شبكة ذي قار
عـاجـل










تأتي الثورات والانتفاضات والتغييرات عادة بصورة مفاجئة والحديث عن مقدماتها وارهاصاتها بعد استقرار الامور لانها مثل الزلازل والبراكين في الطبيعة.والثورة العراقية الكبرى ستفك عقال المستقبل والمعلق على حبال الترحيل والارجاء لحين استكمال اللمسات الاخيرة وتحقيق توازن القوى.لانها ستولد من رحم ومعانات والالام وقيم ومبادىء وافكار وتطلعات وتضحيات الشعب العراقي الذي رفض ويرفض الذل والهوان.وتاريخ انطلاق الحراك الشعبي عام 2011 المعمد بالدم له استحقاقاته ونجاحاته واخفاقاته والتعلم من دروس الماضي وعثراته يعد مقياسا تقييميا لوعي الشعوب ونضجها الحضاري لغرض الاستفادة من الدروس المستخلصة.لانه اتاها من اتاها من القوى السياسية والوطنية وناصرها وقاسمها حمل مطالبها العادلة. ومنهم من تأمر عليها واضعفها واخترقها .ويخطىء من يظن انه استخرج لها شهادة وفاة من خلال ضرب وتدمير منتفضي الفلوجة والانبار وسامراء والحويجة وام الرماح.فرهانها على كسب معركتها الطويلة و الشرعية وتصديها لسياسة الخفاش الاسود المالكي والسياسيين الطائفيين الجدد واشباههم والطباليين وحلف الغادرين والرذيلة ممتشقا لغة المداهنة والتملق والاحباط والتبخيس والتيئيس وشطبها من وراء نقدها الغير منصف والنزيه والغرق بالاخطاء.

 

فعليهم معرفة ,ان حكومات الاحتلال المتعاقبة قد اعادت تنضيد المجتمع العراق على اساس هويته الطائفية.وجرى استنساخ النموذج اللبناني وتطويره على الحالة العراقية على ضوء التفاهم والتنسيق الامريكي—الايراني . هذه القوى الشعبية الثائرة مطالبة بتطهير وضعها الداخلي من بلطجية الداخل والخارج لانهم يمثلون صراع الثبات على المبادىء والقيم والشعارات وافكار وسلوكيات وتضحيات. ولتكن جامعة وموجهة ضد الفساد والاحتلالين الامريكي والصفوي واسقاط النظام المالكي لانه دمر العراق والعراقيون واوصل النخب السياسية لمرحلة الخصاء واللافعل. ( وليست مائعة ) .فالحركات الاحتجاجية ارغمت السلطات الحاكمة على التفاوض معها وتحقيق جزء كبير من مطالبها.يقول السيوسيولوجي الالماني ماكس فيبر ( ان اخلاق الطبقة الوسطى هي محرك للتحولات الاجتماعية ) .فالذي يحدث هنا رشوة وسرقة واختلاس وتزوير وغياب قيم وسلوكيات وظواهر اجتماعية واخلاقية جاء بها المحتلون وادلاء الخيانة.حتى صار فيه اكثر من 50 حزبا وكيانا سياسيا واجتماعيا .هذه الخريطة السياسية الكبيرة سببها عدم وجود قانون لتنظيم تشكيلها مثلما موجود باغلب دول العالم, ومادام هذا المنوال فكل جماعة بالقرى والارياف والمدن والمواكب السائرة والمليشيات والحشاشين ومروجي الحشيش سيصل عددها الى100 وهذا خطر على خطط التنمية وروح المواطنة الصالحة.زجوا بالالاف بغياهب السجون وشردوا مثلهم ولم يأمن منهم القاصرون والنساء والحوامل والشيوخ, بلا محاكمات وهذا ما كشفت عنه منظمة حقوق الانسان الدولية بتقريرها الصادر يوم 14-2-2014 فهناك فجور سياسي يعمل لمحاصرة قوى الخير والرفض والعروبة والاصالة والمقاومة لحماية الوضع الفاسد واتساع رقعته وتعميق جذوره بالمجتمع. تعمل على اذلال العراق والعراقيين والاستخفاف بمشاعرهم وتكريس الانفصام بين وطن الانتساب ووطن الانتفاع.فهم استفادوا من الديموقراطية الدموية لاحتلاله لتغيير الانظمة ( ديموقراطية المكدونالد ) والوجبات السريعة القابلة للاستهلاك من دون تحقيق الاشباع الروحي والفكري والرخاء الاجتماعي.فهذا استعمار جديد واعتداء على السيادة والوطن والدين الاسلامي والقيم والمبادىء والكرامة الوطنية.حتى جعلوا بعض ابناء الشعب العراقي لايفرق بين الخمر والخل, لان العلم الناقص اشد خطرا من الجهل البسيط..اما القوى الوطنية الرافضة للاحتلال الغاشم وفصائل المقاومة العراقية الوطنية والقومية والاسلامية الباسلة التي احبت العراق بعدد نسائه ورجاله وحصاه وترابه. صورته عدوا محتلا وغازيا وكافرا .حق فيه الجهاد والرباط رغم تحصنه بوسائل مادية راقية وتكنولوجيا متقدمة وحوله عملاء وادلاء خيانة وخونة يدافعون عنه. وهم الان يغسلون ايديهم مدعين بانهم لم يوقظوا الفتنة الطائفية عود ثقاب وراء عود ثقاب.هولاكو الامريكي دق ابوابنا بالتعاون والتنسيق مع آيات الله الصفويين لكي يقبضوا عليه وينتقموا من نصر قادسية صدام المجيدة التي ارغمتهم على تناول السم.

 

والشعب العراقي بكل شرائحه الاجتماعية مطالب بالانتفاضة والثورة على حكومة الرذيلة والعفن, من اجل كرامته وسيادته وعروبته واسلاميته وتخليصه من هؤلاء الامعات و مدن الكاظمية وكربلاء والنجف وسامراء المقدسة لدى الشعب العراقي التي دنسها الصفوييين وسيطروا على مدارسها لتكن مسكنا لزوارهم وفنادقها ومشاريعها وبيوتها !! المعتوه المالكي يسير وفق قاعة ( قولوا ماتريدون ونحن نفعل مانريد ) !! فمتى تنفك عقدة الالسن والضمائر والمواقف الصامتة عند بعض اهلنا بجنوب العراق ووسطه.محاولا تاديب اهل الانبار والمحافظات المنتفضة على تعنتها وثباتها وتمنعها ورفضها لكل محاولاته المشبوهة بالاحتواء والتدجين ولي ذراعها وتركيعها. فالامريكان تعلموا من درس مجاهدي الانبار وهم راس من رؤوس الحراب وولوا مذعوريين يتحدثون عن مستنقع اهل الانبار والرافدين.متناسيا ان مدنها ومجالس عشائرها وثوارها واهلها وكرامها واشرافها ومجاهديها ومناضليها وشبابها,هم اهل العزائم والبطولة والنضال والجهاد والاباء والشهامة والفداء والنخوة ومد الرقاب للسلاسل والشموخ على الذل.اعطوا الدروس العظيمة بالصمود والتصدي والمقاومة والاستبسال لخردة المالكي التي اشتراها من الصين واوكرانيا وايران والزخم البشري .فجنوده يرتدون بجاماتهم تحت ملابسهم العسكرية, فروا هاربين من ساحة المعركة الى بيوت اقاربهم وليس بيوتهم خوفا من اعتقالهم.فتحية تقدير واحترام لكل من يحمل السلاح بوجه المالكي وعصابته. ونقول له ان الركوب على حصان الغير لن يكون مريحا. و للاخرين ان الالام تصنع الامم الكبرى.

 

 





الاثنين ٢٣ جمادي الاولى ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / أذار / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب حسين الربيعي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة