شبكة ذي قار
عـاجـل










 

ثوار العشائر بعد احكام السيطرة شبه الكاملة على العديد من المدن العراقية في بغداد وديالى واطراف كركوك اضافة الى محافظات نينوى وصلاح الدين والانبار حيث تسّير الادارتان الجديدتان في الموصل وتكريت بقيادة المحافظين اللذين عينهما الثوار .. الامور وسط غبطة ورضا المواطنين، يواصل الثوار الزحف باتجاه بغداد من كل الاتجاهات اذ تتواصل انهيارات جيش وشرطة وميليشيات السلطة وهزائمهم امام الثوار وسط دهشة العالم مما دفع المالكي الى دعوة اسياده المحتلين في واشنطن وطهران خاصة ومنظمة الامم المتحدة الى مساعدته في مواجهة ( الارهابيين ! ) ،

 

الولايات المتحدة الاميركية وعلى لسان الرئيس ( اوباما ) اعلنها صراحة ..ان واشنطن لن تشارك بقوات عسكرية على الارض و حمّل المالكي مسؤولية ما يحصل بسبب سياسته الخاطئة ،ويرى غالبية الاميركان،ان لايتعدى الدعم الاميركي الامور اللوجستية والاستخباراتية،وحتى لو تطورت الامور فان التدخل سيقتصر على ضربات جوية بطائرات من دون طيار ؟! ومن باب الضغط اعلن عن توجه حاملة الطائرات الاميركية ( جورج بوش ) الى شمال مياه الخليج العربي ،كما قيل عن تعزيز حماية السفارة الاميركية في بغداد بـ 235 من المارنيز، اما النظام الايراني ، وهذا ليس غريبا،فقد اعلن عن تحريك بعض وحدات النخبة في الحرس الثوري اذ قيل انها دخلت الاراضي العراقية ،كما ان الرئيس ( روحاني ) اعلن استعداد بلاده لدعم سلطة المالكي مهدداَ بـ " التدخل العسكري لحماية المزارات الدينية المقدسة " واشارت الانباء الايرانية الى" ان طهران مستعدة للتعاون مع الاميركان فيما يخص العراق شريطة ان يتم الاتفاق النهائي حول الملف النووي !!!" وكانت بعض وسائل الاعلام قد عرضت اخبارا مصورة عن ( قاسم سليماني ) وعدد من مساعديه في غرفة العمليات في بغداد لادارة المواجهة مع الثوار ، كما تم تنظيم استعراضات ابرازالعضلات الاستفزازية للميليشيات المرتبطة بها ،وتقرر سحب قوات ( ابو الفضل العباس ) من سوريا لزجها في المعركة ، كما دفع بالامور الى صدور فتوى المرجع ( السيستاني ) بالتطوع لمقاتلة ( داعش وقوى الارهاب ) لاسناد المالكي في دعوته تشكيل جيش رديف يحل محل الجيش المهزوم ، الامم المتحدة والمنظمات الدولية والعديد من الدول عبرت عن قلقها وخشيتها مما يحصل على الساحة العراقية على الامن والسلام في المنطقة والعالم ، وقد حمل بعض المحللين السياسيين الولايات المتحدة مسؤولية" هذه الكارثة"على حد وصف المحلل السياسي الالماني ( ميشيل لودرز ) واصفا "..ما يحدث هو ثمن اخطاء المحتل الاميركي في حل الجيش وحزب البعث مما شكل نواة لمقاومة الاحتلال الاميركي " فالجيش المهزوم هو من صنيعة الولايات المتحدة التي سلحته واعدته واشرفت على تدريبه في عدد من دول الجواروالذي كلف مليارات الدولارات! ومن الجانب العربي فان ابرز ما صدر لحد الان التصريح السعودي بتحميل المالكي وسياسته الطائفية مسؤولية ما يحصل في العراق مؤكدة ان

 

"..المالكي يدفع العراق نحو الهاوية بسبب سياسة الاقصاء للعرب السنة ، والمطالبة بالاسراع في تشكيل حكومة وفاق وطني " ويتوقع صدور بيان عن اجتماع وزراء الخارجية العرب المنعقد اليوم 6/18 في جدة يتوقع ان لا يختلف عن موقف الجامعة العربية ، وقد ردت حكومة المالكي على ذلك باتهام السعودية بانها وراء ما يحدث ! وهو ما ردت عليه واشنطن، بتصريح وصف بالصفعة القوية للمالكي جاء على لسان المتحدثة باسم الخارجية الاميركية ( جين ساكي ) التي خاطبت المالكي قائلة "اتهامك للسعودية عدائي ، وحكومتك طائفية" وبنظرة تحليلية فاحصة يتبين ..ان الثورة الشعبية قد فاجئت واقلقت الجميع وبالذات من هم معنيون بالشأن العراقي واعني واشنطن وطهران بانتصارات الثوار الباهرة، وهذا الانهيار المخزي والهزيمة النكراء لجيش وقوى امن وميليشيات مدربة ومسلحة و بتعداد يفوق المليون ، والتي احدثت هزة عنيفة للسلطة عموما وللمالكي بشكل خاص ، وادت الى هروب العديد من المسؤولين والبرلمانيين والقادة والضباط العسكريين فضلا عن اندفاع الثوار والزحف باتجاه العاصمة بغداد ، ورغم خطورة ذلك على سلطة اقامتها اميركا والمحافظة عليها امرتحرص عليه واشنطن ، فلايتوقع ان تتدخل الولايات المتحدة عسكريا بشكل مباشر واذاما ضغط على ادارة اوباما، فان التدخل لايعدو طلعات جوية بطائرات بدون طيار وحتى هذه فاشلة ولا تؤثر في الحسم والتساؤل ..اي مواقع ستقصفها هذه الطائرات؟ لاسيما وان الاميركان اعترفوا بان الثوار يتقدمون وفق خطط عسكرية مدروسة ولم يركزوا على مدينة واحدة فهم يتحركون على عدة محاور مما يتعب قوات المالكي و يجعل الرد ضعيفا والجهد العسكري مشتتاَ ، ولهذا فان اميركا ستدفع كل الاطراف السياسية والمعنيين بالشأن العراقي قبل دخول طلائع الثوار قلب بغداد ، الى ايجاد حل سياسي بتشكيل حكومة وفاق وطني بدون المالكي الذي بات غير مقبول حتى لدى حلفائه في الائتلاف الوطني الشيعي،وهذا ما تمخض عن لقاء الرئيس اوباما مع الكونغرس الذي انفض قبل ساعة اليوم الاربعاء 6/ 18 اذ تأكد من خلال انباء مسربة انه "حتى الضربات الجوية ليست مطروحة على الطاولة" ولهذا ستشهد هذه الايام تصعيدا في التصريحات والتهديدات وبما يشكل ضغطا على ثوار العشائر ،ـ

 

ومن الباب الخلفي ستمارس واشنطن ضغوطا على المالكي وسلطته لقبول حل سياسي وتشكيل حكومة وفاق وطني لامتصاص نقمة الشعب بسبب السياسات الطائفية والدموية وعلى حساب الثورة الشعبية.وبالنسبة لايران ..فان وجودها على الساحة العراقية ووجود اتباعها على رأس السلطة امر ستحرص على ترسيخة بكل الوسائل ومن دون المشاركة العسكرية المباشرة بقوات كبيرة لادراكها ما في ذلك من مخاطر في منازلة ذات طابع طائفي غير مضمونة النتائج !والاكتفاء بالخبراء وجنرالات الحرس الذين يشاركون منذ ايام في ادارة العمليات العسكرية ! وربما ستساهم ببعض وحدات الحرس الثوري وبمتطوعين تحت يافطة "الدفاع عن العتبات المقدسة" ولكن اذاما تطورت الاحداث ايجابيا لصالح الثوار فانها من اجل ضمان مصالحها لايستبعد ان تتخلى عن المالكي وربما ستلعب بترشيح احد اتباعها الاخرين ، مع عدم اغفال انها ستستمر، حتى اخر لحظات، في سياسة الغدر وايجاد اي ثغرة للتسلل للنيل من الثورة ، كما تشير الانباء الى ان ايران الملالي قد يستغل الوضع الراهن في العراق ورغبة واشنطن في الحفاظ على النظام السياسي العراقي الذي اقامته بعد الاحتلال في عام 2003 للاتفاق على صفقة مع الاميركان للتعاون معهم في ايجاد حل للوضع العراقي شريطة التوصل الى اتفاق نهائي بشأن الملف النووي الايراني ، فملالي ايران بازاريون يجيدون اللعب في السياسة ولا يهمهم العراق ولا شيعته بقدر ما يحقق مصالحهم ،

 

فهم يسابقون الزمن لدخول النادي النووي الذي يقفون على ابوابه ، وهم اليوم يساومون الاميركان لحل الخلاف مع العالم الغربي حول البرنامج النووي وهم في كل الاحوال مستفيدون من المماطلة وسياسة التسويف لاطالة الوقت وهو ما تحتاجه لانجاز برنامجها . وما يضع حدا لكل هذه التوقعات والتحليلات هو اندفاع الثوار في زحفهم باتجاه بغداد والاسراع بالحسم في دخول العاصمة حيث ان انتصار الثورة سيجهض كل الخيارات المعادية المطروحة ،فالثورة المظفرة بثباتها وصمود رجالها والانتصارات المتحققة على الارض خلال الايام العشر الماضية يؤكد ان السلطة العميلة رغم عمليات التطوع والتهديدات بالجيش الرديف وبالتدخل الايراني والاميركي في طريقها الى الانهيار النهائي.

 

 





الخميس ٢١ شعبــان ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / حـزيران / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. مأمون السعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة