شبكة ذي قار
عـاجـل










أن الطموح "الفارسي " إزاء أمة العرب و على وجه الخصوص العراق, بفرض السيطرة والهيمنة سواءا كانت فكرية "عقائدية" أو عسكرية أو أي نوع من أنواع الهيمنة هو قديم وجديد ..


فلم يزل الطموح الفارسي لإبتلاع أمة العرب يدور في خلد الفرس على مر الأزمنة , بالرغم من التحولات الكبيرة التي تعرضت لها دولة الفرس و بالرغم من تغير التوجهات والعقائد التي حكمت دولتهم على مر الأزمنة ,,
ولقد سعوا لتنفيذ هذا الطموح بشتى الطرق وبكل الأساليب سواءا ً كانت سياسية أم عسكرية أم غير ذلك فالغاية تبرر الوسيلة كما يؤمنون.


فلم يكن العداء الفارسي والطموح التوسعي في العراق وأمة العرب مرتبطاً بمذهب والذي ظهر مؤخراً كأسلوب من أساليبهم للهيمنة التي يهدفون للوصول إليها على دول المنطقة ,
بل إن الطموح "الفارسي " هو عداء حضاري امتد لآلاف السنين،


قبل الإسلام وبعده... ولم يكن المذهب إلا ورقة استغلها الفرس مؤخرا ً للوصول الى مأربهم و للوصول الى التمدد والتوسع الذي يرمون الوصول إليه على حساب أمة العرب ،
ولم يكن " المذهب " إلا جسراً أستخدمه الفرس مؤخرا كمعبراً لهم لاحتلال العراق وأرض العرب ..


وكذلك لم يكن الحلف الفارسي الصهيوني الذي يستخدمه الفرس كوسيلة أخرى لتحقيق طموحهم في ابتلاع امة العرب , هو وليد اليوم أبدا ,,, كما يعتقد البعض ,,
أو يعتقد البعض انه وليد الأوضاع الراهنة في المنطقة العربية والشرق الأوسط ,, بناءا ً على مصالح الطرفين المشتركة في التوسع على حساب المنطقة العربية وشعوبها وثرواتها,,
فأن من يدرس التاريخ ويتمعن في سطوره ,,يجد إن الحلف الفارسي الصهيوني قديم منذ أيام بابل !!


ولقد مجدتها كتب اليهود ,, و تلمودهم ,, واعتبروا ملك الفرس كورش هو المخلص وباني أمجاد اليهود ومملكتهم .. بعد زوالها على يدي ملك بابل نبوخذ نصر !!!
فكان سقوط بابل على يد أسلاف الفرس الذين استفادوا من تأمر يهود السبي البابلي و الذين زوجوا إحدى بناتهم "استير" للملك الفارسي كورش,,
الذي من خلاله سهل اليهود "الذين كانوا أسرى و عبيدا في بابل" للفرس احتلال بابل وتخريبها ونهب كنوزها.


كما فعل الفرس اليوم من خلال عملائهم وصبيانهم الساكنين في العراق ,, عندما سهلوا للغراة احتلال العراق , واعترف بذلك اكبر قادتهم عندما قال " لولا إيران لما استطاعت أمريكا من دخول واحتلال العراق!!" ومن يحكم أمريكا اليوم غير الصهيونية ؟؟.


وفي أيام بابل .. لم يكن حينها الإسلام موجود ولا حتى المذهب الذي ظهر وتطور على ما نراه اليوم من تطور خطير متأخرا ً ..منذ أيام أسماعيل الصفوي وتجدد بعد اعتلاء الخميني السلطة والزعامة في بلاد فارس ...
وأما في زمن أكاسرة الفرس عندما تمددت مملكتهم ونفوذها على حساب ارض العرب وأيام ملكهم كسرى و أيام النعمان بن المنذر لم يكن حينها الإسلام موجود ,
و نجد ملكهم كسرى يغدر بالنعمان ويقتله ويأخذ مملكته..


والنعمان هو ملك عربي ,,, بحجة رفضه تزويجه إحدى بناته،
ثم يطالب قبيلة بكر بن وائل بترِكة النعمان التي أودعها لديهم والتي أبت تسليمها وفاءاً بالعهد العربي الذي قطعوه ,,
فكانت معركة ذي قار التي انتصف فيها العرب من الفرس ومملكتهم بقيادة المثنى الشيباني.


و بعد ذلك في أيام معركة القادسية سنة 15 هـ لم يكن هناك أي فرق أو مذاهب،
بل كانت هناك أطماع الفرس في أرض العرب و جهز كسرى جيشاً تعداده ما يقارب مئة وعشرين ألف مقاتل،
ليس للدفاع عن فرقة أو مذهب التي لم تكن موجودة أصلا ً بل بسبب الأطماع وحب التوسع و احتلال أرض العرب ،
فهم في كل زمان يدفعهم حبهم للتوسع والاستعمار في استخدام أي وسيلة تحقق لهم ما يرمون الوصول إليه,,
فهزمهم سعد بن أبي وقاص وهرب يزدجرد ابن كسرى بفلوله خائباً مهزوما ,
فكانت القادسية فاتحة الزحف العربي الإسلامي الذي تواصل حتى الصين شرقاً.


وبعدها ظهر الفرس بلباس البرامكة الذين تغلغلوا في جسد الأمة و تأمروا على الدولة العربية الإسلامية ,, بعدما وصلوا الى أعلى مراكز الدولة ...
و لم يكونوا ينصرون فكر أو فرقة بل طمعاً بالاستحواذ على مقدرات الأمة ,, وكانت هذه المرة بثوب الإسلام ,,
فالفرس لايترددون في طرْق أي مسلك يعتقدون أنه يوصلهم لتحقيق أطماعهم،
والفرس كانوا ومازالوا يمجدون ماضيهم التوسعي الاستعماري الغابر،
وهم لحقدهم على العرب الذين أزالوا مجدهم الغابر يحقدون على كل ما جاء به العرب وأهم ما جاء به العرب لهم هو الإسلام،
والتاريخ العربي مليء بتأمر الفرس وتغلغلهم في جسد الأمة,, وشواهده كثيرة تمتلئ بها كتب التاريخ ..


وما أردته هو أن اسرد بعض معالم هذا التأمر و التسلط وحب التوسع على حساب الامة .. ووضع الدلائل على إنهم في كل زمان استعملوا ولبسوا جلباب جديد ,,
حاولوا من خلاله التغلغل و تدمير الأمة لإخضاعها لسلطانهم ومحاولة إعادة أمجاد مملكتهم الغابرة ..
ونذكر البويهيين وهم القبائل الفارسية الذين تسلطوا على العراق مركز الخلافة الإسلامية عام 334هـ وأستمر قرابة مئة وثلاثة عشر عاماً .
أولائك الذين كشروا عن أنيابهم الفارسية حينما تمكنوا من رقاب العرب!!


فاعتقلوا الخليفة العباسي المستكفي و اقتلعوا عينيه وظل معزولا حتى وفاته سنة 338هـ،
أولائك الذين عاثوا في الأرض فساداً فدمروا وخربوا بغداد عاصمة الأمة ومدن العراق الأخرى تماما كما يفعل أحفادهم اليوم في بغداد ومدن العراق الأخرى.
وما فعله اسماعيل الصفوي الذي احتل العراق عام 1508م , و الذي نافس الغزاة الأتراك على العراق ,


فما كان منه إلا اتخاذ مذهب مغاير لمذهب الأتراك,, ليتمكن من حشد أتباع المذهب إليه تحقيقاً لأهداف الفرس بالسيطرة على العراق واستعادة مجد مملكتهم الغابرة.
لذلك فان عداء الفرس لأمة العرب والعراق في زماننا اليوم.. لم يرتبط بالدجال الخميني وأتباعه الذين ظهروا مؤخرا ً بل يمتد الى كل مئات بل آلاف السنين ,,
والخميني الذي سخر المذهب لخدمة المشروع الفارسي وتمدده على حساب المنطقة وأمة العرب ,,ورث السلطة بعد الإطاحة بحكم الشاه,,
شاه إيران الذي لا دين له .. ولا معتقد سوى الإيمان بطموح بناء مملكة فارس !!


هذا الشاه الذي تآمر على الأمة وفي مقدمتها العراق بالتعاون مع الصهيونية..


ودعما التمرد الكردي المرتبط بالصهيونية العالمية في شمال العراق ,,
منذ نشأة الدولة العراقية الحديثة ودعم كذلك زعزعة الحكم في كل من دول الخليج العربي الناشئة حديثا ً آنذاك ,, وأعتبرها كذلك أجراء من مملكته وشعوبها هو رعايا من رعاياه !!!


فهذا هو المنهاج الذي اعتمده الفرس دائما ,,, بعيدا عن كل ما يتعلق بالدين أو غير ذلك ,, فهم على اختلاف معتقداتهم ,,, توحدوا في هدف بناء مملكة الفرس و التوسع على حساب امة العرب .


واستعملوا على مر الأزمان مختلف الوسائل لخدمة هذا المشروع ,,
وقد أصبح اليوم الخطر الفارسي كطوفان يتغلغل في الشأن العربي و أصبح الآن أكثر وضوحاً , في أكثر من موقع .
وقد تحول الخطر الفارسي اليوم إلى مصدر خطر و تهديد جدي في إزاحة الهوية العربية واستبدالها بالهوية الفارسية ،
ولا أكون مبالغا إذا قلت انه يريد ابتلاع امة العرب كاملة !!!


فلن يتوقفوا عند حدود العراق أو الخليج العربي أبدا ...
بل إذا توفر لهم الوسائل فسيصلون الى ما هو أبعد من ذلك وصولا الى المغرب العربي ,,
خصوصا أنهم استعملوا حلفهم القديم الجديد مع الصهيونية .. في وضع مواطئ قدم لهم حتى في دول المغرب العربي ,,
بل إن هنالك دول عربية في المغرب العربي تخضع اليوم لنفوذهم وسلطتهم من خلال تسخير المنهاج العقائدي الذي لبس جلبابه الفرس بعد ثورتهم المشئومة التي جاءت بدجالهم الخميني الى السلطة !!
ان دولة الفرس اليوم وصلت الى حد خطير من التهديد السياسي والإستراتيجي الذي يضاف إلى قائمة التهديدات الخارجية التي تستهدف النظام السياسي العربي.
تهديد يستهدف الهوية القومية العربية ,


واعتقد ان أول الطريق لمجابهة هذا التهديد هو المعرفة العميقة لما وصلت اليه الدولة الفارسية من نجاحات في تحقيق ما كانت تتمنى,
واستطاعت أن تحقق حلمها المنشود في بسط سيطرتها على كثير من الدول العربية منها العراق والبحرين والإمارات فضلا عن لبنان وسوريا والكويت ،
ولا يختلف معنا اليوم إلا من أعمى الله بصيرته ,, أو انه يغفوا في سبات النوم الذي يستعمله الجبناء للهروب من المواجهة ,,
في إن ما يحدث في العراق من انقسامات طائفية و إنشطارات قومية و صراعات تحزبية وفوضى أمنية ..


إنما هو بفعل وأيدي فارسية في الخفاء والعلن ..فهي اليوم من تحرك المشهد العراقي كما تريد وأينما تريد خدمة لمصالحها وسياساتها .
واعتقد ان من أولويات العرب اليوم .. بالإضافة الى مواجهة الخطر الفارسي بقوة السلاح والتي هي من المسلمات التي يجب أن تكون من ضمن الأولويات ,,
والتي من خلالها يجب قطع رؤوس الفكر الفارسي التي تغلغلت في جسد الأمة ,, و الضرب بيد من حديد على ذيوله ,,
يجب على العرب وأحزابه وقادته العمل بمسار يوازي العمل الجهادي الذي ذكرناه ..وهو تغذية الانتماء والفكر والمنهاج العربي وتعزيز الهوية العربية والانتماء القومي لدى شعوب أمة العرب ,,
و التركيز خصوصا .. على الذين ينتمون للأفكار العقائدية التي يدعي الفرس اليوم الدفاع عنها أو الانتماء لها ,,
والتي من خلالها أوهموا " زورا وبهتانا " المنتمين لهذا الفكر بأن وجودهم وثورتهم هي لدعم ونصرة هذا الفكر ..


وساقوهم للقبول بالقيادة الفارسية على أمتهم وشعوبهم على اعتبارهم حماة الحمى ,


فتعزيز الفكر والانتماء العربي عند بعض شعوب امة العرب ,, التي تشترك بالفكر العقائدي الذي اعتنقه الفرس مؤخرا ً لتحقيق طموحهم ,, وزوروه ليتناسب مع منهاجهم ومعتقداتهم الزائفة يخدم فكرهم التوسعي,
سيصب في اتجاه تحرير العقول والانسلاخ من التبعية الفارسية عند بعض العرب الذين توهموا إن الفرس هم أنصار لدين الله وأنصار للعقيدة التي يعتقدونها ..


و تعزيز الفخر بالانتماء للقومية العربية ,, التي لن يقبل منها إلا قيادة الأمم الأخرى ,,
لا ان تكون تابعة للكيان الفارسي ,,أيا كان عقيدته وأنتماءه ...
 






الخميس ٢٣ صفر ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / كانون الاول / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب المهندس ياسين آل قوام الدين الكليدار الرضوي الحسيني السامرائي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة