شبكة ذي قار
عـاجـل










لااعتقد هناك من لايحب وطنه الذي ولد فيه وتربى وتنفس هواه وكبر وهو ينبض بحبه، لااظن ان هناك من يكره وطنه الا من كان رضع حليب غير حليب امه حليبا مغشوشا مدنسا بالحقد والكراهية، الا من كان يشعر بالنقص في تكوينه وعدم اصالته فيصاب بمرض عقلي يفقده صوابه وتوازنه ويشعر انه خصمه وهؤلاء قله من خانوا الوطن وفقدوا رشدهم وشرفهم بعد ان فقدوا وطنيتهم خداما للاجنبي فالوطن هو البيت والاسرة والعشيرة والجار، ولكننا اليوم وبعد الاحتلال البغيض لعراقنا الجريح يمكن ان نصنف المخلصين له والمحبين والمتفانين من اجله الذين يسعون في الارض صلاحا والمتامرين عليه الذين يسعون الى تقسيمه وتدميره تنفيذا لاجندات اسيادهم المؤتمرين باوامرهم بكل ما يحصل به اليوم؟ كيف اتمكن من اخبار ابنائي بالغد انني كنت متفانيا اسعى ان اجعله او اراه افضل وطن؟ وكيف لي ان ازرع محبته والاخلاص له


وأفرزت التجارب التاريخية معانٍي مختلفة للمواطنة فكراً وممارسة تفاوتت قرباً وبعداً من المفهوم المعاصر للمواطنة حسب آراء المؤرخين . وحتى في التاريخ المعاصر تنوعت إفرازات مفهوم المواطنة بحسب التيارات الفكرية السياسية والاجتماعية التي لا يمكن قراءتها وفهمها ونقدها بمعزل عن الظروف المحيطة بها أو بعيداً عن الزمان والمكان بكل أبعادهما الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والأيديولوجية والتربوية ، ومن ثم لا يمكن التأصيل السليم لمفهوم المواطنة باعتباره نتاجاً لفكر واحد مبسط وإنما باعتبار أنه نشأ ونما في ظل محاضن فكرية متعددة تنوعت نظرياتها وعقائدها بل وظروف تشكلها على المستوى المحلي والقومي والدولي . ولأن قضية المواطنة محوراً رئيساً في النظرية والممارسة الديمقراطية الحديثة ، فإن تحديد أبعادها وكيفية ممارستها ينبع من الطريقة التي يمنح بها هذا النظام أو ذاك حقوق المواطنة للجميع ومدى وعي المواطنين وحرصهم على أداء هذه الحقوق والواجبات


في الماضي القريب لم يكن هناك اية صعوبة في زرع الانتماء ومحبة الوطن فقد كنا ننشد ونحن في رياض الاطفال اناشيد حب الوطن نشعر باننا ولدنا وانتماءنا له، نشربه مع اول قطرة حليب من ثدي ام طاهرة تجري بعروقنا لنكبر ويزداد حبنا اكثر فاكثر ونخدم الوطن من خلال العسكرية( التجنيد الاجباري) او التطوع الى صنوف متعددة نخدم منها وفيها الوطن والدفاع عنه من شر الاشرارومكر الماكرين ناقضي العهود مثلما قاتلنا دفاعا عن الامة خارج الحدود وهذا لايحتاج لدراسة او تعلم لاننا وجدنا انفسنا نقدس هذه الارض ونرسم لاجيالنا امتداده عبر السنين نحكي لهم تاريخنا بزهو وفرح واعتزاز، نتحدث لهم اننا خدمنا ( العسكرية) واصدقائنا عرب وكرد وتركمان مسلمين ومسيحيين وايزيديين تعلمنا الغة الكردية وتعلم الكرد اللغة العربية واصبحنا نتحاور ونتكلم ونسلم بهذه اللغات تسودنا المحبة والتاخي والالفة، لانعرف لغة الحقد والكراهية ،اليوم بماذا نحكي لاجيالنا عن اي وطنية ووطني عن اي مفهوم للوطنية؟ بعد ان اختلف مفهوم الوطنية واستجدت امور خطيرة تستوجب اعادة هيكلية الوطنية للاجيال القادمة، للمحافظة على الوطنية والغيرة والشرف هو علينا ان نشير وبكل جرئة وشجاعة فنقول للفاسد انت فاسد وللكذاب انت كذاب وللخائن انت خائن وان نبتره من الوطن لننقي الهواء من جديد وان يعود الوئام والتاخي والسلام ارض الوطن وعندها نكون قد زرعنا الوطنية في نفوس ابنائنا واجيالنا وقد أثبتت الأيام أن الجبان ليس أطول عمراً من الشجاع.. فالجبناء لا يعيشون طويلاً فما أحلى الحياة في بلد يجتمع فيه الإخلاص والاختيار الصحيح مع الحب والحرية لذلك فالناس اصبحوا لا يسألون عن الأسباب التي أدت إلى صعود هؤلاء الأشخاص الضعفاء ولا يجرأون على السؤال عن السبب يأتي شخص ويخرج ولا يجرأون أن يقولون لماذا خرج فلان ويدخل آخر فيجهل الناس لماذا دخل لهذا يجب أن نحاول أن نفكر بعقلية متطورة ونحاول أن نجيب عن كل سؤال وأن نشرح كل خطوة نخطوها. فلا يكفي أن يعلم بعض الناس الحقيقة لأن الحقيقة أصبحت في الوقت الحاضر من حق كل الناس وليس حكرا على شخص او حزب اوكتلة خاصة بعد ان انكشفت كل الاوراق واصبح الوطني بين والخائن بين والكذاب والسارق معروف والنزيه الصادق معروف كذلك وعندها نكون قد ادينا الامانة الى اجيالنا القادمة ليفهوا معنى الوطنية ليسيروا على ما تعلموه من اخلاق وصدق وشجاعة وتفاني دفاعا عن الوطن...

 

شعار الحرية والديمقراطية لايبرر الخيانة الوطنية وهذا ما نسمعه اليوم من قيادات خائنة بامتياز في العراق والوطن العربي التي تسوق ذاتها كقوى وطنية وديمقراطية..!! في حين انها قوى اسوأ من سيئة فحب الوطن يتطلب الثورة على الطغاة وان لاندع قيادة الامة في ايادي غير امينة خاصة بعد ما شاع من فساد وعبث المفسدين في عراقنا العظيم وفي الكثير من الاقطار العربية فالوطنية تتطلب منك ان تكون اصيلا عريقا قدوته الوطن والوطنية وليس العملاء والمرتزقه وسراق المال العام المتسترين بثوب الدين والمتشدقين بالحرية والديمقراطية زورا وبهتانا..

 

 





السبت ١٦ جمادي الثانية ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / نيســان / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. شاكر كريم القيسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة