شبكة ذي قار
عـاجـل










كان واضحاً وضوح الشمس السلوك المتجانس بين نظام دمشق ونظام بغداد حيال ما يحدث في البلدين .. الأول يتفادى المواجهة مع الثورة بإشغالها بفصائل صنع بعضها، وفصائل اغدق عليها وعناصر جلبها وسهل لها الدخول، والهدف هو المشاغلة والإستنزاف ثم الإجهاض .. والثاني كان قد اطلق مقولته الشهيرة ( هدو عليهم اجلابهم ) ، بمعنى ( اطلقو عليهم كلابهم ) ، لمشاغلة الثورة السلمية التي تصاعدت نتيجة للعنف السلطوي والإستهتار بقيم السماء والأرض إلى ثورة مسلحة تدافع فيها عن الحقوق والقيم والهوية المهددة بالزوال .

 

1-  ماذا يعني بالكلاب ؟ ، الكلاب التي تعيش بين ظهراني المناطق وعشائرها وقبائلها وعائلاتها .. وهي كلاب سائبة ، لأنها لا تمت لقيم العشيرة والقبيلة والوطن بصلة، إنما هي تنتمي لمن يدفع لها ويغدق عليها بالمكاسب والمناصب والمكانة الاجتماعية، لأن هذا الصنف من الكلاب، هو في حقيقته ضعيف ولعابه المسعور يسيل لمجرد التلويح له بعقد مقاولة، كما يهز الكلب ذيله فرحاً وسعادة حين يلوح له بالعظام .. فهي كلاب تراها تتمسح بين رجليك حيناً وحيناً آخر تجدها في أحضان الآخرين وحسب المنافع والمقاصد ..

 

2-  هذه الكلاب موجودة في كل المناطق، ولم يقتصر وجودها في الأنبار والفلوجة وديالى والموصل وبغداد فحسب، إنما هي في البصرة والعمارة والناصرية وكربلاء والنجف صعوداً إلى بغداد العاصمة .. وإن استخدامات هذه الكلاب متعددة، فمنها استخدام المخبر السري، ومنها الوسطاء والذين يعلنون الوساطة بين المجرم والضحية، ومنها الذين يفجرون القنابل في منتصف الطريق كما يفجرونها في الحشد الخير وفي اللحظة المناسبة، واخطرها المندس تحت غطاء ( التقيه ) .

 

3-  حشد الثورة معروف .. فهو واسع ومنتشر ومتنوع في انتماءاته .. رجال دين أكارم نبلاء وغيارى على دينهم وشعبهم وبلدهم ، ورجال فكر، ورجال صحافة ، وطلاب علم وثقافة ، ورجال كسبة وتجار، ورجال عسكر حلَت سلطات الغزو مؤسستهم العسكرية، ونساء ، وشباب ، وغيرهم الكثير.. وتنوعهم يتجاوز المذاهب الدينية والقوميات في ثورتهم على الظلم والظالمين .

 

4-  هذا الحشد هو الذي يشكل رأس النفيضة المباركة من أجل أمن العراق وأمن شعبه واستقراره، ومن أجل وقف نزيف الدم والثروة ، ومن أجل مستقبل الجيل الذي سيكبر وهو يحمل من الترسبات ما يجعل المهمة التربوية والاجتماعية والنفسية ليست سهلة على الإطلاق، ليس الآن إنما في المستقبل .

 

5-  والكلاب السائبة بين هذا الحشد المبارك، سبق وكشرت عن أنيابها أكثر من مرة، وسبق أن وظفها الغازي المحتل لتطارد الوطنيين بحجة ( القاعدة ) ، التي هي ضرورية من أجل بقاء سياسة محاربة الإرهاب باقية ومستمرة لعقود .!!

 

6-  ومن بين هذا الحشد من الكلاب التي ( تتمسكن وتزايد ربما حتى تتمكن ربما ) ، وهي تجري وتتدافع بين أسيجة منازلنا وشوارعنا كانت هناك ثعالب ماكرة معها، لا بل تقوم بالتعاون معها لإغراض حتى باتت تقريباً في المقدمة، حين يتطلب الأمر ( الخديعة بالمفاوضة ) مع القاتل .. هل ترون شيئاً أسمه المفاوضة مع القاتل على حساب الضحية.!! ، وكلاهما .. الكلب والثعلب،  يؤديان دورهما المخرب والمتآمر على الثورة ودماء أبنائها،  يلعقان أحذية الذين يجلسون على رأس السلطة في المنطقة الخضراء، وهؤلاء بدورهم يلعقون أحذية المستشارين الأمريكيين، وهؤلاء المستشارون وسفيرهم يلعقون أحذية الإيرانيين حين يصل الأمر إلى المصالح .!!

 

7-  الكلاب تنبح ووجهها باتجاه أزلام المنطقة الخضراء .. وحين تتعب تسكت ولعابها يسيل، تنسحب لتنهش قامات الرجال الثوار الذين يقارعون الظلم والظالمين ويدافعون عن الحق والقيم .. والنباح من هذا الصنف هو للتمويه، أما العض والنهش فهو لخدمة مشروع المحتلين .. هنا ، لا يختلط النباح مع العواء، لأن لكل منهما دوره في الإغتيال وإجهاض الثورة .!!

 

8-  والملاحظ .. هؤلاء الكلاب والثعالب هم ( عيون وآذان ومخالب ) لسلطة القمع الطائفية في بغداد .. فكلما تقدمت الثورة وتصاعدت انتفاضتها المباركة، كلما نشطت أشداق الكلاب وباتت لغة الثعالب تتحدث عن كل ما يثبط هذا التقدم وينمي الشكوك ، والأخطر .. العمل بما يصرف النظر عن أصل الحالة صوب تضخيم الحالات الثانوية، ومحاولة تفجير قضايا من شأنها أن تعرقل مسيرة الثورة وتصاعدها باقتراحات وبيانات وتصريحات توحي باختلافات في وجهات النظر، وتوحي بإنقسام، وتوحي بتشرذم .. وكل ذلك لم يكن على درجة من الأهمية، ومع ذلك فأن الحالة العامة تأخذ نصيبها في التأثر وتعطي الإنطباع بخلاف ما هو قائم .. أنها محاولات تستهدف خلق التناحر والتصادم الذي يصب في هدف الإجهاض .!!

 

9-  الطرح الراهن المخادع هو ( الحث على نزع السلاح وعزل تنظيم ( داعش ) ، والعمل على مقاتلتها واخراجها من محافظة الأنبار ومدينة الفلوجة الباسلة ) .. وذلك لكي يتكرر سيناريو ( الصحوات ) ، التي عقد صفقتها " بوش الصغير" نفسه على مائدة طعام رئيس قطاع الطرق " أبو ريشه".!!

 

10-  الحالة هذه .. تختزل الموقف كله ، وتختزل الدماء التي سالت والشهداء الذين سقطوا من أجل الكرامة والشرف وحقوق الوطن .. وكأن الموضوع  هو ( داعش ) وارهابها وكيف يتم التخلص منها، أما أصل الموضوع ، وهو الوطن وهذا الشعب المهان والمغتصب فقد اختزل تماماً وبات خلف الحدث الكبير الجلل، وهو تحرير الشعب والوطن من برائن الاحتلال الأمريكي والإيراني على حدٍ سواء.!!

 

11-  الحالة هذه .. تختزل الموقف كله .. وتختزل الدماء التي سالت والشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن الكرامة وحقوق الشعب والوطن .. وكأن الموضوع هو ( داعش ) فقط ، وارهابها وكيف يتم التخلص منها .. أما أصل الموضوع، وهو الوطن وهذا الشعب المهان والمغتصب فقد اختزل تماماً وبات خلف الحدث الكبير الجلل وهو تحرير الشعب والوطن من براثن الاحتلال الامريكي والايراني على حدٍ سواء .

 

12- المؤمن والعاقل لن يلدغ من جحور الكلاب والذئاب والثعالب مرتين، لأن جحور الطائفيين والعنصريين والعملاء مكشوفة تماماً .. أللهم احمنا من القريبين منا، أما أعدائنا فنحن كفيلين بهم !!






الاحد ٤ رجــب ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / أيــار / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة