شبكة ذي قار
عـاجـل










لم يتوقف عن الاتصال بي .. كان يريد أن يصل صوته عبر الفضائيات وهو خارج ليتظاهر مع مجموعة من الشباب ليطالبوا بإلغاء رواتب البرلمانيين والرئاسات الثلاثة ..


ولم ينقطع وهو يتظاهر والرصاص مزقت صدور بعض رفاقه .. ولم يكف وهو يردد على مسمعي نريد أن يصل صوتنا .. نريد أن يسمعنا العالم .. لقد فتحوا النيران علينا .. قتلوا من رفاقنا ..


صرخت في وجهه .. من تريد أن يسمعك وهل خرجت لتظاهرة كي يسمعك أحد .. من تريد أن يسمع صوتك إلا تعلم أن أصواتنا لم تعد تسمع..وماذا إذا سمعوا صوتك وماذا أذا شاهدوك على الفضائيات وأنت تنوح وتبكي كالحريم كم ثكلى كم عجوز كم طفل يصرخ وينوح يومياً ولا يسمع صوته..


قبل العدوان الأميركي على العراق وقبل الغزو وعندما كان العراق بلداً ذو سيادة يحكمه حكومة عراقية وطنية ..عندما كانت دجاجة تفطس في قرية من قرى العراق النائية ، كانت أمريكا وبتحريض من عملائها السفلة تحشر أنفها فتهدد القيادة العراقية الوطنية بالعقوبات وتعتبر نظامه نظاماً دموياً وتتحرك كل منظمات حقوق الإنسان ضد العراق وقيادته وتستيقظ الضمائر وتتحرك الألسن وتتحرك قنوات الإعلام بفضائياتها وصحفها لتدين موت دجاجة أو حتى كلب دهسه سائق..


لكن الوضع اختلف اليوم .. موت الملايين من العراقيين لا يحرك ضمير أحد ..أمريكا أصيبت بالعمة وهي بكمة وصمة .. لا تسمع ولا ترى .. ديمقراطيتها تبيح قتل العراقيين بالجملة .. ليس مهما كم شخصا يموت في اليوم وكيف يموت .. المهم أن يموت العراقي لكي تترسخ ديمقراطية أمريكا وتصبح نموذجاً يحتذى به ..


ماذا نستنتج من صمت أمريكا على الجرائم التي تقترفها حكومة المالكي المنصبة من قبلها ؟ هل أخبارنا في العراق لا تصل إلى مسامع الإدارة الأمريكية .. هل السيد أوباما وإدارته اطمئنوا إلى أن العراقيين أصبحوا في ايادٍ أمينة لا خوف عليهم أم أن موضوع قتلنا هو إيعاز وأمر أمريكي ينفذه المالكي وأحزابه ومليشياته..


سنوات وحكومة المالكي والحكومات السابقة تلقي بالعراقيين في السراديب المظلمة بتهمة دعم الإرهاب والإرهاب وتمارس بحق المعتقلين أشد أنواع التعذيب ويعثر على جثثهم في مطامر القمامة وساحاتها .. سنوات والسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة والعبوات تحصد أرواح العراقيين بالعشرات ..


سنوات وحكومة المالكي والحكومات السابقة تسرق وتنهب علناً من خزائن العراق ..
جنودها في العراق علموا العراقيين الأمنيين وسائل التعذيب وفنون القتل ..


أين هي أمريكا من كل هذا ..هل حررت العراقيين من نظام دكتاتور لتسلمهم إلى نظام مجرم قاتل سفاح .. أين شعارات التحرير التي كانت تطلقها قبل الغزو والعز الذي كانت توعد به العراقيين عندما تحررهم من نظامهم الدكتاتور ..


هل أن إخبار العراق لاتصل إلى مسامع ألإدارة الأميركية أم أن كل الأمور تتم بموافقتها وبعلمها وتحت أبصارها والمالكي ما ألا عميل يتلقى التعليمات والأوامر فينفذها ..


عراقيون يقتلون وهم يتظاهرون والتظاهرات ممارسة ديمقراطية والديمقراطية هبة أمريكية لنا فهل يعاقب شعبنا على الديمقراطية التي وهبت إليه .. ديمقراطية وهبت بتدمير وطن وباحتلاله وبدماء الملايين من الأبرياء ..


الفلم واضح فالإخراج إخراج أمريكي ..فلا يتعب أحد نفسه ويطالب أن يظهر في الفضائيات ووسائل ويطالب بأيصال صوته لعل هناك من يسمعه .. لعل صوته يصل إلى الإدارة الأمريكية فيتفضل علينا السيد أوباما وإدارته بمكرمة معاقبة المالكي وحكومته .. بتأنيبه أو أسماعه ببعض كلمات ( رزالة يعني ) ..


هذه الحكومة التي نصبتها أمريكا مكافئة لها على الخدمات الجليلة التي قدمتها أعضائها عندما كانوا معارضة يطبخون المؤامرات ويجتمعون لاحتلال العراق ..


هذه الحكومة ترتكب الجرائم بعلم أمريكا بل وبأيعاز منها.. هذه الحكومة الإيرانية تملك بطاقة حمراء لفعل أي شيء يسئ إلى العراقيين .. طرق القتل مفتوحة وأبوابها مشرعة .. وصك إبادتنا مفتوح وأمريكا قبضت الثمن من دمائنا ومن نفطنا..


لذا ليس هناك دواعي لطلب الظهور في وسائل الأعلام لغرض إيصال الصوت العراقي الذي لم يعد يسمع لا من قبل أمريكا ولا من قبل منظمات حقوق الإنسان ..


وعلى العراقي أن يقاتل ليضمن حياته وحياة أسرته وأن يكف عن مطالبة توفير الحماية له ويجب أن يكون متقناً أن لا أمريكا ولا بريطانيا ولا فرنسا ستحمي له حياته أو تعيد له حقوقه المسلوبة ..


على العراقي أن يتظاهر ويرفع صوته بجدية وليعلم أن حضور وسائل الإعلام أو عدم حضورها في تظاهراته لن تقدم له شيئا ولن تؤخر لأن صوته لم يعد يسمع فأمريكا لا تسمع إلا ماتريد أن تسمع ..


قلناها سابقا ونكررها اليوم أن الحقوق المسلوبة لا تسترد إلا بقوة السلاح وبمقاومة جادة ودفاع جاد لأن حقوقنا سلبت بقوة السلاح وبلدنا احتل بالدبابات والمعدات الحربية وبالآلاف الجنود وبالآلاف الدسائس والمكائد.. مليشيات لا حصر لها تأسست لتسلب حياتنا وحقوقنا وبمباركة أمريكية ودولية ..


لا أحد يستمع إلى صوت هادئ .. الأصوات المنخفضة تهمل دائماً .. الهمسات لا تخيف أحد .. أصرخ بقوة ، بثقة .. سينصت إليك من لا يريد أن ينصت.. أن الصمت مذلة و قد جرب بعضنا الصمت والصوت الهادئ حتى سلبت حقوقنا بالكامل ..


لا تنتظروا شيئاً من أمريكا .. ولا تطلبوا شيئاً من حكومة المالكي .. استردوا حياتكم وحقوقكم بأيدكم .. بقوة السلاح وبقوة الصوت .. كم من شعب قاوم بالسلاح وعندما لم يجدها جمع الحصى وعندما لم يجدها فتت الصخور ليقاوم ويدافع عن حقوقه وحياته ويسترد راحته وكرامته وحياته من مخالب الحيوانات الشرسة التي تهدد وجوده ..



Golshanalbayaty2005@yahoo.com

 

 





الثلاثاء ٢٧ شــوال ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / أيلول / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كلشان البياتي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة