علينا أن نفهم أمر هام هو أن القوي الدولية ـ الغرب خاصة ـ و منذ القرن السابع الميلادي أي منذ الفتوحات العربية الاسلامية التي مثلت صدمة بالنسبة اليه ، باعتبار ما كان يمثله ارث روما و بيزنطة الحضري و ليس الحضاري و انكساره أمام ما كان معروف من ارث بدوي بدائي الذي تحول مع الاسلام الي حالة بنائية عجز الارث الحضري عن مجاراتها ، أن ركز علي دراسة الشخصية العربية الاسلامية و حدد جملة مقاييس تهدف اختراقها ... و ان كانت الدراسات في البداية تأخذ شكل رسائل يقوم بها الرحالة و التجار فانها مع تقدم الزمن و خاصة منذ القرن السابع عشر بدأت تأخذ شكل الجمعيات التي تشرف عليها الكنيسة اولا و تحولت مع المد الاستعماري نهاية القرن التاسع عشر الي صيغة مراكز الدراسات ... مع الأسف أن عديد الدول العربية الان تساهم في ادامة هذه المراكز لا فقط ماديا و انما حتي بشريا ، خلاصة هذه المراكز تعرف أن العقل العربي المسلم خاصة ، لم يرتقي بعد الي مفهوم العقل التفكيكي البنائي بقدر ما هو عقل اخباري لذلك تعمل علي ضخ كميات من الأخبار و الاعلام تتداخل فيه الوثائق الموهومة مع الوثائق الحقيقية الثابتة ... و بالتالي تحقق مزيد التشتيت في قدرة هذا العقل علي التدقيق في جانب و في جانب ثاني تجعل من بوصلة الاتجاه غير ثابتة بما يغيب أن يكون لهذا العقل القدرة علي انتاج الرؤية و لا حتي العمل المتزن الهادف الي تحقيق مكاسب لا بصيغة المعرفة و لا حتي بصيغة النتائج المادية ... من هنا الوثائق المنشورة علي كل من يعي واقع الشعب و الأمة العربية أن يتعامل معها بحذر شديد يطلع نعم و لا يجب أن تعتمد بصيغة الحكم . حالة تنبهت لها قيادة العراق الوطنية طيلة فترة التجربة التي امتدت من 1968 حتي 2003 بصيغة مباشرة و تمارسها المقاومة العرقية واقعا يوميا بصغتيها الاعلامية أو المادية الفاعلة علي الميدان ... و ها هي تباشير ذات الفعل و الرؤية تتوضح يوما بعد يوم و تتأكد في ادارة الصراع مع احتلال مركب " أمريكي ـ صهيو ـ ايراني" و متراكب " جملة الأدوات المخلقة محليا بكل افرازاتها من منبتين و عملاء " .

فهل يستعيد العرب بوصلة اتجاه فعلهم نحو بغداد و يكونوا الظهير الساند لأستعادتها ، خاصة و المقاومة تؤكد بفعلها أن مرحلة الحسم النهائي دخلت حيز التنفيذ .