شبكة ذي قار
عـاجـل










من خلال متابعة بسيطة للثقافة العربية في حاضرنا سواء بما هو مكتوب أو ما هو منطوق به سواء في حلقات النقاش العامة أو تلك التي تعج بها حوارات البث التلفزي أو ما يراه المرء علي صفحات العالم الافتراضي ، يري المرء من أن تاريخ الثقافة العربية الراهن ما زال مجرد تكرار واجترار لنفس التاريخ  الذي كتبه أجدادنا البعيد منهم و القريب اضافة الي الآباء ، واقع لا زال خاضعاً في مفاصله الحيوية لنفس الاهتمامات والإمكانيات التي وجهتهم وتحكمت في رؤاهم، والتي جعلت التاريخ الذي خلفوه ينعكس آنيا في شكل  تاريخ ( فِرق ) و ( طبقات ) و ( مقالات ) في كل فن على حدة ، وبصيغة  عامة : تاريخ الاختلاف في الرأي وليس تاريخ بناء الرأي . و هي الحالة السائدة خطابا و رؤي و بصيغة أفعال علي الميدان في طول الوطن العربي و عرضه و ليس  في القطر العراقي فحسب .

 

و لكونه هكذا فهو واقع ثقافي يحمل من النقائص و معاول الهدم الكثير باعتبار أنه يعمق الاختلاف و يحول دون بناء الرأي بمفهوم المرجع الجامع ، المرجع الذي في غيابه يتحول الشعب لا في القطر الواحد و انما في كل أقطار الأمة الي شكل من اشكال القطعان السائبة بما يجعله عرضة للنهش من المتربصين سواء كانوا فئات محلية لا يخلو تاريخ الأمم و الشعوب منهم في أي مرحلة كانت أو كانوا أطراف  اقليمية أو دولية . لذلك كانت دعوته الي استحضار تجربة العراق المعاصر في ظل ثورة 17 ــ 30 تموز في خطابه باعتبار ما حكمها من عوامل متجاوزة للتجزئة سواء بصيغة الألوان أو الرؤي و ما صاغته من عوامل توحيد أسس لما أسسته من بناء بمنطق الاقلاع و النهضة الشاملة  الذي جعل منها مرجعا مثال لمن يروم التحرر و الاستقلال و هو السبب الأساس في استهدافها بالصيغة و الشكل الذي تم و الذي نعيش حلقاته حتي اليوم قصد تغييب  الثوابت المعنوية الروحية للتوحد سواء في مجال البناء أو الدفاع عن حياض الوطن التي صاغتها هذه الثورة في ضمير الشعب :"{{ عليكم جميعا أن تقفوا سدا منيعا ضد حملة التشويش والتضليل والتدجيل والكذب والخداع على مسيرتكم المباركة وتجربتكم التحررية التقدمية الحضارية الرائدة والمبدعة التي شيدتموها على امتداد خمس وثلاثين عاما بعقولكم النيرة الخيرة وبسواعدكم القوية الأمينة المباركة، فشمروا عن ساعد الجد وضعوا هذه المسيرة وانجازاتها وانتصاراتها أمام شعب العراق على الدوام الذي على أكتاف أبنائه تحقق بناؤها لبنة لبنة وحجرا حجرا وحلقة حلقة، ضعوها أمامه بشكل دائم وبصورتها الحقيقية البهية وفي كل ميادين البناء والتطور في بلدنا العزيز، ولكي لا ننسى نحن الطليعة ولكي لا تنسى الجماهير صاحبة المصلحة الحقيقية في تلك التجربة وفي ذلك البناء العظيم وصاحبة المصلحة الحقيقية في مسيرة الكفاح والجهاد لدحر ذيول الاحتلال وعملائه وأذنابه.

 

استخدموا كل وسائل النشر والإعلام وكل الفرص المتاحة وحطموا الحصار الإعلامي المضروب على مسيرتكم ومقاومتكم وحزبكم حتى يفتح الله لنا وهو خير الفاتحين، ربنا افتح بيننا وبين الغزاة البغاة وعملائهم بالحق وأنت خير الفاتحين.}}" كلمة تؤشر جانبين :

 

أولا ــ القطع مع التغني المعزول عن روح المبادرة و الاقتحام .

 

ثانيا ـ أن لا ينظر المناضل العربي الوطني و القومي و الاسلامي من أن  تاريخ الاختلاف والتعدد والصراع والانفصال هو واقع الشعب و الأمة النهائي ، لا بل هو تاريخ  يثوي الوحدة والتكامل والاتصال . و كأنه يقول : يجب أن نبني تاريخ الكل على أنقاض تاريخ الأجزاء، علي أنقاض الممزق المبعثر.

 

بصيغة أخري استحضروا المرجع مقترنا بارادة الاقتحام .

 

 





الاربعاء ٢٤ رمضــان ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣١ / تمــوز / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب يوغرطة السميري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة