شبكة ذي قار
عـاجـل










كثير من المصطلحات تعرفنا عليها خلال السنوات العشر التي اعقبت الاحتلال ومن ضمنها مصطلح .. حزام بغداد .. والمقصود به الأقضية والمناطق المحيطة ببغداد العاصمة .. الطارمية والمشاهدة , ابو غريب , المحمودية والمدائن .. ويعرف الجميع طبيعة هذه المناطق ديموغرافيا وعقائديا .. كما يعرف الجميع ان هذه المناطق كانت مقابر للأمريكان ايام تواجدهم حيث اقضت مضاجعهم كثيرا وبات الكثير من العراقيين يفخرون بها وباهلها ويتناقل اخبارها الكثير من العرب والاجانب في المعمورة والكثير من الامريكان رووا قصصا ودونوا يومياتهم ومعايشتهم عنها ...

 

اليوم هذه المناطق تدفع ضريبة مواقفها الوطنيه والجهادية وتعيش الامرين من سياسات الحكومة واجهزتها الامنية والمليشيات المدعومة حكوميا .... الحكومة تحاول ان تنتقم نيابة عن الامريكان من اهل الحزام اضافة للأحقاد التي تملا قلوب الكثير من قياداتها والعقول التي تفكر بمنهجية القرون الوسطى التي تجتر احقاد الماضي وتحاول باسم مظلومية زائفة واهمة اشباع رغباتها بالقتل وسفك الدماء والتهجير وهتك الاعراض .. والمليشيات بسبب تشكيلها وتنظيمها العقائدي المنحرف هي الاخرى تحاول اجترار احقاد الماضي والانتقام نيابة عن جارة مشاكسة مزعجة كانت وما زالت ترى في العراق الحديقة الخلفية لها واقليما صغيرا تابعا لها وتصر على هذا الانتقام بالنيابة بسبب الطبيعة المذهبية الغالبة على هذا الحزام والتصور الخاطئ المقصود تعميمه عن الاهالي فيه.

 

هكذا ومنذ سنوات ليست قليلة تتعرض هذه المناطق لحملة شرسة ظالمة منظمة ومخطط لها من شتى اشكال المداهمات والاعتقالات والاغتيالات والقتل والتهجير وهتك حرمات البيوت والتضييق عليها من خلال محاصرتها وتضييق حركة الاهالي وتكرار منع التجوال فيها ,, حتى بات الاهالي يستغيثون ولا من مغيث يستجيب او معين يساعد .. المطلوب من شيوخ ووجهاء ومثقفي ورموز هذه المناطق التحلي بالصبر والحكمة والمطاولة وتطهير مناطقهم من بعض الشواذ المحسوبين عليها وضبط بعض المتهورين المشاكسين بينهم .. ومن ثم .. الوقوف بحزم ضد الممارسات الحكومية والمليشياويه بممارسات عقلانية تنسجم مع المزاج العام للأهالي .. وايصال رسالة واضحة وصريحة وبكل شفافية للقيادات الحكومية ان الكيل قد يطفح في اي لحظة وان التنور قد يفور مع اي شرارة وان الصور قد ينفخ فيه مع اي قطرة دم تسقط او عرض ينتهك وان الانتفاض على الظلم والضيم والذل والمهانة قريب لا محالة. هكذا, وهكذا فقط نستطيع ان نفك الخناق الذي يضيق يوميا عن الحزام ونرفع الظلم عن اهله ويعود حزاما وطوقا لضمان امان وسلام بغداد كما عهدناه وعرفناه بعد ان تحول الى جحيما لا حزاما .... والسلام

 





الجمعة ١٧ صفر ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / كانون الاول / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابو الحسن نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة