شبكة ذي قار
عـاجـل










عصر نهضة العرب في التاريخ الحديث لا تؤشرها افعال محمد علي باشا ، و لا رؤي الطهطاوي ، و لا الأفغاني ، و لا كتابات خير الدين التونسي و ابن أبي الضياف ، و لا محمد عبدة و شكيب أرسلان ، و لا كتابات و أفعال ابن باديس ، و لا ثورة رشيد علي الكيلاني ، ولا ثورة جويلية 52 ، و لا موجة استقلال الأقطار العربية من النفوذ الغربي و انسحاب المستعمر الي ما وراء الحدود ، و لا ثورة 1958 بالعراق ، و لا حتي انتصار الثورة الجزائرية و حجم تضحياتها ... لسبب بسيط جدا هو :


ـ ان كل هذه الخطوات مدت في عمر النظام العربي الذي جمع بين ارث النظام العثماني المنهزم في الحرب الأولي و رؤية الأمم الأخري في كيفية المحافظة علي مصالحها دون اعتبار مصالح الشعب العربي الحيوية سواء في صيغتها الإنسانية أو في صيغها كحقوق ثابتة سواء فيما هو معنوي أو مادي يتعلق بالإستقلال و حماية أمن الشعب و الوطن .


ولا أشرها اقتطاع فلسطين بكل ما تعنيه فلسطين لم يحرك عوامل النهضة رغم أنها تمثل اولي القبلتين و ثالث الحرمين .


ولا أشرها حتي انتصار العراق علي الخمينية رغم ما اقترن به من فعل غير مسبوق يجمع بين العقل بمفهوم التخطيط ، و حسن التحكم في الموارد ، و طرق توزيعها باشراف ارادة لا يحكمها الا ثابتين حماية الوطن و الشعب كل الشعب و بمختلف مكوناته ، فعل لا يوازيه من الأمثلة المضيئة غير تلك التي حفظتها لنا كتب التاريخ عن عصر الصعود و البعث الأول لهذه الأمة عندما كانت القيم تعبر عن نفسها بصيغة فعل ، لا كما عشناه و نعيشه يوميا في ظل النظام العربي القائم منذ قرن من الزمان لا يستذكر الماضي الا بهدف التغطية علي عجزه و فشله في تحقيق أي نقلة علي ذات الطريق الصاعدة التي عبدها الماضي من افعال أمتنا.


النهضة العربية المعاصرة أشرتها كـــــارثة ــ احتلال بغــــــداد ــ ، و تدمير شعب بالكامل بعد تدمير تجربة ، و احلال نظام أراده العقل الصهيو ـ أمريكي المجرم ان يكون النظام المثال للعرب و عمل علي نشره في طول الوطن و عرضه في ظل سكوت النظام العربي القائم و مشاركته ، و لا و لن تؤشرها ما هو متفرع عنها من افعال في صيغة حراك شعبي ــ مركوب ــ من أكثر من طرف سواء عالمي أو اقليمي تماهيا مع احتلال بغداد و ما فرخه من عصابات جريمة ان كانت متخرجة من "عمامة الولي الفقيه " او من "عمامة المرشد " قتلت و تقتل في العراق حد الحرق و تمارس التهجيربصيغ متسارعة و سياسات الفصل الطائفي المقيتة ، و تغيير البنية الديمغرافية للعراق بشكل علني دون ان يكون لها أي رادع الا ما هو وطني مقاوم ، مثلما قتلت و حرقت في ليبيا واليمن و تقتل الآن و تدمر في سوريا و تهئ لأرضية من ذات القبيل في كل من مصر و تونس .


اذن السكوت و المشاركة في جريمة ــ احتلال بغداد ــ هو من حرك في الذات العربية استعادة القيم التي تمثل عجينة العربي التي إكتوت معنويا بنذالة النظام العربي بمعتدليه و ممانعيه باعلامييه و ثقفاوييه ، كما كواها الكبت و الحرمان المباشر بنيران النظام القديم لتنفجر منادية ب" الكرامــــــة ، الحرية ، العدالة " ... من هنا تناول الفروع في فعلها الملغوم بأكثر من صفحة مشبوهة لا يؤدي الي النهوض و لا و لن يؤشر علي نهضة أمة بقدر ما يمد في عمر النظام العربي القديم بما يسوقه من اغطية لكل ما يمثله من فشل في جل الميادين ... مقابل كل ذلك الحل يكمن في معالجة الأصل ، و الأصل في انطلاق النهضة يحدده تحرير بغداد من الإحتلال الإيراني الموجه من العقل الصهيو ــ أمريكي المجرم ، و لا و لن تكون من موائد حوار جنيف التي لا تمثل الا حلقة من سلسلة موائد سابقة ... فاذا كانت مائدة مدريد التي أتت بعد العدوان الثلاثيني قد انتهت بأوسلو فبماذا ستنتهي يا تري موائد جنيف بعد ان بدأت بتسليم العراق الي ايران ، و تجريد سوريا من الكيمياوي و إخراج التحالف الإيراني ــ الأمريكي من السرية الي العلنية ؟؟؟



d.smiri@hotmail.fr

 

 





الخميس ٩ صفر ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / كانون الاول / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب يوغرطة السميري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة