووجهاء القوم ..


انزوى الأدباء والشعراء والمثقفين في صومعتهم المقدسة كي لا تخدش مشاعرهم ( تهمة كيدية ) فطفى إلى السطح الجهلة والمتخلفين والظلاميين ..


المثقف العراقي يخاف أن يجاهر برغبته في بناء دولة علمانية لا تقودها أحزاب أسلامية متطرفة ..
غاب القط العب يا فأر ..


بأسمائهم المستعارة ، وخلف الفيس بوك ، وتوتير ، يقيمون في دول تبعد جغرافياً عن العراق تفصله وديان وجبال ومحيطات ..


الأديب العراقي منزوي يعيش هاجس الخوف ، يلعب على حبال الكلمات ..


المثقف العراقي دائما يحتاج أن يبرر خيبته .. دائما يحتاج أن يبحث عن ما يتخفى خلفه كي لا يعلن عن موقف واضح وصريح من قضية تمسه وتمس بيئته ..


لن نقول الوطن لأن هذه الكلمة أصبحت مخيفة ..
هل تيقنتم أن الخلل فينا وليست في الأنظمة التي تتولى أمرنا ..


لن تجد في كتابات مثقفينا ( شعراء وأدباء وكتابّ مقالات ) كلمة المقاومة أو الثورة أو الثوارّ أو فصائل المقاومة .. وكأننا لم نكن أمة مستعمرة من قبل ، وكأننا كنا أحرار في أوطاننا ولم تكن لدينا ثورات ولا الكفاح المسلح ولاشي من هذا القيبل ..


وصلنا إلى مرحلة ، يخشى الأديب والشاعر من ذكر كلمة الشهيد وشهداء المقاومة ..


هل يجرؤ المثقف العراقي أن يذكر أن المليشيات ترتكب جرائم قتل ونهب وسلب في بغداد وديالى ومدننا التي تحترق تحت أقدامهم .. أو يذكروا علناً أن الحكومة بكامل طاقمها ثلة لصوص ومزورين وفاسدين ..


المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف ..
المثقف العراقي في الداخل مرعوب من تهمة الأرهاب ومن مخاطر القتل والاختطاف .. وفي الخارج ، يخاف الترحيل والتهجير ..
لن ننتصر طالما عندنا مثقف جبان .. ومثقف يراوغ ومثقف ( لوكي ) ، ومثقف يتخفى خلف ألف وجه ووجه ..
قضايا الوطن لم تعد موقفاً ولا التزاماً ..


نحن أمة لن ننتصر بعد اليوم طالما المثقف فينا متذبذب نسي أبجديات الوطن .. وطالما أن المثقف منا نسي أن جلّ الأعمال الأبداعية هي التي كتبت من خلف القضبان ..


أحياناً أخجل أن أصنفّ نفسي وأعلن انتمائي إلى ( شريحة المثقفين ) ..






الاربعاء ١١ صفر ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / كانون الاول / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كلشان البياتي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة