شبكة ذي قار
عـاجـل










ابتداءً لابد من التنبيه الى حقيقة يحاول البعض تشويهها وهي اننا كعرب بشكل علم وعراقيين خصوصاً لانكن للشعوب الايرانية المبتلاة اي شعور بالحقد والكراهية لاسباب كثيرة من ابرزها الروابط التاريخية ، غير ان الانظمة المتعاقبة في هذه الدولة الجارة وفي كل عصور التاريخ القديم و الحديث لم تترك وسيلة الا واتبعتها لتدميرنا فتأمرت وتعاونت مع كل اعدائنا برغم كل محاولاتنا لبناء علاقات متوازنة تحفظ لكل طرف حقوقه .


ونتذكر جميعاً كيف تعامل النظام الايراني بعد سقوط الشاه بالطريقة المريبة ومجيء خميني وزمرته الى الحكم عام 1979 مع النظام التقدمي والثوري في العراق بقيادة حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي ، واعلان الملالي بكل وقاحة مخططهم لاحتلال العراق وابتلاع دول الخليج العربي ، وتصعيده للمواقف العدوانية بدخوله اراض عراقية حدودية واستهدافه شعبنا بعمليات ارهابية من خلال تفجيرات كان ينفذها بعض عملائه الرخيصين ما اضطر العراق للرد فكانت القادسية الثانية التي استمرت ثمان سنوات لتنتهي بهزيمة خميني الذي وصف اذعانه لقرار وقف الحرب ( بالسم الزعاف ) .


وجاءت صفحات اخرى تعرض فيها العر اق لتأمر وعدوان كبير ومخططات اميركية صهيونية انتهت باحتلاله في 2003 بمساعدة وتسهيلات ايرانية بحسب اعترافاتهم ليبدأ فصل اخر من فصول مسلسل الحقد الايراني على العراق ، اخطره هو هذا الامتداد في جسد وطننا ومحاولة تمزيقه بعمليات القتل والتهجير الطائفية وتدريب العصابات والميليشيات وبمختلف مسمياتها في داخل اراضيهم .


وكان تفجير مرقدي الامامين العسكريين عام 2005 من قبل ايران وبدراية وعلم الخونة من عملائها الذين تبوؤا مقاليد السلطة بفضل الاحتلال الاميركي الصهيوني الصفوي ، كانت عملية التفجير بداية التصعيد الطائفي المستمر وذبح ابناء شعبنا ومن مختلف المذاهب والاديان والاعراق وسفك الدماء الزكية وترميل النساء وتيتيم الاطفال .


كل ذلك جرى ويجري ويعرفه جيداً هذا النجيفي وغيره من العملاء الراكعين لاعداء العر اق ، وكانوا يملأون الدنيا زعيقاً بامتلاكهم المعلومات والوثائق عن ممارسات الميليشيات الصفوية الاجرامية بحق ابناء شعبنا التي باتت واضحة ومعروفة للعيان .. فما الذي تغير بعد كل هذا ليقوم النجيفي بزيارة ايران ولقاء مسؤوليها وحضور مجلس العزاء لتعزية المجرم قاسمي سليماني الموغل بدماء اهلنا الزكية ؟وما هو الغرض من هذا التوقيت المتزامن مع عمليات تغيير الخارطة السكانية في مدن العراق والتي بدأت في البصرة وذي قار واطراف بغداد وديالى ؟


ان مراجعة بسيطة وسريعة لما يحصل في العراق تشير ومن دون لبس ان مخطط اشعال نار الفتنة الطائفية اخذ الان وفي هذه المرحلة وجهاً اخر وبمشاركة حكومية واضحة ، غير ان المتغير الكبير هو تنامي الشعور الشعبي بمخاطر ممارسات اشباه الرجال من العملاء الصفويين المكشوفين والمتسترين من امثال قيادات الحزب الاسلامي اللا عراقي واتساع قاعدة الرفض لتشمل كل محافظات العراق من دون استثناء ، فبعد ان كان يراهن العملاء على الطائفية كورقة لتمرير مخططاتهم وبعد ان فشلوا في تغيير مسار التظاهرات والانتقاضات العارمة في نينوى والانبار وديالى وكركوك ، واتساعها لتمتد الى البصرة وذي قار والنجف وكربلاء وبابل وغيرها ، صاروا يستشعرون قرب الخطر المحدق بعمليتهم السياسية الكسيحة وبان نهايتهم قد اقتربت لامحال على يد الشعب المطالب بالتغيير ،فبدأوا بتغيير السيناريوا من خلال الاجتماع الهزيل المسمى ( وثيقة الشرف والتعايش والسلم الاهلي ) ، الذي اجمعت اوساط عديدة على فشله بما فيها اطراف من التحالف الصفوي نفسه .


لقد ازاح النجيفي بزيارته البائسة والذليلة الى ايران كل الاقنعة وكشف عن تخليه عن الحد الادنى من معايير شرف المسؤولية والالتزام بما كان يدعيه ويرفعه من شعار ات وادار ظهره لحقوق الملايين من ابناء الشعب من اجل كسب رضا الملالي في طهران الموغلين في دم العراقيين واستباحت الاعراض ، كما انه ارتضى الذل لنفسه عندما لم يستقبله في المطار رئيس ما يسمى بالمجلس الايراني كما يفترض بروتوكولياً واستقبله نائبه .


ويمكن تلخيص ابرز الاهداف المشبوهة لهذه الزيارة بـ :


اولاً - محاولة تبييض صفحة النظام الايراني من الجرائم التي ارتكبها وما زال بحق العراق وشعبه منذ 2003وتدخلاته في شؤونه الداخلية .


ثانياً - المشاركة مع التحالف الصفوي في مخطط تفتيت نسيج المجتمع العراقي وما الصمت المزمن على ما حصل ويحصل من عمليات قتل و تهجير في البصرة والناصرية و ديالى بشكل خاص ، الا دليل على ارتماء اسامة النجيفي في حضن طهران لكسب رضاها .


ثالثاً - منح صك غفران للنظام الايراني للتحكم اكثر بشؤون العراق سياسياً واقتصادياً والاصفاف مع التحالف الصفوي لرسم سياسة تعزز هيمنه ايران على العراق من خلال عملائها .


رابعاً- اراد النجيفي من خلال الزيارة الايحاء الى كل المعارضين والى الملايين من العراقيين بان هيمنة النظام الايراني على العراق واقع ينبغي التعايش معه .


اضافة الى كل ذلك فان الزيارة محاولة بائسة لحماية ما تبقى من ما يسمى بالعملية السياسية التي تتعرض لهزات شعبية اخذة بالتصاعد .


باختصار لقد باع النجيقي بزيارته نفسه وخسر الدنيا قبل الاخرة وان ارادة الشعب ستنتصر شاء هو واسياده هذا ام ابى .. وان النصر ات لامحالة وبشر الصابرين .

 

 





الثلاثاء ١٩ ذو القعــدة ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / أيلول / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمد الكاظمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة