شبكة ذي قار
عـاجـل










حينما نسمع الأخبار عن حرب المياه التي أعلنها على شعب العراق نوري أبو مايطيهة مستعملاُ حيشه الميليشياوي في كسر السداد عن مياه الفرات لإغراق قضاء أبوغريب ومحيط بغداد نستذكر مواقف الجيش الوطتي وحكومات العراق وأنظمتها السابقة ، وبالأخص منها نظام البعث من فيضانات دجلة والفرات ...


وقبل أن نتحدث عن هذا الموضوع وعلى أساس الأماتة في ذكر الأحداث التأريخية نذكر أن في عهد السيطرة العثمانية على العراق أقام والي بغداد ناظم باشا سداً سمي بإسمه ( سدة ناظم باشا) ... وللحقيقة والتأريخ أيظاً فإن إيران قد إستعملت مع العراقيين حرب المياه منذ الأشهر الأولى للإحتلال .. فحجبت المياه عن الروافد التي تصب بنهر دجلة والتي تمر عير محافظة ديالى لتدمير الزراعة والبساتين لدفع أهلها لهجر قراهم ومدنهم ليسهل عليها الوصول إلى بغداد دونما مقاومة من أهل ديالى .. كما أرسلت المياه الملوثة بكل ما يفسد على أهل واسظ وميسان والبصرة شرب هذه المياه وبالأخص المياه الملوثة بفضلات نتائج تجاربها النووية إلى شط العرب ومحافظة البصرة على وجه الخصوص .....


ونتذكر أن في الأربعينيات والخمسينات من القرن الماضي كان للجيش العراقي الوطني دوراً كبيراً في دفع الفيضان الهائل لنهر دجلة عن بغداد ويسهم مع الجيش شباب العراق من طلبة المدارس ففي عام 1954 على سبيل المثال قام الجيش بإنقاذ السكان الذين يسكنون منطقة ما تسمى آنذاك منطقة خلف السدة ، وهم أناس يسكنون بيوت من القصب ويربون الماشية وعلى وجه الخصوص الجاموس لإنتاج الألبان ومشتقاته ونقلهم إلى منطقة كرادة مريم التي تقع في الجنوب من جانب الكرخ . بالإضافة إلى ذلك كانت عجلات الجيش تنقل الأكياس المملوئة بالتراب إلى منطقة السدة ليستلمها شباب المدارس وباقي المواطنين ليزيدوا بها إرتفاع السدة كلما طغى مستوى ماء الفيضان عن مستوى حافة السدة ... وللعلم أن هؤلاء السكان هم من سكان الأهوار في جنوب العراق وقد جاءوا إلى منطقة خلف السدة في بغداد بعد أن ضاق بهم العيش هناك ... وكانت حدود جانب الرصافة الشرقية آنذاك هي هذه السدة وهي تمثل ذات إمتداد شارع فلسطين الآن ، أو على وجه الخصوص إمتداد طريق محمد القاسم السريع . إما الأراضي التي تقع شرقها فهي أراضي تكثر بها المستنقعات المتكونة من بقايا مياه الفيضانات المتكررة سنوياً مما شجع هذا الأمر هجرة مربي الجاموس من أهوار جنوب العراق ليسكنوا فيها ...


وبعد ثورة 14 تموز عام 1958 بقيادة الضباط الأحرار في جيش العراق ، تلك الثورة التي غيرت نظام الحكم في العراق من الملكي إلى الجممهوري ... ورغم إنفراد عبدالكريم قاسم بالحكم إلا أن جيش العراق كان حاضراً في الدفاع عن الشعب ضد أي تهديد يواجهه . وكان من أول ما قام به هذا الجيش هو شق القناة التي تبدأ من منطقة شمال منطقة الكسرة وتنتهي في الجنوب من بغداد حيث تأخذ هذه المياه من نهر دجلة من منطقة الكسرة لتعيده مرة ثانية إليه في جنوب بغداد لتبعد زيادة مياه الفيضانات في نهر دجلة عن مركز بغداد ، وقد سمى العراقيون هذه القناة ولحد الآن بإسم ( قناة الجيش ..!! ) ... وبعد أن أجبر الجيش عبد الكريم قاسم بتشكيل مجلس الحكم ، قام هذا المجلس بإقامة سد دوكان على نهر الزاب في عام 1959 ليحجز مياه الفياضانات القادمة من الشرق بإتجاه بغداد كما قام الجيش بنقل الذين هجّرهم فيضان 1954 إلى نفس المكان الذي كانوا فيه ، وكانت مدينة الثورة التي كان للجيش دور كبير بنقلهم وبإسكانهم في بيوت بناها لهم بالطابوق .....


وبعد ثورة 17 – 30 تموز عام 1968 طوّرنظام البعث مدينة الثورة وإلتزم الشهيد صدام حسين رحمه الله بتطويرها كمدينة حديثة ، فشق الشوارع وبنى المدارس والمستشفيات الحديثة فيها . وكان من أحدث المستشفيات التي أمر شهيد الحج الأكبر ببناءها هي مستشفى صدام التي بدل عملاء الإحتلال إسم هذه المستشفى بعد الإحتلال إلى مستشفى الصدر مثلما بدلوا إسم هذه المدينة إلى مدينة الصدر بعد أن أسمّاها أبناء الشعب ( مدينة صدام ....!!! ) ...


وللقضاء على الفيضانات التي تهدد العراق من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه قام النظام الوطني قبل إحتلال العراق ببناء السدود العظيمة على نهري دجلة والفرات وكان من أهمها سد صدام في شمال مدينة الموصل وسد حديثة في أعالي الفرات ، لتخزين مياههما إيام الفيضانات التي تتكرر في ربيع كل عام لدفع أخطار الفيضانات عن شمال ووسط العراق وجنوبه . كما قام النظام الوطني بإنشاء السدود على الوديان التي تصب المياه في الفرات لجمع سيول المياه التي تزيد من خطورة فيضانات الفرات عن مدن العراق في الفرات الأوسط والجنوب .... كما أنشأ النهر الثالث الذي يبدأ من شمال بغداد ويتجه جنوباً حتى يصب في خور عبدالله ، ومهمته بالإضافة من التخلص من مياه المبازل ، هي تصريف مياه الفيضان الذي يحدثه نهر الفرات .. كما نظم النظام الوطني إستغلال المشاريع المائية التي أنشأها للنهوض بزراعة العراق ومكافحة التصحر في غرب العراق ...


وقد كان للجيش الوطني ومساهمته مع أبناء الشعب دوره البارز في دفع أخطار الفيضانات التي كانت تهدد سنوياً المدن الواقعة على الفرات ، من أعالي الفرات إلى جنوبه ، قبل أن يقيم النظام الوطني السدود على النهر الفرات ...


وتذكرنا دائماً أغنية الفنان كاظم الساهر ( عبرت الشط على مودك وخليتك على راسي .... ) بقصة تلك الماجدة العراقية التي تعاتب إبنها وتذكره عبر قصيدنها المشهورة أعلاه وكيف إنها جازفت بحياتها في فيضان عام 1954 ، حينما خاطرت بحياتها من أجل إنقاذه من الغرق ووضعته على رأسها وهي تسبح به إلى بر الأمان .....


ولكن بماذا إستخدم جيش نوري القريضي مياه الفرات لكي يثأر لقتلى الأمريكان في الفلوجة ولقتلى الفرس في فادسية صدام .....؟؟؟ ؛ إنه وبأمر نوري كامل الذي أعلن حرب المياه على الشعب ، قام الجيش الميليشياوي بكسر سداد مياه الفرات ليغرق بها الفلوجة وأبو غريب وحتى بغداد إذا إقتضى الأمر ....وهكذا نرى الفرق بين الإصالة العراقية بالنسبة لجيشنا الوطني الذي حله الإحتلال وبين جيش الميلشيات الذي أنشأه الإحتلال لقتل أبناء العراق بكل طوائفهم ، إن هم وقفوا ضد ماتريده أمريكيا وإيران والكيان الصهيوني من تمزيق العراق وإحتلاله .....!!! ولكن هيهات لهم ذلك فإن ثورة أبطال الرافدين قد قامت .... وسينتصر العراق وثواره بكل طوائفه مهما دبر المحتلون من دسائس وأثاروا من الفتن الطائفية ومن تزوير لما أسموها بالإنتخابات التي تشرف عليها إيران بشكل مباشر ... فقد عرف العراقيون بكل طوائفهم وأعراقهم وأديانهم ماذا تريد منهم دول الإحتلال .... وسينتصر ثوار الرافدين قريباً بعون الله ويحرروا عراقهم ، وسيحطموا كل ما هيءَ عملاء ملالي إيران من ميليشات ... وما النصر إلّا من عند الله ... والله أكبر .....






الخميس ١٥ رجــب ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / أيــار / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمد عبد الحياني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة