شبكة ذي قار
عـاجـل










مضى ست وستون عاما على المشاهد المروعة لقوافل المهجرين الفلسطينيين من بيوتهم وقراهم ومدنهم التي دمر معظمها بالكامل لتزول عن أرض الواقع وتبقى خالدة في الذاكرة التي لا يمكن للنسيان أن يرقى اليها...أكثر من ستون عاما مضت على أكبر جريمة مدوية في العصر الحديث,حيث القتل والذبح والترويع في أكبر عملية تطهير عرقي أدمت قلوب الانسانية جمعاء ولم تحرك وازعا من ضمير صناع القرار في عالمنا العربي وكذلك أروقة ومجالس المجتمع الرأسمالي الامبريالي..منذ سته وستون عاما والجرح العربي في فلسطين لا زال نازفا رغم ادعاء الديمقراطية وشيوع الحريات وحقوق الانسان على كوكب الكرة ألارضية ,وكذلك إنهاء وإغلاق كل الملفات من احتلال وتمييز عنصري وبقيت نكبتنا مستمرة ومفتوحة على كل الاحتمالات ..ولا زال الفلسطيني يرحل من مكان الى اّخر تطارده ألوانا جديدة من القتل والقصف والتنكيل والحرمان بل والتدمير الكامل لبعض مخيماته تديرها أصابع جديدة وأحيانا مأجورة كما حصل في صبرا وشاتيلا والبارد والبداوي وتل الزعتر وأخيرا في اليرموك الشاهد الحي على استمرار الجريمة بحق شعبنا وقضيتنا العادلة.


وفي مثل هذا اليوم تحل الذكرى السادسة والستون لنكبة شعبنا العربي الفلسطيني التي وقعت أحداثها في 1551948م عندما أعلن عن قيام ما يسمى دولة (اسرائيل) على أجزاء من الاراضي العربية الفلسطينية سبقها اعتراف دولي ظالم ضم حتى صوت الصديق الشيوعي السوفييتي وتواطيء بريطاني أمريكي استعماري لا يستهدف فلسطين فحسب وإنما الوطن العربي برمته.


في الخامس عشر من أيارعام ثمانية واربعين بدأت فصول النكبة الفلسطينية حيث أرتكبت العديد من المجازر البشعة بحق أبناء شعبنا وتتالت معها فصول القتل والذبح وقصف البيوت الاّمنة ومشاهد جثث ألاطفال ملقاة على جنبات الطرق..ونساء مذبوحة من الوريد الى الوريد..وشيوخ يدفنون حتى وهم أحياء..ناهيك عن المقابر الجماعية في حيفا ويافا وغيرها حتى الاّن لم تكشف ولا زال الستار عليها مسدولا..وأشجار تقلع وبساتين تجرف وبيوت تهدم وقوافل من المهجرين هائمين على وجوههم والوجهة غير معروفة..حط الرحال ببعضهم دول الجوار العربية في خيام نصبت لا تصلح لجنس الاّدمية..ومنهم من وصل أرض العراق وعاش هناك أخا عربيا حتى لاحقته فلول الغزو ألامريكي الصهيوني لتعبث بأمنه وسلامته وحياته وتجبره على الرحيل مجددا وجهته هذه المرة مكانا قصيا قد يكون أمريكيا أللاتينية..ومنهم من حط الرحال في سوريا لتلاحقه من جديد يد الصهيونية مغلفة بستار الطائفية والحروب ألاهلية تلكم الفوضى الخلاقة الصناعة الامبريالية الصهيونية.


وتستمر النكبة ومعها تتواصل اّلام ومعاناة شعبنا كل ذلك يجري على مرأى ومسمع العالم والبشرية ودون ان تحرك مؤسساته ومنظماته الانسانية ساكنا...ملايين من ابناء شعبنا لا زالت تعاني المنفى والمهجر رغم القرارات الدولية التي منحته حق العودة....عشرات القرى والمدن العربية أزيلت عن الوجود وزرع مكانها مستوطنات يقطنها العابرون الغرباء مصاصي دماء الانسانية من أتباع الصهيونية الامبريالية ...مئات ألالوف من الشهداء والاسرى وهذه الدراما وهذا السيناريو لا زال مستمرا لعل وعسى أن يسمع العالم أنين عذاباتنا وجراحنا..هذا العالم لا ولن يسمع ..وكل ذلك منوط بسواعدنا المجبولة بعطر المقاومة وأيدينا التي ترفع راية الجهاد خفاقة في سماء العروبة حتى يعود كامل الحق العربي في فلسطين ويرحل عنا العابرون الصهاينة الى ما وراء البحار من حيث أتوا.






الخميس ١٥ رجــب ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / أيــار / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ثائر حنني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة