شبكة ذي قار
عـاجـل










( تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا ) ..
تبارك الذي دحى الأرض وبث فيها من كل دابة وأناسي كثيرا..


تبارك الذي فاضل بين عباده ؛ فمنهم الخائن والغادر والعميل والكاره للحق ، النذل الرعديد ،وجعل منهم الوفي والمخلص والأمين ،والبطل الشهيدا.
تبارك الذي خلق صدام حسين ،!ثائرا شجاعا شهيدا ؛ ومكن له في حكم العراق العظيم ،وسخر له النفط والزراعة والتاريخ والحضارة والرجال العظام وبسط له
في الجسم والمعنى بين الورى ، ودع إليه أمم الأرض تخطب وده وتغازل مجده، وكان بوسعه البقاء في نعيم السلطان ،يتفيأ ظلاله كيف يشاء ،لقاء إماءة بخيانة الوطن وغدر بالأمة والدين والتاريخ !


تبارك الذي هيأك لخير من ذلك ، فكنت مناضلا صبورا ،وأمينا على رسالتك،مخلصا لمبادئك ،عطوفا على ضعفاء أمتك ،شديدا على نفسك ،قاسيا على الخونة والعملاء والغادرين ؛ فبلغت الرسالة وأديت الأمانة – على الوجه الذي أوصى به سيد الأولين والآخرين جدك وجد كل تقي وأمين وصادق محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام – إلى أن أسلمت الروح الطاهرة لبارئها !


أربع سنين مرت على وقوفك على منصة الخلود يوم الحشر الأصغر بعرفة ،بأبهى طلعة وأسمى معنى ؛ حيث هزمت الموت عنوة وفجرت الحياة ينابيع تروي شرايين الأمة ،التي طالها التيبس والتكلس !


أربع مرت ،وأنت تتزوج ،شرعا ،بالجملة حرائر الأمة ؛ فينجبن منك يوميا ألفا .. وألفا .. وألف صدام ،شبابا متفجرين بالحياة !
أليست البطولة تهب الحياة .. أولست كنت تصنع الحياة ثائرا ،وها أنت تصنعها شهيدا ،لأنك عظيم ،والعظيم يخلق العظماء ..بنموذجه !


أربع مرت على استشهادك ،قبلها كان شباب الأمة يتصفحون كتب التاريخ ،بحثا عن رجال الأسوة والمثال في صدر الإسلام ،أما اليوم فعاشوا فيك تجربة العظمة والخلود ،وعاشوا معنى الشهادة ،بالدم المسفوح على جبين التاريخ ،تنقله محطات التلفزيون وشبكات المواقع العنكبوتية .


لقد حققت الصورة التي يتمناها لك كل أحرار العالم ،ولقد وفيت في الرسالة التي قدمتها للإنسانية المتمردة على الظلم والجبروت والاضطهاد ؛فكنت أشد رسوخا في نفوس المؤمنين بالإنسانية من كل آلة البطش والتشويه ..لقد كنت ،بحق،قبسا من نور الله يبدد سجف الظلام ،ولو كره المبطلون !


لقد آمنت بالله وبوحدة الأمة ،وعملت بحسبما يقتضيه الإيمان ،فأصبحت زاوية النظر التي ينظر من خلالها شباب الأمة إلى تقييم الرجال وسجل الأفعال ،وصرت وحدة القياس ومعيار الوزن ..أنت لوحة تتكامل فيها أبعاد الزمن ،الماضي والحاضر والمستقبل ..أنت"ترسم للناس صباحا لونه ظفر ووهج نسيجه شهداء "!


أربع مرت ،والخونة بعدك ككل الخائنين في التاريخ ،لا تخفى منهم خافية ،يصطرخون ويصطرعون على تقاسم الوطن ، كأنه غنيمة حرب ! ونار المقاومة ،التي أوقدتها ،نزعت منهم الجلد والشوى ،ووصلت للعظم والأمعاء ،بعد ما ظنوا أن الخيانة مجرد تمرين على قتل الأحرار في الوطن !


صحيح أن المصاب بك جلل .. ولكن بقدر المصاب يكون العمل والأمل ،فسبحان الذي خلقك وسواك وعدلك في أي صورة ما شاء ركبك،وسبحان الذي اختارك في أحب أيامه إليه ! !.

 

 

 





الثلاثاء٢٢ محرم ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٨ / كانون الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمد الكوري ولد العربي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة