شبكة ذي قار
عـاجـل










تمر اليوم الذكرى السابعة والستين لحزب الأمة العربية حزب البعث العربي الأشتراكي الذي تاسس في السابع من نيسان 1947. واليوم وحين ينظر البعثيون وراءهم يرون صفاً طويلاً من المنجزات الصعبة التي حققها الرفاق المؤسسسون بتضحياتهم وطريقاً صعباً تم تعبيده بدماء الشهداء التي سالت طاهرة على أرض الوطن الشاسع من المحيط الى الخليج.

وحين يرى البعثيون اليوم هذه المنجزات وهذا الطريق الصعب فأنهم يرون أمامهم أيضاً طريقاً طويلاً من النضال والمعاناة والدم والجهد والعرق ينبغي عليهم وعلى من يأتي خلفهم السير فيه لتحقيق أهداف الأمة والحزب في الوحدة والحرية والأشتراكية. هذه الأهداف التي يرى كثير من المتشائمين أنها الآن ابعد عن التحقيق من اي وقت مضى، وأن معركة الأمة الآن هي معركة الثبات على الموقع وعدم تقديم المزيد من التراجعات والتنازلات، وأن أي كلام الآن عن مزيد من تحقيق الأهداف أو حتى السير قدما نحوها أنما هو نوع من الرومانسية الثورية والتنظير الذي ليس له اساس عملي واضح.

لا يختلف أثنان أن الأمة العربية وحتى الأسلامية تمران الآن بأسوء حالاتهما في العصر الحديث، حيث يسيطر المتخلفون والعملاء والطامعون على مراكز القيادة في حكومات أهم الأقطار العربية مثل سوريا والعراق وليبيا وغيرها من أقطار الوطن الكبير، وحيث اصبحت النظرة القطرية الضيقة والنزعة الطائفية الممقوتة تضربان بأطنابهما في طول الوطن وعرضه، وحيث تتعرض الأمة كل يوم لمحاولات تفتيها وشرذمتها وتقطيع أوصالها، وتنهب ثرواتها لتكون في أيدي الشركات الأجنبية الطامعة، ويتم تدمير أجيالها الناشئة وتضييع مستقبلها عبر وسائل الأعلام المسيس المرئي والمسموع والمقروء، بل والأخطر عبر الفضاء الأليكتروني الذي أصبح متاحاً ومفتوحاً يدخل البيوت دون رقابة أو تدقيق. كما يتم تحطيم الجيل الناشيء في بعض دولها بالرفاهية الزائدة والأفساد المتعمد.

كيف نتكلم عن تحقيق الأهداف ونحن نرى الأحزاب الدينية المسيسة والحركات التي تتخذ من الدين- وخصوصاً الأسلام- ستاراً لها وهي تصول وتجول هنا وهناك تغسل الأدمغة وتنشر روح الكراهية والتكفير وتفجر بالمفخخات كل أواصر التآخي وتهدم بالعبوات الناسفة كل دعائم اللحمة الوطنية بين أبناء الشعب الواحد في القطر الواحد ناهيك عما تفعله بابناء الأمة!؟

كيف نفكر في تحقيق الأهداف ونحن نشهد تحالفاً غير مسبوق بين كل أقطاب العالم لتدمير حلم الأمة في العيش الرغيد وتحقيق الأهداف التي تصب في مصلحة الأنسانية؟ فلا الشرق يقف معنا ولا الغرب يتوقف من التآمر علينا وهم يختلفون في كل شيء الا في الأتفاق على تدمير الأمة وحلمها و ...... حزبها الرائد.

وكل ما تقدم صحيح، لكن الصحيح ايضاً أن حركة انتجتها جراح الأمة ومخاضها الصعب، وحزباً قدم في طريق بناءه وتدعيم مسيرته مئات الآلاف من الشهداء وبعض منهم من قياداته وكادره المتقدم، وتنظيماً حمل كل هموم الأمة ولم يساوم عليها رغم وعورة الطريق وصعوبة المهمة وكثرة المغريات وعظم التحديات، نقول أن مثل هذا الحزب هو الأجدر بأن يقوم بالمهمة التي يراها البعض مستحيلة لينهض بالأمة من سباتها ويزيل عنها رجس الشيطان الذي حل ببعض أجزاءها. من غير البعث الذي يستلهم عظمة الماضي العربي والأسلامي بشكل عصري وواعٍ يستطيع أن يعيد البريق لأمة كان بريقها هو الأوحد يوم كان العالم ملتفاً بظلام التخلف وظلم المتخلفين؟ ألم يكن قدوة البعثيين الكبرى نبي الأنسانية محمد ( صلى الله عليه وآله ) هو المنار الذي تستضيء به الأمة في ظلام المجهول، مستنيرة بسيرته التي وشحها بقيادته لأمة العرب التي كانت غارقة في جاهليتها وليأخذها الى مركز القيادة ولتنتشر راية الأسلام من بحر الصين الى المحيط الأطلسي؟ فهل فكّر المسلمون الأوائل المستحيل، أم فكروا كيف يقهروه؟ ألم يكن حزب البعث العربي الأشتراكي وقيادته وراء نهضة العراق العلمية والعمرانية والعسكرية والأجتماعية يوم شنت العمائم الأيرانية المتخلفة عدوانها الشامل على نهضة الأمة، ومن ثم تبعها عدوان الثلاثة والثلاثين دولة وما أنثنى العراق وما توقف؟ ألم يكن جيش العراق والبعث وراء هزيمة أكبر قوة عسكرية عرفها التاريخ يوم لعق العدو الأمريكي جراحه وأنسل تحت جنح الظلام ليسحب الجزء الأكبر من قواته؟

نعم! مازال العراق محتلاً ومازالت الأمة تنوء تحت أحمال التراكمات السياسية والأجتماعية الخطيرة التي خلفتها مرحلة التراجع،،، لكن السماء تمطر حين يكون الغيم أكثف ما يكون ( مع الأعتذار لأبي تمام ). والغيث القادم باذن الله سيكون غيثاً يغسل الأمة من كل أوجاعها...

تحية للبعث في ذكراه السابعة والستين
وتحية لكل شهداء الأمتين العربية والأسلامية
وتحية لشهداء البعث وعلى رأسهم سيد شهداء العصر صدام حسين
وتحية لكل السائرين في درب النضال قيادة وكوادر وجماهير
وتحية لقيادة البعث وعلى راسها الرفيق القائد عزة أبراهيم ورفاقه الأجلاء
والله أكبر،،، والله ناصر المؤمنين ....






الاحد ٦ جمادي الثانية ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / نيســان / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أمير البياتي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة